من ميسي إلى الثروات: السيرة الشاملة للنمو المتزايد لدوري كرة القدم الأمريكي MLS
الدوري الأمريكي لكرة القدم، أو ما يُعرف باسم Major League Soccer (MLS)، هو دوري النخبة للعبة كرة القدم في الولايات المتحدة وكندا، تأسس عام 1993 ضمن خطة استضافة أمريكا لكأس العالم 1994، وانطلق رسميًا في 1996 بمشاركة 10 أندية فقط اليوم، بعد أكثر من عقدين، أصبح الدوري الأمريكي لكرة القدم MLS واحدًا من أكثر الدوريات نموًا وشعبية في العالم، حيث يضم 29 فريقًا ويتوقع أن يصل إلى 30 بحلول عام 2026.
اقرأ أيضا: باريس سان جيرمان يكتسح إنتر ميامي برباعية
نظام الدوري الأمريكي لكرة القدم MLS.. ليس كأي دوري في العالم
يتميز الدوري الأمريكي لكرة القدم بنظام فريد يختلف تمامًا عن الدوريات الأوروبية التقليدية. ينقسم إلى منطقتين:
المنطقة الشرقية (Eastern Conference).
المنطقة الغربية (Western Conference).
تلعب الفرق موسمًا منتظمًا من 34 مباراة لكل فريق، ثم يتأهل أفضل 18 فريقًا إلى سلسلة مباريات “البلاي أوف” (Playoffs) لتحديد الفائز بـكأس الدوري MLS Cup، وهي النسخة الأمريكية من نهائي الدوري.
ولا يوجد في MLS نظام صعود وهبوط بين الدرجات، مما يمنح الأندية استقرارًا اقتصاديًا وفرصة للبناء طويل المدى.
اللاعب المخصص.. كيف يجذب الدوري النجوم؟
في ظل عدم وجود إنفاق مفتوح، يعتمد الدوري على ما يُعرف بـ”قاعدة اللاعب المخصص” (Designated Player Rule)والتي تُتيح لكل نادٍ التوقيع مع 3 لاعبين برواتب تتجاوز الحد الأعلى المسموح به.
هذه القاعدة هي التي سمحت بضم نجوم كبار مثل:
ليونيل ميسي (إنتر ميامي)
دافيد بيكهام (لوس أنجلوس غالاكسي)
زلاتان إبراهيموفيتش (غالاكسي)
تيري هنري (نيويورك ريد بولز)
لورنزو إنسينيي (تورونتو إف سي)
وقد شكلت هذه التعاقدات عامل جذب جماهيري وإعلامي لا يُقدّر بثمن، مما رفع من شأن الدوري عالميًا.
الأندية الأبرز في MLS.. من يسيطر على الساحة؟
على الرغم من حداثة الدوري نسبيًا، فإن بعض الفرق رسّخت أسماءها بين الأندية الكبرى في القارة:
لوس أنجلوس إف سي (LAFC): فريق هجومي مذهل، أحرز اللقب في 2022.
إنتر ميامي (Inter Miami): بفضل ميسي وبوسكيتس وألبا، أصبح أكثر فرق الدوري متابعةً عالميًا.
سياتل ساوندرز: من أنجح أندية MLS، فاز بكأس الكونكاكاف 2022.
أتلانتا يونايتد: أحدث ثورة جماهيرية منذ انطلاقه عام 2017.
نيو إنغلاند ريفولوشن وفيلادلفيا يونيون أيضًا يقدمان أداءً منتظمًا.
تأثير ميسي: كيف غيّر إنتر ميامي وجه الدوري؟
عندما أعلن ليونيل ميسي انتقاله إلى إنتر ميامي صيف 2023، ارتفعت شعبية الدوري الأمريكي لكرة القدم إلى مستويات غير مسبوقة.
تضاعفت مبيعات التذاكر في معظم الملاعب.
زادت الاشتراكات في خدمة Apple TV MLS Season Pass بنسبة 100%.
حقق إنتر ميامي قفزة تسويقية هائلة في عدد المتابعين عالميًا.
ميسي لم يكن فقط إضافة فنية، بل كان مشروعًا إعلاميًا وتسويقيًا أعاد تعريف الدوري الأمريكي بالكامل.
الدوري الأمريكي بالأرقام (2024 – 2025):
عدد الفرق: 29 فريقًا
أكبر الملاعب: مرسيدس بنز ستاديوم (أتلانتا) – أكثر من 70,000 متفرج
متوسط الحضور الجماهيري: 22,000 متفرج للمباراة
القيمة السوقية للدوري: أكثر من 1.5 مليار دولار
أعلى الرواتب: ليونيل ميسي – أكثر من 20 مليون دولار سنويًا
حقوق البث والشراكات العالمية
أبرم الدوري الأمريكي لكرة القدم عقدًا ضخمًا مع شركة Apple، حيث تبث جميع المباريات حصريًا عبر منصة Apple TV لمدة 10 سنوات مقابل 2.5 مليار دولار. هذه الخطوة نقلت الدوري إلى بعد عالمي، حيث يمكن للمشجعين في أي مكان متابعة فرقهم ولاعبيهم المفضلين دون قيود.
كما دخلت MLS في شراكات تسويقية مع علامات مثل Adidas، Target، Heineken، Audi، مما يعكس احترافية التسويق في الدوري.
الدوري الأمريكي لكرة القدم VS الدوريات الأوروبية
رغم أن MLS لا يزال بعيدًا عن الدوريات الخمسة الكبرى (الإنجليزي، الإسباني، الإيطالي، الألماني، الفرنسي)، إلا أنه يملك:
قاعدة جماهيرية متزايدة
استقرار مالي قوي
ملاعب حديثة بمستوى عالمي
مشروع واضح لتطوير المواهب
وبات يمثل خيارًا جادًا للعديد من اللاعبين، سواء في بداية مسيرتهم أو نهايتها.
مستقبل MLS: الطريق نحو 2030
تضع إدارة الدوري الأمريكي نصب أعينها هدفًا كبيرًا: أن يصبح الدوري ضمن أفضل 10 دوريات في العالم بحلول 2030.
ولتحقيق ذلك، يتم العمل على:
توسيع عدد الأندية إلى 30 (مع احتمالية وصولها إلى 32)
تحسين أكاديميات الشباب
استقطاب مدربين ولاعبين عالميين
زيادة الاستثمار في البنية التحتية والملاعب
ولا ننسى أن الولايات المتحدة ستستضيف كأس العالم 2026 بالتعاون مع كندا والمكسيك، وهو ما سيضخ ملايين المشجعين الجدد في سوق كرة القدم الأمريكية.
الدوري الأمريكي لكرة القدم لم يعد “دوري المتقاعدين” كما كان يُقال سابقًا، بل أصبح مشروعًا رياضيًا ضخمًا، يجذب الجماهير، النجوم، والاستثمارات من كل أنحاء العالم.
وإذا استمرت وتيرة التطور بهذا الشكل، فربما نشهد في المستقبل القريب نجمًا عالميًا يقول: “أتيت إلى MLS لأفوز… لا لأعتزل!”.