مها الصغير وهبة قطب.. قضية “تصريحات مثيرة” تثير نقاشات حول حقوق الملكية الفكرية في الإعلام المصري

تشهد الساحة الإعلامية المصرية هذه الأيام حالة من الجدل المحتدم، عقب اندلاع أزمة جديدة بين مها الصغير و هبة قطب، بسبب برنامج يحمل عنوان “كلام كبير مع مها الصغير”، المقرر عرضه على شاشة قناة ON.
الجدل لم يأتِ من مضمون البرنامج أو محتواه، بل من اسمه، الذي اعتبرته هبة قطب “انتهاكًا صريحًا ومؤلمًا لحقوق الملكية الفكرية”، كاشفة أنها أول من أطلق هذا الاسم على برنامج قدمته منذ نحو عقدين على قناة المحور، وسجلته رسميًا كعلامة فكرية.
وبهذا، أصبحت قضية مها الصغير وهبة قطب محورًا للنقاش العام، بين مؤيدين لحق قطب القانوني، وداعمين للصغير بوصفها مجرد مقدّمة للبرنامج ولا دخل لها بالاختيار.
مشكلة مها الصغير وهبة قطب
في بيان نُشر عبر حسابها الرسمي على منصات التواصل الاجتماعي، قالت الدكتورة هبة قطب:
“برنامج كلام كبير ليس مجرد عنوان بالنسبة لي، بل هو جزء من هويتي المهنية، ومشروع فكري قدمته للجمهور المصري والعربي منذ عام 2006 عبر شاشة المحور.”
وأضافت قطب أنها قامت بتسجيل اسم البرنامج كملكية فكرية لدى مصلحة الشهر العقاري في حينه، كما أخطرت القناة المعنية بذلك رسميًا.
وفي معرض حديثها عن الأزمة، أكدت قطب أنها لا تتهم الإعلامية مها الصغير بشكل شخصي بسرقة الاسم، مشيرة إلى أنها لا تعرف من اختار عنوان البرنامج الجديد، لكنها شعرت بـ”الأذى المهني والمعنوي”، نتيجة إعادة استخدام الاسم دون الرجوع إليها.
ووصفت الأمر بأنه “انتهاك مؤلم وغير مقبول للحقوق الفكرية”، مشددة على أهمية احترام الجهد المهني والأفكار الأصلية، خاصة في الوسط الإعلامي الذي يُفترض أن يكون حاميًا للإبداع وليس منتهكًا له.
مها الصغير.. أزمة تتلو أخرى
جدير بالذكر أن هذه الأزمة ليست الأولى التي تتعرض لها مها الصغير خلال الأسابيع الماضية.
ففي وقت سابق، واجهت موجة من الانتقادات اللاذعة بعد ظهورها في برنامج معكم منى الشاذلي، وهي تعرض مجموعة من اللوحات الفنية، زعمت أنها من تصميمها الخاص، قبل أن تخرج الفنانة التشكيلية ليزا لاش نيلسون (من الدنمارك) لتفجّر مفاجأة صادمة، معلنة أن إحدى هذه اللوحات نُفذت بريشتها في عام 2019.
سرعان ما تصاعد الجدل، وبدأت حملة موسعة على السوشيال ميديا تطالب بتوضيحات ومساءلة، خصوصًا بعد أن تبين أن اللوحات الأخرى التي ظهرت في الحلقة تعود لفنانين عالميين آخرين، وهم:
كارولين وينديلين (ألمانيا)
Seti (فرنسا)
بالإضافة إلى نيلسون نفسها.
الإعلامية منى الشاذلي سارعت بإصدار بيان اعتذار رسمي، أعربت فيه عن احترامها الكامل لحقوق الملكية الفكرية، وقدمت اعتذارًا للفنانة الدنماركية، وهو ما قابلته الأخيرة بتصريح مقتضب قالت فيه:
“أقدّر الاعتذار، لكنه لا يغيّر حقيقة ما حدث، أطالب بتوضيح مصير باقي اللوحات المعروضة في الحلقة دون إذن.”
