«اجتماع خاص لكبار السن».. تشكيل المجلس الأعلى للثقافة يثير الجدل.. هل تحول إلى «نادي للمتقدمين في العمر»؟

«اجتماع خاص لكبار السن».. تشكيل المجلس الأعلى للثقافة يثير الجدل.. هل تحول إلى «نادي للمتقدمين في العمر»؟

«مجلس كبار السن فقط»، عنوان أطلقه البعض على التشكيل الجديد للمجلس الأعلى للثقافة، بعد أن كشفت قائمة الأعضاء أن أصغرهم تجاوز الستين.

ورغم مكانة القامات التي شملها التشكيل، إلا أن الجدل احتدم داخل الأوساط الثقافية وعبر منصات التواصل الاجتماعي، بسبب كبر سنهم، حيث اعتبر البعض أن ذلك تجاهل لتمكين الشباب الذي تسعى إليه الدولة.

تشكيل المجلس الأعلى للثقافة

المجلس، الذي يُعد أحد أعرق الهيئات الاستشارية المعنية بالشأن الثقافي في مصر، ضم في تشكيله عددًا من الأسماء اللامعة في مجالات الفكر والأدب والسياسة، وهم:

أحمد عبد المعطي حجازي – 90 سنة
مفيد شهاب – 89 سنة
علي الدين هلال – 84 سنة
يوسف القعيد – 81 سنة
مشيرة خطاب – 81 سنة
مصطفى الفقي – 80 سنة
علي بدرخان – 79 سنة
درية شرف الدين – 77 سنة
راجح داوود – 70 سنة
نيفين (أصغر أعضاء المجلس) – 61 سنة

انتقاد قوي لتشكيل المجلس الأعلى للثقافة

من بين المعلومات المتداولة أن أصغر عضو في التشكيل الجديد يبلغ من العمر نحو 60 عامًا، وهو ما فتح باب الانتقادات، لا سيما من شريحة الشباب والمثقفين المستقلين، الذين رأوا أن هذا الاختيار يعكس فجوة حقيقية بين المؤسسات الثقافية والشباب المصري.

وقال أحد رواد مواقع التواصل الاجتماعي: “تشكيل المجلس الأعلى للثقافة كارثة، الأعمار السنية كبيرة. وبرغم حالة التدني وسوء الأخلاق التي وصل إليها المجتمع في ظل وجودهم وإدعائهم بأنهم مثقفين وأدباء، وصفوة المجتمع، ما زالوا مصممين على وجودهم، أين الشباب؟؟ أين المبدعين والتنويريين والمثقفين الحقيقيين المتلاحمين مع الجماهير؟؟ إختفوا في ظل وجود مجموعة من الهلافيت تأخذ المناصب معها وهي في طريقها للمقابر”.

وقال آخر: “يا سادة احترموا عقولنا كل هذه الأسماء من الفنانين والشعراء والأدباء على راسي والله العظيم لكن واحدا منهم التقيته قبل سنوات في الشارع ورأيت بعيني كيف كان يسنده رفيق إلى عمارة الأطباء في الدقي في حالة طبية متأخرة جداً وهذا من 5 سنوات تقريباً فما الذي يمكن أن يقدمه رجل بحاجة إلى رعاية واهتمام طبيين إلى العمل في المجلس الأعلى للثقافة الذي هو قلب الوزارة النابض؟”.

وتابع آخر: “عُمر أعضاء المجلس الأعلى للثقافة الجدد مجتمعين تجاوز 1280 عام بكثير.. ماشاءالله.. مش عارف أحط علم مصر أيام الملكيه ولا علم مصر الحالي”.

محمد الباز: المجلس يفتقر للتنوع لكن لا يجب إنكار قيمة أعضائه

أكد الكاتب الصحفي محمد الباز أن تشكيل المجلس الأعلى للثقافة يضم مجموعة من المفكرين والمثقفين البارزين الذين يمثلون تجارب وأجيالًا متعددة، مشيرًا إلى أن هذا لا ينفي وجود حاجة للمزيد من التنوع العمري والفكري داخل المجلس.

وفي منشور عبر حسابه على موقع فيسبوك، قال: “لا يجوز أن نهيل التراب على تشكيل يضم قامات فكرية مرموقة، كان لها ولا يزال إسهام كبير في المشهد الثقافي المصري. هؤلاء لا يزالون قادرين على العطاء والتفاعل بجدية مع قضايا الثقافة الراهنة”.

وأضاف أن معالجة غياب بعض الفئات يمكن أن تتم عبر لجان نوعية فعالة داخل المجلس، قادرة على تحويل رؤى وخبرات هذه القامات إلى برامج واقعية، تتصل بقضايا المجتمع وتخاطب تطلعات الأجيال الجديدة.

