فوزي العشماوي: مصر قد تواجه الانهيار ولن ننقذ أنفسنا إلا عبر جهودنا الذاتية.

علق السفير فوزي العشماوي مساعد وزير الخارجية الأسبق، على ما يتردد بشأن عدم سماح كل القوى المختلفة بسقوط مصر أو تفككها، قائلا: «في حوار مع أحد الأصدقاء قال لي أنه يستحيل أن يسمح الجميع بسقوط مصر أو تحولها للفوضى، قلت له هذا قول يكاد يقتنع به الجميع، وفي مقدمتهم من هم في سدة الحكم، وبالطبع لا يمكن النظر بسهولة لسقوط أو فوضى دولة محورية تضم 110 مليون نسمة».
وأضاف العشماوي خلال تدوينة له عبر حسابه على فيسبوك: «ولعل ما يؤكد مقولتك ما صرح به مؤخرا ستيف ويتكوف بما معناه أن كل ما أنجزناه في المنطقة سيتبدد لو عمت الفوضى مصر، كما أن أوروبا تحسب حساب قوارب تضم مئات الآلاف من المصريين في طريقهم لشواطئها الجنوبية، ناهيك عن أن أي فوضي في مصر ستغري ملايين الأفارقة والسودانيين وغيرهم للنزوح شمالا عبر أراضينا ومياهنا».
وتابع مساعد وزير الخارجية الأسبق: «ولكن من جهة أخرى فإن العالم أصبح يستوعب ويتعامل ويحتوي عديد الدول التي سقطت أو فشلت أو أفشلت في المنطقة، العراق وليبيا وسوريا واليمن والسودان سقطت جميعها في غضون السنوات الخمسة عشرة الأخيرة، دون أن تتأثر أوروبا أو يتأثر الخليج أو تهتز أعصاب الولايات المتحدة».
وأكد: «بالعكس يمكن القول أن هذه القوي استفادت بصورة أو بأخرى من هذا السقوط، أوروبا الفقيرة سكانا حصلت على مدد بشري هام وشاب خاصة من سوريا، الخليج خاصة الامارات والسعودية أصبح أكثر قوة وثراء وتأثيرا، إسرائيل تكاد تعيش أزهي عصورها، والولايات المتحدة هي القوة المهيمنة في الشرق الأوسط بلا منازع».
وأوضح العشماوي: «بل إن أوروبا والولايات المتحدة والعالم قاموا باستيعاب السقوط المدوي للقطب العالمي النووي المتمثل في الاتحاد السوفيتي دون طلقة واحدة ودون أي تداعيات ذات شأن، بالعكس كانت المكاسب أكبر وأشمل».
وتابع العشماوي: «لذا فإنه برغم قناعتي بوجاهة ومبررات فكرة أن مصر أهم من أن تترك للسقوط، إلا أنني أصبحت أكثر اقتناعا أن هذا ليس حكما باتا ونهائيا، وأنه لو تفاقمت الأمور لا قدر الله خارج السيطرة فلن يصعب على القوى المؤثرة استيعابها وتوجيهها والاستفادة منها، كما أن هذه القوى لو قررت هي الإسقاط فإن مأموريتها سهلة لدرجة كبيرة كون المناعة ضعيفة وعوامل الصد والمقاومة هشة وواهنة».
واختتم: «لذا لابد من مراجعة القناعة المريحة بأهميتنا التي تجبر الكل على أن يهب لنجدتنا، فنحن لسنا محصنين إلا بقدر ما نتبنى من سياسات وقرارات وأولويات، وأنه لو تجمعت عوامل السقوط فلن ينقذنا أحد إلا أنفسنا».