خبير اقتصادي لـ«الحرية»: مصنع الزجاج الهندسي خطوة تعزز الاقتصاد المصري نحو تحقيق رؤية 2030

تقرير: سمر أبو الدهب

يُمثل افتتاح مصنع الزجاج الهندسي الجديد علامة فارقة في مسيرة التنمية الصناعية في مصر، ويأتي هذا المشروع ليضيف قيمة كبيرة للاقتصاد الوطني من خلال إنتاج منتجات متخصصة وذات جودة عالية تلبي احتياجات قطاعات صناعية متعددة، ويهدف هذا التقرير إلى تقييم الأثر الاقتصادي الشامل لهذا المصنع، ومساهمته في تعزيز الصناعات المحلية، ومدى توافقه مع رؤية مصر 2030 للتنمية الصناعية.

بداية، توقع الدكتور أحمد سمير عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية والخبير الاقتصادي، في تصريح خاص لـ”الحرية”، أن يوفر المصنع عددًا كبيرًا من فرص العمل المباشرة في مراحل الإنتاج والإدارة والصيانة، مما يقلل من معدلات البطالة ويعزز الدخل الفردي، حيث سيؤدي تشغيل المصنع إلى خلق فرص عمل غير مباشرة في سلاسل التوريد والخدمات اللوجستية والنقل، بالإضافة إلى تعزيز أنشطة الشركات الصغيرة والمتوسطة التي قد تقدم خدمات داعمة للمصنع، كما سيساهم بشكل مباشر في زيادة الناتج المحلي الإجمالي من خلال القيمة المضافة لمنتجاته، وتصدير الفائض، وتوفير العملة الصعبة، وتقليل الاعتماد على الاستيراد.

زيادة الصادرات وتقليل الواردات

وأضاف سمير، أنه من المتوقع أن يساهم إنتاج الزجاج الهندسي محليًا في تلبية احتياجات السوق المحلي، وبالتالي تقليل الحاجة إلى استيراد هذه المنتجات، مما يوفر العملة الصعبة، بالإضافة إلى أنه إذا كان للمصنع طاقة إنتاجية في المستقبل تسمح بالتصدير، فسيفتح أسواقًا جديدة للمنتجات المصرية، ويزيد من إيرادات الدولة من العملات الأجنبية، متابعًا، قد يعمل افتتاح المصنع الجديد على جذب المزيد من الاستثمارات المحلية والأجنبية في قطاعات صناعية مشابهة أو تكميلية.

مساهمة المصنع في تعزيز الصناعات المحلية

ولفت الخبير الاقتصادي، إلى أن الزجاج الهندسي يُعد مكونًا أساسيًا في العديد من الصناعات الحيوية مثل السيارات، الإلكترونيات، الطاقة المتجددة (خاصة الألواح الشمسية)، الأجهزة المنزلية، والبناء، وسيوفر المصنع مصدرًا محليًا موثوقًا وعالي الجودة لهذه المكونات، مما يعزز من قدرة الصناعات المحلية على التوسع والابتكار، كما قد يؤدي إلى ظهور صناعات جديدة أو توسع في صناعات قائمة كانت تعتمد في السابق على استيراد هذه المكونات.

وأكد أن هذا المصنع سيسهم في نقل وتوطين التكنولوجيا المتطورة في صناعة الزجاج الهندسي إلى مصر، مما يعزز من القدرات الصناعية والتكنولوجية للبلاد، كما سيعمل على تعزيز التكامل الرأسي والأفقي في سلاسل الإمداد المحلية، مما يقلل من المخاطر المرتبطة بالاعتماد على الموردين الخارجيين.

مدى توافقه مع رؤية مصر 2030 للتنمية الصناعية

ويرى “سمير”، أن افتتاح مصنع الزجاج الهندسي الجديد يتوافق بشكل كبير مع محاور رؤية مصر 2030 للتنمية الصناعية، من خلال خلق فرص العمل، زيادة الناتج المحلي الإجمالي، وجذب الاستثمارات، مما يساهم في نمو اقتصادي مستدام، و أيضًا من خلال إنتاج منتجات ذات جودة عالية وتكلفة تنافسية، وقد يساعد المصنع على تعزيز تنافسية الصناعات المصرية على المستويين الإقليمي والعالمي وتوطين الصناعات ذات القيمة المضافة العالية.

كما توقع ن يكون لافتتاح مصنع الزجاج الهندسي أثر اقتصادي إيجابي ملموس من خلال خلق فرص العمل، وزيادة الناتج المحلي الإجمالي، وتعزيز الصناعات المحلية، وتقليل الاعتماد على الواردات، وتعزيز مكانة مصر كمركز صناعي رائد في المنطقة، ويدفع قاطرة التنمية نحو مستقبل أكثر ازدهارًا.