هل مرض الالتهاب السحائي موجود في مصر؟.. تقرير يسلط الضوء على الموضوع

هل مرض الالتهاب السحائي موجود في مصر؟.. تقرير يسلط الضوء على الموضوع

أثارت أنباء وفاة أربعة أشقاء في محافظة المنيا خلال فترة زمنية متقاربة حالة من الذعر والقلق بين المواطنين، وسط تداول واسع على مواقع التواصل الاجتماعي يفيد بأن سبب الوفاة هو الإصابة بمرض الالتهاب السحائي، أحد الأمراض المعدية الخطيرة التي تصيب الجهاز العصبي المركزي.

لكن وزارة الصحة والسكان المصرية سارعت بإصدار بيان رسمي لنفي هذه الشائعات مؤكدة أن ما تم تداوله غير دقيق ولا يستند إلى أي أدلة طبية موثقة، مشددة على أن منظومة الترصد الوبائي لم تسجل أي إصابات أو وفيات ناتجة عن الالتهاب السحائي البكتيري في تلك المنطقة، أو في أي منطقة أخرى بشكل وبائي.

ما هو الالتهاب السحائي؟

بحسب تعريف وزارة الصحة، فإن الالتهاب السحائي هو التهاب يصيب الأغشية المحيطة بالمخ والحبل الشوكي والمعروفة بـ”السحايا”، وقد يكون ناتجا عن عوامل ميكروبية مثل:

1- البكتيريا
2- الفيروسات
3- الفطريات
4- الطفيليات

كما قد يحدث لأسباب غير معدية مثل الأورام، وبعض الأدوية، أو نتيجة إصابات الرأس والعمليات الجراحية.

و يعد الالتهاب السحائي البكتيري أكثر الأنواع خطورة، إذ يمكن أن يؤدي إلى الوفاة أو مضاعفات خطيرة إذا لم يتم تشخيصه وعلاجه مبكرًا.

الالتهاب السحائي

أعراض الالتهاب السحائي

عادةً ما تبدأ أعراض الالتهاب السحائي بشكل يشبه الإنفلونزا، وقد تتفاقم خلال ساعات أو تمتد لأيام. ومن أبرز الأعراض:

1- ارتفاع في درجة الحرارة (الحمى)
2- الصداع الشديد
3- تيبس الرقبة
4- النعاس أو صعوبة في الاستيقاظ
5- الحساسية الشديدة للضوء
6- نوبات تشنجية
7- الغثيان والقيء
8- فقدان الشهية
9- تغيرات في الوعي والسلوك

ويشير الأطباء إلى ضرورة التوجه الفوري للطوارئ حال ظهور هذه الأعراض، خاصة عند الأطفال أو كبار السن أو أصحاب المناعة الضعيفة.

طرق العدوى وانتقال مرض الالتهاب السحائي 

أوضحت وزارة الصحة أن الالتهاب السحائي، خاصة النوع البكتيري، يمكن أن ينتقل من شخص لآخر عبر:

1- رذاذ الفم والأنف الناتج عن العطس أو السعال.
2- التقبيل أو استخدام الأدوات الشخصية المشتركة مثل أواني الطعام أو المناشف.
3- في بعض الحالات، يمكن أن ينتقل بعد العمليات الجراحية أو إصابات الرأس.
4- وتعتمد خطورة العدوى على نوع الميكروب المسبب، وحالة الجهاز المناعي للمريض، وسرعة التدخل العلاجي.

هل الالتهاب السحائي موجود في مصر؟

في ردها الرسمي، أكدت وزارة الصحة أن مصر نجحت منذ عام 1989 في السيطرة على الالتهاب السحائي البكتيري المعدي، بفضل استراتيجية التطعيمات الوقائية، والترصد المستمر في المدارس والمستشفيات.

وأشارت الوزارة إلى أنه لم تسجل أي حالات وبائية من النمطين البكتيريين A وC منذ عام 2016، وهو ما يُعد إنجازًا في مجال الوقاية من الأمراض المعدية ، كما بلغ معدل الإصابة في مصر 0.02 حالة فقط لكل 100 ألف نسمة، وهو رقم ضئيل يعكس كفاءة النظام الوقائي.

وقال مصدر مسؤول بوزارة الصحة في تصريحات خاصة لموقع الحرية إن “ما تم تداوله بشأن وفاة 4 أشقاء نتيجة إصابتهم بالالتهاب السحائي غير صحيح علميًا ولا يتماشى مع النمط المعروف لانتشار الأمراض المعدية”، موضحًا أن “الاستجابة المناعية تختلف من شخص لآخر، ومن غير المنطقي طبيًا أن تحدث 4 وفيات متزامنة في وقت واحد بنفس السبب المعدي دون وجود دلائل إكلينيكية واضحة أو حالات مشابهة في المحيط المجتمعي”.

وأكد المصدر أن “منظومة الترصد الوبائي لم تسجل أي تفشيات لالتهاب السحايا في أي محافظة، كما أن معدلات الإصابة بالمرض في مصر لا تزال من بين الأدنى عالميًا، بفضل التطعيمات الوقائية والتدخلات السريعة”.

مضاعفات خطيرة للالتهاب السحائي إذا لم يُعالج

إذا تأخر علاج الالتهاب السحائي، خاصة البكتيري، فقد يؤدي إلى:

1- فقدان السمع
2- الصرع
3- تلف في الدماغ
4- الصداع المزمن
5- مشاكل في الذاكرة
6- وفيات في بعض الحالات المتقدمة

لذلك، يوصى بالتشخيص والعلاج المبكر فور ظهور الأعراض، حيث يعتمد العلاج على نوع المسبب (بكتيري، فيروسي، إلخ)، ويشمل المضادات الحيوية القوية أو الأدوية المضادة للفيروسات.