فضيحة “شيل أوت”: موظف يبيع “الهواء” بـ 629 جنيهًا وامرأة تكشف الحيلة عبر الكاميرات

في واقعة تكشف عن أساليب احتيال مبتكرة، تعرضت سيدة لعملية نصب محكمة في إحدى محطات الوقود الشهيرة، حيث دفعت مبلغ 629 جنيهًا مصريًا مقابل وقود لم يتم تزويد سيارتها به إطلاقًا. القصة المروعة، التي روتها رضوى طارق على صفحتها الشخصية على فيسبوك، أثارت موجة من الغضب ودقت ناقوس الخطر حول ضرورة الانتباه الشديد عند ملء خزان الوقود.
تفاصيل الصدمة: “التانك لسه منور” رغم دفع الفاتورة!
بدأت الحكاية مساء الأربعاء الموافق 16 يوليو، عندما توقفت رضوى بسيارتها في بنزينة “شيل أوت” بفرع وصلة دهشور بالشيخ زايد. كانت سيارتها بحاجة ماسة للوقود، وهو ما كان واضحًا من خلال إضاءة مؤشر البنزين. طلبت رضوى من العامل “تفويل على أول تكة”، لكن انشغالها بمكالمات العمل منعها من مراقبة العداد عن كثب.
بعد دقيقة واحدة فقط، أعلن العامل أن المبلغ المطلوب هو 629 جنيهًا. دفعت رضوى المبلغ ببطاقة الائتمان، بل وأعطته إكرامية. الصدمة الحقيقية كانت عندما حاولت تشغيل سيارتها؛ فظل مؤشر البنزين مضاءً ولم يرتفع مستوى الوقود في الخزان. عندما استفسرت، ادعى العامل أن العداد “مهنج” ونصحها بإعادة تشغيل السيارة، مؤكدًا أن المشكلة “ستزبط بعد قليل من القيادة”.
وبثقة منها في كلام العامل، تابعت رضوى مشاويرها داخل الشيخ زايد، لكن المؤشر لم يتغير. وفي وقت متأخر من الليل، وبعد توقفها عند فرع آخر لـ “شيل أوت”، رفضت السيارة التشغيل تمامًا. على الرغم من محاولات يائسة مع والدها وتوصيل بطارية من سيارة أخرى، لم تفلح أي منها. لم يخطر ببالها للحظة أن السبب قد يكون نقص البنزين؛ فهي قد “فولت” للتو! اضطرت رضوى لترك سيارتها والعودة إلى المنزل في ساعة متأخرة.
كشف المستور: الكاميرات تكشف “لعبة النصب”
في صباح اليوم التالي، الخميس 17 يوليو، حضرت رضوى مع والدها وميكانيكي. وبعد محاولات عديدة لتشخيص عطل السيارة، قام الميكانيكي بفك طرمبة البنزين، لتكون المفاجأة الكبرى: “لا يوجد بنزين! لا توجد تفويلة من الأساس!”
على الفور، توجهت رضوى ووالدها إلى بنزينة “شيل أوت” بفرع وصلة دهشور لمواجهة مدير المحطة. في البداية، رفض المدير طلب رضوى بتصوير الموقف، مدعيًا حظر التصوير. لكن بعد تدخل مسؤول أمني، تم فتح الكاميرات، لتتكشف حقيقة عملية النصب المتقنة:
العامل لم يصفر عداد السيارة التي سبقت سيارة رضوى.
لم يضع قطرة بنزين واحدة في سيارة رضوى.
استخدم مسدس وقود من كابينة أخرى ولم يضغط عليه لتزويد الوقود.
سلم إيصالًا لرضوى يوحي بأنها قامت بالتفويل بشكل كامل.
باختصار، تم الاحتيال على رضوى ببساطة مطلقة بينما كانت منشغلة، حيث دفعت 629 جنيهًا مقابل “صفر لتر بنزين”.
بعد انكشاف الواقعة، قامت إدارة المحطة بإعادة المبلغ لرضوى، ودفع تكاليف الميكانيكي، كما قدموا لها 4 لترات من البنزين كتعويض، بالإضافة إلى اعتذارات وتأكيدات بمحاسبة العامل وفصله.
عبرت رضوى عن استيائها من هذا التعويض، متسائلة عن جدوى 4 لترات بنزين لو كانت في رحلة سفر أو لو تعطلت في منتصف الطريق ليلاً وحدها. وشددت على أن ما حدث ليس “خطأ غير مقصود” أو “موقف فردي”، بل هو “سرقة في مكان من المفترض أن يكون آمنًا”.