رائد سلامة: الهجوم على أعضاء المجلس الأعلى للثقافة بسبب أعمارهم غير مقبول

انتقد الدكتور رائد سلامة، المقرر المساعد للجنة التضخم وغلاء الأسعار بالحوار الوطني، الهجوم الذي شنه البعض على تشكيل المجلس الأعلى للثقافة الجديد، مشيرًا إلى أن الانتقادات التي استندت إلى أعمار الأعضاء غير منصفة ومرفوضة.

وأضاف سلامة خلال تدوينة له عبر حسابه على فيسبوك: «بالتأكيد كنت أتمنى وجود أسماء شابة ومصر زاخرة بهم الصديقين هالة فودة وشوكت المصري مثالا، لكن أن يكون العمر هو عامل التقييم الوحيد والمبرر لمثل هذا الهجوم والسخرية والتهكم، فهذا ما لا أحسبه عدلا ولا أحبه أبدا».

وتابع: «كان من الممكن بل ومن الواجب أن أنصت وأتأمل في أي هجوم لو كان قائما على اختلافات فكرية أو سياسية مع أي من هذه الأسماء، والأهم لو كان مبنيا على تقييم موضوعي يفضي إلى الميل بعدم قدرتهم على الإضطلاع بالمهام الموكلة إليهم بموجب المادتين الثانية والثالثة من القانون 138 لسنة 2017 الخاص بتنظيم المجلس سواء كانت قدرة عضلية أو فنية أو إدارية».

واختتم: «تأملوا معي الصلاحيات التي أرفقها بهذا البوست كما لو كانت checklist لمراجعة مدى تأهلهم ليكون هذا هو المعيار الموضوعي الأساس».

نجاد البرعي ينتقد حملات التشكيك في تشكيل المجلس الأعلى للثقافة

أعرب المحامي الحقوقي نجاد البرعي عن استيائه من الطريقة التي تناول بها البعض تشكيل المجلس الأعلى للثقافة، والذي طال بعض الأعضاء المعينين، معتبرًا أن ذلك مؤشراً على انحدار الحوار الثقافي وغياب اللياقة.

وقال البرعي في منشور عبر فيسبوك: “شعرت بالأسف من الطريقة التي تناول بها البعض وبعضهم مع الأسف أصدقائي تشكيل المجلس الأعلى للثقافة، الكلام السخيف وغير الحقيقي عن الأعضاء المعيّنين، من أنهم مرضى أو أن بعضهم مصاب بالزهايمر ولا يصلحون، هو أمر ينبئ عن أن المجتمع أصيب بالخبل والجنون، كثير من الأمور أصبحت تُؤخذ بشكل شخصي، وأصبح البعض يستخدم الكلمات كالرصاص، دون أن يدرك خطورة تأثيرها.

عندما يكون لدينا قامات ثقافية مهمة مثل الدكتور أحمد زايد، أو الشاعر الكبير أحمد عبد المعطي حجازي، أو الكاتب والشاعر والصحفي محمد سلماوي، أو أستاذ القانون المعروف الدكتور مفيد شهاب، أو أستاذ أساتذة العلوم السياسية الدكتور علي الدين هلال، أو وزير الثقافة الأسبق الدكتور صابر عرب، أو الموسيقي والفنان المعروف راجح داوود، أو المخرج الكبير علي بدرخان، أو غيرهم، فكيف يتصور عاقل أن يتم تجاهلهم في تشكيل مثل هذا المجلس؟”.

وتابع: “الحملة التي يديرها البعض ضدهم لا تتفق فقط مع قواعد اللياقة، بل إنها تحاول سلب روح مصر الثقافية منها، كل من ذكرتهم، وغيرهم، ليسوا فقط مبدعين ولهم إنتاج أدبي وفني وسياسي وقانوني وثقافي حتى اللحظة، ولكنهم شخصيات تباهي بهم مصر الأمم”.

وأضاف: “ليس كل من كتب مقالًا أو مقالين، أو أصدر كتابًا أو كتابين، يصلح لهذا الدور، الثقافة تاريخ طويل وخبرة ضخمة، وتراكمات ممتدة لدى تلك القامات الثقافية الشامخة، وغيرهم كثيرون في مصر، شكرًا لكل قامة ثقافية قبلت مثل هذا التكليف، رغم عدم حاجتها إليه؛ فهم نجوم بازغة في سماء الثقافة المصرية، وشكرًا لرئيس الوزراء على حسن الاختيار، ويبقى الأهم أن تنفّذ الحكومة توصيات هذا المجلس، وأن تستمع الجهات التنفيذية إلى آرائهم بانتباه”.

اقرأ أيضًا: نجاد البرعي منتقدًا حملات التشكيك في تشكيل المجلس الأعلى للثقافة: «المجتمع أصيب بالخبل والجنون»