مسرحية «الشيوخ»: صراع بين التعيين والقوائم الثابتة ودور المواطن كـ«كومبارس» في الانتخابات.

مسرحية «الشيوخ»: صراع بين التعيين والقوائم الثابتة ودور المواطن كـ«كومبارس» في الانتخابات.

بينما يفترض أن تكون الانتخابات ساحة للتنافس والتعددية واختبار الثقة الشعبية، يبدو المشهد في انتخابات مجلس الشيوخ 2025، وكأنه سباق من طرف واحد، حيث أصبح لا يحتاج إلى ضجيج انتخابي، ولا حملات دعائية لافتة، ولا حتى حالة اشتباك سياسي.

وتخوض السابق الانتخابي، قائمة واحدة فقط وهي القائمة الوطنية من أجل مصر والتي قدمت 100 مرشح على مستوى القاطاعات الأربعة، وفي نفس الوقت سيشمل والتعيين الرئاسي ثلث المجلس، ليتبقى الثلث الأخير فقط الذي تقع عليه عملية الاختيار من الشعب المصري.

سياسيون ينتقدون نظام مجلس الشيوخ المقبل

ومع انتهاء مرحلة الترشح انتخابات مجلس الشيوخ، اتجهت أنظار السياسيون نحو ما سيحمله المجلس المقبل من تركيبة ودور سياسي، وبينما يصف البعض ما جرى بأنه انعكاس لطبيعة النظام السياسي الراهن، يرى آخرون أنه خطوة شكلية تفتقر إلى التعددية والمنافسة الجادة.

طارق العوضي: قائمة واحدة لا تعني قوة

وجّه المحامي طارق العوضي، عضو لجنة العفو الرئاسي، انتقادًا واضحًا للمشهد الانتخابي لمجلس الشيوخ، معتبرًا أن تقدم قائمة واحدة فقط لا يُعد مؤشرًا على قوتها، بل يُبرز أزمة أعمق في الحياة السياسية المصرية.

وقال العوضي في منشور عبر فيسبوك: وجود قائمة واحدة بلا منافس في انتخابات مجلس الشيوخ لا يُعبر عن قوة القائمة، بل يكشف عن عمق الأزمة، التي يعانيها المشهد السياسي في مصر؛ أزمة التعدد، وأزمة التمثيل، وأزمة الثقة، الديمقراطية لا تُقاس بعدد المؤيدين، بل بوجود المنافسة وتكافؤ الفرص.

هيثم الحريري: مجلس الشيوخ زائدة في الحياة السياسية

انتقد المهندس هيثم الحريري، عضو مجلس النواب السابق، مشهد انتخابات مجلس الشيوخ، معتبرًا أن المجلس يمثل”زائدة سياسية لا تحمل أي تأثير أو أهمية حقيقية في الحياة البرلمانية.

وقال الحرير في منشور عبر فيسبوك: «ونحن نري اليوم في ظل الانتخابات بالقائمة المطلقة (مفسدة مطلقة)، تم اختيار 100 نائب من خلاف القائمة المطلقة، سيتم تعين 100 نائب من خلال رئيس الجمهورية، ويعني النظام الحاكم لمصر اختار 200 من إجمالي 300 نائب أعضاء مجلس الشيوخ».

وتابع: «يتبقي انتخاب فردي مباشر لـ100 نائب، متوقع أن يتم استخدام المال السياسي لاستغلال حالة المواطن البسيط، وواضح جدا أن المرشحين باسم أحزاب موالية للسلطة يغلب عليهم أنهم رجال مال وليسوا رجال سياسة،«في بلد يعاني من العجز المالي الكبير تجري انتخابات ليست كالانتخابات».

رضا عبد السلام ينتقد تشكيل مجلس الشيوخ المقبل

انتقد الدكتور رضا عبدالسلام، محافظ الشرقية الأسبق، بشدة طريقة تشكيل مجلس الشيوخ، متسائلًا عن جدوى إجراء انتخابات تُنفق فيها مبالغ ضخمة، في ظل وجود قائمة مغلقة “محسومة النتائج” وتعيينات مسبقة.

وقال عبد السلام في منشور عبر صفحته الرسمية على فيسبوك: “مجلس شيوخ أعضاؤه 300 منهم 100 بالتعيين و100 قائمة محسومة، وبيباركوا لبعض من دلوقتي، نِعمِل انتخابات ومليارات تتصرف علشان 100 محسومين برضو، المجلس ده لازمته أيه أصلاً”.

المواطنون في حالة استياء من تشكيل مجلس الشيوخ المقبل

قال أحد المواطنين عبر مواقع التواصل الاجتماعي: “ظروفنا الاقتصادية صعبة، ومطلوب تقشف على كل الأصعدة، وهو مجلس استشاري يعني لا يقدّم ولا يؤخّر، وعملية انتخابية تتكلف مليارات؟! عادي جدًا يتقفل خالص دلوقتي، لغاية لما تفرج ونبقى في بحبوحة، وكمان لما يبقى عندنا وجوه سياسية حقيقية، ونبقى نعمل مجلس شيوخ من شيوخ وعلماء كل مجال، والكلام كتير وأكيد معروف، لكن اللي يحتاجه الشعب والمواطن يُحرَم على غيره”.

تساءل أحد الناخبين عن جدوى الانتخابات في ظل غياب المنافسة الحقيقية، قائلاً: “هي فين الانتخابات؟! هل وجود قائمة واحدة يعني وجود انتخابات فعلًا، الانتخابات تعني منافسة حقيقية، قائمة في مواجهة قائمة، ومرشح في مواجهة مرشح، مع تكافؤ في الفرص، والناخب يستطيع المقارنة والفهم ثم يقرر ويختار، فكيف لقائمة واحدة تضم الأغلبية وممثلي أحزاب يُفترض أنها معارضة أن تكون المنافسة الوحيدة؟”.

وأضاف مواطن آخر: “قائمة واحدة تُعلن، مقاعد تُحسم بلا منافسة، وصوت المواطن يُختزل في ورقة لا تملك الرفض ولا البديل، إذا غاب التعدد، وغُيّبت الإرادة الشعبية، فأي ديمقراطية ندّعي؟ وأي شرعية تُبنى على الفراغ والتمثيل الصوري؟”.

اقرأ أيضًا: غلق باب الترشح لانتخابات مجلس الشيوخ 2025.. والهيئة الوطنية تبدأ فحص الأوراق تمهيدًا لإعلان القوائم المبدئية