خبير لـ«الحرية»: «التكنولوجيا المالية» هي المحرك الرئيسي للتحول الرقمي في البنوك المصرية

تقرير: سمر أبو الدهب
شهد المشهد المالي العالمي في السنوات الأخيرة تحولات جذرية بفضل التطورات المُتسارعة في التكنولوجيا المالية (FinTech)، إذ أنه لم تعد البنوك التقليدية هي اللاعب الوحيد في الساحة، بل ظهرت شركات ناشئة تتميز بتقديم خدمات مالية مبتكرة وسريعة، مستفيدة من التقدم التكنولوجي غير المسبوق، هذا التحول الذي خلق بيئة تنافسية جديدة أجبرت البنوك التقليدية على إعادة تقييم استراتيجياتها، فبدأت في تبني التقنيات الحديثة والتعاون مع شركات التكنولوجيا المالية لمواكبة التغيرات.
صعود التكنولوجيا المالية وتحديها للبنوك التقليدية
وفي هذا السياق، قال الدكتور رمزي الجرم الخبير المصرفي، في تصريح خاص لـ”الحرية”، إنه كان للتطورات المُتسارعة على المشهد المالي العالمي خلال السنوات الأخيرة، ظهور العديد من الشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا المالية، والتي أصبحت منافس قوي وفعال للبنوك بشكلها التقليدي، إذ أنها تقدم خدمات مالية متنوعة وسريعة، بفضل التقدم التكنولوجي غير المسبوق الذي تبنته هذه الشركات، وتُنافس النماذج المصرفية المقدمة من البنوك التقليدية.
استجابة البنوك التقليدية ودمج التكنولوجيا المالية
وأضاف “الجرم”، أنه وعلى الرغم من أن استجابة البنوك التقليدية لهذه التطورات على مشهد تكنولوجيا المعلومات كانت بطيئة في بداية الأمر؛ إلا أنها استطاعت خلال الفترة القليلة الماضية أن تواكب تلك التطورات بشكل أفضل من خلال الاستحواذ أو التكامل أو الدمج مع شركات تعمل في مجال التكنولوجيا المالية، من أجل دمج الخبرات التكنولوجية في العمليات المصرفية.
وتابع أنه من أمثلة ذلك تطبيقات الهاتف المحمول التي تستخدمها شركات التكنولوجيا المالية، وإجراء عمليات الشراء عبر الإنترنت، ومن خلال سعي البنوك المركزية في كافة دول العالم نحو استغلال تقنيات التكنولوجيا المالية لتحسين بيئة قطاع البنوك بشكل أفضل وإطلاق بوابات دفع إلكترونية تتيح للعملاء إنجاز غالبية العمليات المصرفية إلكترونيًا.
تأثير جائحة كورونا على التحول الرقمي والشمول المالي
ولفت الخبير المصرفي، إلى أن أزمة كورونا قد سرّعت من تغيير الثقافات الموروثة لدى كثير من الشعوب وبشكل خاص ثقافات فئات كثيرة من الشعب المصري بخصوص التعاملات المصرفية الإلكترونية، فقد أجبرت الأزمة كثير من الفئات من التعامل بهذه الآليات، مما كان له انعكاسات إيجابية لتنفيذ استراتيجية الشمول المالي ودمج الاقتصاد غير الرسمي في الاقتصاد الرسمي، وتقديم المزيد من المحافظ الإلكترونية، بل وتبني البنك المركزي لإنشاء البنوك الإلكترونية، والتي هي نتاج طبيعي للتطورات الحادثة على مشهد تنفيذ العمليات المصرفية من خلال استخدام آليات التحول الرقمي.
اقرأ أيضًا: «وسيلة غير آمنة».. البنك الأهلي يجدد تحذيره من مخاطر الاستثمار في العملات الرقمية
التنافسية في الخدمات المالية ودور البنوك الكبرى
وأشار إلى أنه بالرغم من أن عنصر الخدمات المالية في العمليات المصرفية، كان أحد أهم عناصر التنافسية بين البنوك المختلفة، نظرًا لعدم إقدام الكثير من البنوك لتبني هذا المجال، بسبب التكلفة الباهظة لاستخدام التكنولوجيا المالية؛ إلا أن نمطية تلك الخدمات، جعلها تقدم بشكل أرخص من قِبل الكثير من الشركات التي تعمل في مجال التكنولوجيا المالية؛ مما جعلها متاحة لدى الكثير من البنوك، ولكن ستظل البنوك كبيرة الحجم؛ لها السَبق في تبني أي تكنولوجيا حديثة في الأسواق العالمية، لاستخدامها كأحد العناصر التنافسية لجذب شريحة أكبر من العملاء والاستحواذ على شريحة أكبر من الحصة السوقية التي تعمل بها البنوك المختلفة.