سياسي لبناني لـ«الحرية»: «إسرائيل تستغل الفوضى في سوريا لوضع أسس جديدة للصراع»

قال الباحث السياسي اللبناني أحمد يونس إن الضربات الجوية الإسرائيلية الأخيرة التي استهدفت محافظة السويداء وجنوب سوريا تأتي في توقيت سياسي وأمني شديد الحساسية، محمّلة برسائل تتجاوز البعد العسكري المباشر إلى أهداف سياسية وإقليمية أوسع.
يونس: الغارات الإسرائيلية على سوريا تتجاوز البعد العسكري
وأوضح يونس في تصريح خاص لـ «الحرية» أن إسرائيل تستغل حالة الاضطراب الداخلي والاشتباكات الطائفية والقبلية في الجنوب السوري لفرض قواعد اشتباك جديدة، وترسيخ معادلة ردع استراتيجية تمنع أي تغيير في التوازن العسكري أو الجغرافي في هذه المنطقة التي تعتبرها “منطقة عازلة حيوية” قرب الجولان المحتل.
وأضاف أن إسرائيل، من خلال تلك الغارات، توجه تحذيرًا مبكرًا إلى النظام السوري بعدم السماح بإعادة تموضع الجيش أو نفوذه في الجنوب، حتى وإن جاء ذلك تحت ذريعة بسط الأمن الداخلي أو ضبط الفوضى المحلية.
وأشار يونس إلى أن إسرائيل تسعى في الوقت ذاته إلى إرسال رسالة خاصة إلى الطائفة الدرزية، بالترويج لحرصها على “أمن الدروز”، في محاولة دعائية لتوظيف علاقتها بدروز الداخل وتوسيع هامش تدخلها في الشأن السوري الداخلي عبر البوابة الطائفية، ما يُعد استخدامًا سياسيًا مكشوفًا للورقة الدرزية كورقة ضغط أخلاقية ضد دمشق وحلفائها.
وأكد أن الرسالة الأعمق موجهة إلى القيادة السورية، حيث تسعى إسرائيل إلى إضعاف شرعيتها السياسية والعسكرية، وإبقاء الدولة السورية في حالة “تآكل مستمر” لا تسمح بانهيار كامل يستدعي تدخلًا دوليًا، ولا باستقرار يعيد ترميم سلطتها.
وقال يونس إن القيادة في دمشق تدرك صعوبة الرد العسكري في الظروف الحالية، وتسعى إلى احتواء آثار هذه الهجمات بخطاب يوحد الصف الداخلي ويحمّل إسرائيل مسؤولية تدهور الأوضاع، دون الانجرار إلى مواجهة مفتوحة.
وأكد يونس أن الغارات ليست مجرد عمليات عسكرية تكتيكية، بل جزء من استراتيجية إقليمية أوسع تهدف إلى منع سوريا من استعادة دورها المركزي في الجنوب، وتثبيت إسرائيل كفاعل مباشر ومؤثر في موازين القوى على الأرض السورية.
اقرأ أيضًا: زهدي الشامي يحذر: سوريا تواجه عدواناً إسرائيلياً وتفككاً طائفياً يهدد مصيرها