سفينة “Handala” تجسد الأمل وتسعى لفك الحصار عن غزة

سفينة “Handala” تجسد الأمل وتسعى لفك الحصار عن غزة

كتبت: هايدي عماد الدين

أعلن أسطول الحرية يوم الأحد، رسمياً عن انطلاق سفينة «Handala» يوم 13 يوليو 2025، من ميناء سيراكوزا في صقلية بإيطاليا، في خطوة جديدة ضمن جهود أسطول الحرية لكسر الحصار البحري المفروض على غزة، تشمل هذه الحملة جولة إعلامية وتضامنية ضخمة، وتحمل السفينة مساعدات طبية وغذائية، ويشارك فيها أطباء، صحفيون، حقوقيون، ونشطاء من شتي أنحاء العالم، بهدف إيصال رسالة تضامن قوية، وخصوصاً لأطفال غزة الذين يعيشون مأساة الحصار والدمار.

تأتي هذه المحاولة بعد أسابيع من اعتراض إسرائيل السفينة «مادلين» في 9 يونيو، التي كان من ضمن ركابها الناشطة العالمية «غريتا تونبرغ»، وقد وصفت أسطول الحرية، هذا الاعتراض بأنه غير قانوني، وتعتبر إبحار «Handala» خطوة مدنية تحاول إصلاح ما فشلت فيه الحكومات والمؤسسات.

لماذا سميت سفينة «Handala» بهذا الاسم؟

سميت السفينة «Handala» تيمنا بالشخصية الكاريكاتورية الشهيرة «حنظلة»، التي ابتكرها الرسام الفلسطيني«ناجي العلي» في السبعينيات، وتجسد شخصية حنظلة طفلاً فلسطينياً صغيراً يدير ظهره للعالم ويداه مشبوكتان، كرمزٍ لصمود الشعب الفلسطيني وتمسّكه بحقوقه رغم التشريد والاحتلال، وقد أصبح حنظلة رمزًا عالميًا للثبات والمقاومة والبراءة المسلوبة.

ويحمل أسطول «Handala»، هذا الاسم ليؤكد رسالته الإنسانية والتضامنية، ليعبر عن وقوف المتضامنين حول العالم مع أطفال غزة المحاصرين، تمامًا كما يقف حنظلة ثابتًا أمام كل محاولات طمس الحق الفلسطيني.

أهداف سفينة «Handala»

كسر الحصار البحري: الهدف الأساسي لسفينة «Handala» هو كسر الحصار البحري المفروض على غزة منذ سنوات طويلة، وإثبات أن هناك حقًا قانونيًا للفلسطينيين في استقبال المساعدات عبر البحر.

إيصال مساعدات إنسانية: تحمل السفينة مساعدات طبية وغذائية وأدوية ومستلزمات ضرورية لدعم المستشفيات والمدنيين، وخاصة الأطفال، في ظل الوضع الإنساني الصعب داخل قطاع غزة.

إرسال رسالة تضامن دولية: يريد المشاركون في الأسطول إرسال رسالة واضحة للعالم أن هناك شعوباً حرة ونشطاء حقوق إنسان مستعدين لتحمل المخاطر من أجل دعم الشعب الفلسطيني.

تأكيد الحقوق القانونية: يركز المشاركون على إظهار أن لهم حق الملاحة الآمنة وفق القانون الدولي، وأن اعتراضهم أو مهاجمتهم يعتبر انتهاكاً صارخاً لحقوق الإنسان.

من أبرز المساعدات:

أدوية ومستلزمات طبية خاصة بالأطفال والمرضي

مواد غذائية أساسية

أدوات نظافة وتعقيم للمستشفيات

مستلزمات خاصة للأطفال

محاولات سابقة لكسر الحصار البحري

أسطول الحرية «Freedom Flotilla» عام 2010

كان من أشهر وأكبر المحاولات، حيث انطلقت عدة سفن بقيادة السفينة التركية مافي مرمرة، وكان عليها مئات النشطاء الدوليين من أكثر من 30 دولة، وتعرضت لهجوم من قوات الاحتلال الإسرائيلي، أدي إلى استشهاد 10 نشطاء أتراك وإصابة العشرات، وأثارت هذه الحادثة غضبًا عالميًا واسعًا.

سفينة ماريان «Marianne» عام 2015

كانت جزءًا من «أسطول الحرية الثالث»، حاولت كسر الحصار عبر الإبحار المباشر إلى غزة، وشارك فيها نشطاء سلام وصحفيون من أوربا، ولكن البحرية الإسرائيلية اعترضتها على بعد حوالي 100 ميل بحري من الساحل وتم اقتيادها إلى ميناء أسدود.

سفينة زيتونة «Zaytoun-Oliva» عام 2016

كانت هذه السفينة استثنائية لأنها كان طاقمها بالكامل من النساء، من أكثر من 13 دولة، ضمن حملة «Women’s Boat to Gaza»، حاولت السفينة الوصول إلى غزة كرمز لدعم النساء والأطفال المحاصرين، لكن تم اعتراضها وإبعادها من قبل البحرية الإسرائيلية.

سفينة مادلين «Madleen» عام 2025

واحدة من أحدث المحاولات قبل«Handala»، حيث أبحرت السفينة مادلين ضمن قافلة «أسطول العودة»، وكانت تحمل مساعدات إنسانية، لكن البحرية الإسرائيلية اعترضتها أيضا، وتم احتجاز المشاركين لساعات قبل ترحيلهم.