برنامج كلام كبير مع مها الصغير.. هل يُعرض أم يُؤجل؟
رغم طرح البرومو الرسمي للبرنامج عبر منصات قناة ON، والذي ظهر فيه عدد كبير من نجوم الصف الأول في مصر والعالم العربي، مثل:
أحمد السقا
هند صبري
هشام ماجد
شريف منير
باسم سمرة
بشرى
مصطفى خاطر
محمد سامي
أحمد مراد
إلا أن القناة لم تصدر حتى الآن أي بيان رسمي يؤكد موعد عرض البرنامج أو مصيره بعد الأزمة.
ويرى متابعون أن الأزمة بين مها الصغير وهبة قطب قد تدفع إدارة القناة لإعادة النظر في الاسم أو تأجيل بث البرنامج لحين حل النزاع القانوني، خاصة مع تصاعد الانتقادات عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
قانونيًا.. من يملك اسم «كلام كبير»؟
بحسب خبراء قانونيين تحدثوا لمواقع متخصصة، فإن حق الملكية الفكرية للأعمال الإعلامية يظل محفوظًا طالما تم تسجيله رسميًا لدى الجهات المختصة مثل مصلحة الشهر العقاري أو جهاز تنمية الابتكار.
وإذا ما ثبت أن هبة قطب تمتلك المستندات القانونية التي تؤكد ملكيتها لاسم البرنامج، فإن استخدامها من قِبل طرف آخر بدون إذن يُعد خرقًا للقانون، ويعرّض الطرف المعتدي للمساءلة.
لكن الأمر لا يتوقف عند الاسم فقط، بل يشمل أيضًا الهوية البصرية، وفكرة البرنامج، وشكل التقديم، في حال تشابهها مع النسخة الأصلية، وهو ما لم يتضح بعد بخصوص برنامج مها الصغير.
السوشيال ميديا منقسمة.. بين دعم قطب ومهاجمة الصغير
وفي الوقت الذي أبدى فيه عدد كبير من المتابعين تعاطفهم مع هبة قطب، معتبرين أنها صاحبة الحق الأصيل في العنوان، خرج آخرون للدفاع عن مها الصغير، مشيرين إلى أن مهمة اختيار الاسم تعود لفريق الإعداد أو القناة وليس للمقدمة نفسها.
ورأى فريق ثالث أن المشكلة تعكس خللًا أعمق في احترام الحقوق الفكرية بمصر والعالم العربي، مطالبين بوضع ضوابط أكثر صرامة لتسجيل أسماء البرامج، ومنع التكرار العشوائي أو الاستخدام غير القانوني لها.
أزمة إعلامية أم فرصة للنقاش المهني؟
في النهاية، يمكن القول إن أزمة مها الصغير وهبة قطب فتحت الباب أمام نقاش أوسع حول أخلاقيات المهنة الإعلامية، وحدود استخدام المحتوى الإبداعي، خاصة في ظل ما يشهده المجال من تطور سريع، وازدحام في عدد البرامج والشخصيات العامة.
وما بين الحقوق القانونية والاعتبارات المهنية، تبقى الكلمة الأخيرة للمؤسسات القضائية والإعلامية، التي تتحمل مسؤولية حماية الملكية الفكرية، وفرض معايير الإنصاف والعدالة بين صُناع المحتوى.
خاتمة
في ظل استمرار الصمت الرسمي من قناة ON، والتصعيد العلني من الدكتورة هبة قطب، يتزايد ترقب الجمهور لما ستسفر عنه الأيام القادمة.
فهل تُسوى أزمة مها الصغير وهبة قطب وديًا؟ أم تُحسم قضائيًا؟ وماذا سيكون مصير برنامج “كلام كبير” الذي تحوّل من مادة إعلامية إلى أزمة رأي عام.