عباس شراقي: سد النهضة ليس قضية حيوية لمصر حتى لا يستخدمه البعض كوسيلة للضغط.

عباس شراقي: سد النهضة ليس قضية حيوية لمصر حتى لا يستخدمه البعض كوسيلة للضغط.

قال الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، إنه للمرة الثانية منذ أن تولى الفترة الثانية يذكر الرئيس الأمريكى دونالد ترامب أزمة سد النهضة خلال 3 أسابيع.

وأضاف شراقي خلال تدوينة له عبر حسابه على فيسبوك، أن ترامب كتب في تغريده له في 21 يونيو الماضى مستنكرا «لن أحصل على جائزة نوبل للسلام لحفظ السلام بين مصر وإثيوبيا بسبب السد الضخم الذي بنته إثيوبيا، بتمويل غبي من الولايات المتحدة الأمريكية، مما يقلل بشكل كبير من تدفق المياه إلى نهر النيل».

وتابع أن ترامب بعدها يصرح أمس 14 يوليو ويقول «لقد عملنا على ملف مصر مع جارتها المجاورة، وهي دولة كانت جارة جيدة وصديقة لنا، لكنها قامت ببناء سد منع تدفق المياه إلى ما يُعرف بنهر النيل»، وكما ذكر من قبل أن الولايات المتحدة هي من موّلت السد، قائلا: «لا أعلم لماذا لم يحلّوا المشكلة قبل أن يبنوا السد، لكن من الجميل أن يكون هناك مياه في نهر النيل، فهو مصدر هام للغاية للدخل والحياة، إنه شريان الحياة بالنسبة لمصر»، وأضاف قائلا «أن بلاده سوف تحل هذه المشكلة بسرعة كبيرة، نحن نبرم صفقات جيدة».

وأوضح أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة: «الرئيس ترامب كان راعيا للمفاوضات نوفمبر 2019– فبراير 2020، ولكنها فشلت في الوصول إلى اتفاق بعد تغيب إثيوبيا يوم التوقيع ولكن وقعت مصر بالأحرف الأولى، وغضب للموقف الإثيوبي ومنع جزء من المساعدات أيامها قبل أن يعيدها الرئيس بايدن فيما بعد، وظروف كورونا وانشغاله بالانتخابات لم تجعله يتابع ملف سد النهضة فى ذلك الوقت».

وأكد: «يحاول الرئيس ترامب أن يبين أنه منع التصعيد بين مصر وإثيوبيا ونتيجة لذلك حدث الهدوء الحالى، رغم أنه لم يحدث صراع حاد بيننا، وذكر أن أمريكا مولت السد بغباء، رغم أنه لم يُعرف من قبل أن هناك تمويل أمريكى مباشر للسد بل مساعدات أمريكية في مجالات مختلفة وصلت إلى مليار دولار سنويا، يمكن للإدارة الاثيوبية توجيهها للسد، وكان يحدث ذلك منذ فترته الأولى 2017 – 2021».

وتابع: «وأعتقد أن المقصود بالتمويل بغباء أن يوجه اللوم للإدارة السابقة على اعتبار أنها التي فعلت ذلك، كما اتهمها بانفاق الأموال الأمريكية في دعم أوكرانيا، وفي الشرق الأوسط وأنه سوف يسترد هذه الأموال بعقد الصفقات الخليجية، واتفاق المعادن مع أوكرانيا».

وأكمل شراقي: «يحاول الرئيس ترامب مغازلة جائزة نوبل، حيث يصور أن أزمة سد النهضة وصلت إلى ذروتها وأنه سوف يسعى لحلها سريعًا، ليضيفها كإنجاز كما يذكر كثيرا بأنه أوقف الحرب بين الهند وباكستان، وبين صربيا وكوسفو، والكونغو ورواندا، وأنه أوقف الحرب مع إيران، وقد يوقف العدوان الاسرائيلى على غزة».

وشدد على أن سد النهضة ليس حياة أو موت بالنسبة لمصر حتى لا يعتبره البعض مساومة كبيرة لتحقيق مطلب ترفضه مصر بشدة، وهو الخاص بتهجير أهل غزة لسيناء، مضيفا: «السنوات الخمس الماضية كانت الأكثر ضررًا على مصر من سد النهضة لأنها هى التي كان يتم فيه الملء الأول لبحيرة سد النهضة بتخزين جزء وإمرار جزء آخر، ولولا السد العالي والتدابير المصرية لحدثت كارثة محققة، هذا العام أفضل من السنوات السابقة لأنه سوف يأتى إيرادنا السنوى كاملًا إن شاء الله سواء اشتغلت التوربينات أو لم تشتغل».

واختتم: «يستطيع الرئيس ترامب دعوة الأطراف الثلاثة مصر والسودان وإثيوبيا للوصول إلى اتفاق في أقل من أسبوع حيث أن الظروف حاليا أفضل مما سبق نتيجة انتهاء الملء الأول الذى كان نقطة خلاف أساسية في المفاوضات السابقة على عدد سنوات الملء، ويمكن أن نشجع هذا الاتجاه للوصول إلى اتفاق ينظم الملء المتكرر والتشغيل فيما بعد وأن أمكن تقليل السعة التخزينية التي تشكل خطرًا كبيرًا على أمن السودان ومصر، كما أن الوصول إلى اتفاق يضمن التشاور والتنسيق وعقد اتفاق في حالة أي مشروعات مائية مستقبلية».