حدث نادر: العالم ينتظر الكسوف الكلي الأطول للشمس في أغسطس 2027

في مشهد فلكي نادر ينتظره ملايين من عشاق الظواهر السماوية تستعد الأرض لاستقبال كسوف كلي للشمس في 2 أغسطس 2027، سيحول سماء الظهيرة إلى ظلام دامس لمدة غير مسبوقة تصل إلى 6 دقائق كاملة، في ظاهرة لا تتكرر إلا مرة واحدة كل قرن تقريبًا.
كسوف شمسي استثنائي يظلم النهار
تعد هذه الظاهرة واحدة من أكثر الأحداث الفلكية المنتظرة خلال العقد القادم، نظرًا لطول مدتها اللافت وطبيعتها الفريدة، إذ من المعتاد أن تستمر مرحلة الكسوف الكلي في أغلب الظواهر المشابهة أقل من ثلاث دقائق بينما سيمتد هذا الحدث لنحو ضعف تلك المدة، ليحدث مشهدا سماويًا مهيبا ينشر الدهشة والرغبة في التأمل والبحث.
الكسوف الكلي سيحول ضوء الشمس إلى شفق خافت في وضح النهار ليغرق أجزاء من الأرض في حالة من الظلام الكامل، ما يجعله فرصة مثالية للرصد والتوثيق من قبل العلماء والمهتمين، و للتمتع بمشهد فلكي نادر من قبل عامة الناس.
الدول التي ستشهد أطول كسوف شمس
العديد من دول العالم ستكون على موعد مع هذا الكسوف المذهل خاصة تلك التي تقع ضمن المسار المركزي لمرور الظل القمري.
في جنوب إسبانيا ستكون مدن مثل قادس وملقة على موعد مع ظلام شبه كامل يستمر لأكثر من أربع دقائق ، وعلى الجانب الآخر من البحر المتوسط، ستقع مدينتا طنجة وتطوان المغربيتان ضمن الشريط المركزي للظل، ما يعني رؤية شبه مثالية للكسوف.
وفي ليبيا، وخاصة في المناطق القريبة من بنغازي، ستستمر السماء في حالتها المظلمة قرابة خمس دقائق. أما في مصر، و تحديدًا في مدينة الأقصر، فستسجل أطول مدة للكسوف الكلي، إذ يتوقع أن يستمر الظلام لأكثر من ست دقائق، لتكون الأقصر في موقع فلكي مثالي لمتابعة هذه الظاهرة النادرة.
الأقصر وجهة مثالية لمشاهدة أطول كسوف شمس
تعد مدينة الأقصر واحدة من أبرز النقاط التي تقع مباشرة على خط مسار الكسوف الكلي مما يمنحها ميزة فريدة لرصد الحدث بشكل واضح ومثير. وتشير التوقعات المناخية إلى أن السماء ستكون صافية بنسبة تصل إلى 80% في هذا التوقيت من العام، وهو ما يعزز من جودة الرؤية ويجعل الأقصر وجهة مفضلة للسياح والمهتمين بعالم الفلك.
ويتوقع أن تستقطب الأقصر آلاف الزوار من مختلف أنحاء العالم، لمتابعة هذا الحدث النادر من قلب مدينة تعج بالآثار التاريخية والمعابد، في مشهد يجمع بين عظمة التاريخ وسحر الكون.
أطول كسوف شمس عبر دول عربية وأوروبية
يمتد مسار الظل الكلي ليشمل أجزاء من السعودية، خاصة جدة ومكة المكرمة، قبل أن يواصل طريقه نحو الجنوب ليصل إلى اليمن والصومال.
كما سيشهد جنوب إيطاليا وجزيرة لامبيدوزا كسوفا جزئيا يقترب من التغطية الكلية، ما يزيد من اتساع رقعة الدول التي ستتأثر بالحدث.
دعوة للاستعداد العلمي والسياحي لمشاهدة أطول كسوف شمس
مع اقتراب موعد الظاهرة بدأت بعض الهيئات الفلكية والسياحية حول العالم في الترويج لها وفتح باب الحجوزات للمهتمين بمشاهدة الكسوف من أفضل المواقع الجغرافية، خاصة الأقصر في مصر، و ملقة وقادس في إسبانيا.
ويتوقع أن يكون لكسوف 2 أغسطس 2027 تأثير واسع النطاق على الصعيدين العلمي والسياحي، حيث سيعمل العلماء على جمع البيانات حول تأثيرات الكسوف على الغلاف الجوي وسلوك الكائنات الحية بينما تتأهب المدن الواقعة على مسار الكسوف لاستقبال موجات من الزوار للاستمتاع بحدث “النهار الذي سيصبح ليلًا”.