حسام مصطفى يكتب: الطبقة المتوسطة ورفض التصويت… ما بين اليأس والمظاهر التمويلية.

في كل موسم انتخابات، بيطلع صوت واضح من قطاع كبير من الطبقة المتوسطة بيقول:
“أنا مش هنتخب… علشان كله متظبط… والنتيجة معروفة… واللي بيكسب بيكسب بالفلوس مش بالأصوات”.
كلام متكرر، بنسمعه بقالنا سنين، وراه إحباط حقيقي، لكن كمان وراه غياب مسئولية!
الطبقة المتوسطة في مصر، زمان، كانت دايمًا هي المحرك للتغيير، هي اللي بتقرأ وبتفكر وبتحلل، وهي اللي عندها وعي سياسي نسبي، مشغولة بمستقبل أولادها، بالتعليم، بالصحة، وبالبلد عمومًا.
لكن فجأة، الطبقة دي بدأت تنسحب.
بدأت تحس إن الصوت مالوش قيمة، وإن الانتخابات مش أكتر من “عرض شكلي”، وإن “اللي فوق متفقين”، واللي تحت بيتباعوا بكيس سكر وكيلو لحمة!
وفي وسط ده، ابتدينا نرمي اللوم كله على الفقرا:
“هما اللي بيبيعوا صوتهم بـ١٠٠ جنيه”
“هما السبب فخراب البلد”
“إحنا بنتعب وهما بيختاروا الغلط!”
طب لحظة…
هو اللي معاه ٣ أطفال ومش لاقي ياكل، لما ياخد ١٠٠ جنيه، يبقى هو السبب؟
ولا اللي قاعد مرتاح، وعنده شغل، ومش عاجبه الحال، وقرر يقعد في بيته ومينزلش يشارك… ده مش عليه مسئولية أكبر؟!
اللي بيحصل كل انتخابات، إن الفاضي هو اللي بيروح.
اللي متحرك بـ”مصلحة“، مش “موقف”، هو اللي بينزل.
واللي كان ممكن يغير… فضل قاعد على القهوة، بيكتب بوستات عن الفساد والظلم، وبيقول “مافيش فايدة”.
الحقيقة اللي لازم نعترف بيها:
الانتخابات مش لعبة متقفلّة… لكن الصمت هو اللي بيقفلها.
طالما الأذكى والأوعى قرر يقعد ساكت، طبيعي اللي بيدفع ويشتري هو اللي يتحكم.
وطالما الناس اللي بتقول “كل حاجة متظبطة” قررت ما تشتبكش، يبقى اللي بيسيب صوته للقدر هو اللي هيمشي البلد.
مقاطعة الانتخابات مش موقف ثوري… دي استقالة من دورنا كمواطنين.
ومش معنى إن فيه فساد أو تزوير أو صفقات، إننا نسلم ونسيب الملعب فاضي.
لأن طول ما في ورقة في الصندوق باسمك… أنت عندك أداة ضغط.
وطول ما الناس بتنزل وبتشارك، حتى لو النتائج مش مثالية… فيه دايمًا فرصة للتغيير.
التغيير مش بييجي لما البلد تتظبط… التغيير بيبدأ لما إحنا نقرر نتحرك.
والقرارات الكبيرة… بتبدأ من ورقة صغيرة في صندوق شفاف.
التغيير جاى القرار بايديك