منصة VSA.. انخداع جديد في فخ الأرباح السريعة بعد احتيال بقيمة 3 مليارات جنيه

ظهر شبح جديد للنصب الإلكتروني عبر ما يُعرف بـ منصة VSA، في تكرار مأساوي لواقعة منصة FBC، التي شغلت الرأي العام المصري قبل شهور.
وتمكنت منصة VSA بحسب البلاغات الرسمية، من الاستيلاء على أكثر من 3 مليارات جنيه من المواطنين بحجة تحقيق أرباح يومية مقابل مشاهدة الإعلانات.
في هذا التقرير نرصد التفاصيل الكاملة لقضية منصة VSA، ونكشف كيف تم خداع الآلاف، وآلية عمل التطبيق، وردود فعل الضحايا، والتحركات القانونية المنتظرة.
منصة VSA
ظهرت منصة VSA على الساحة الإلكترونية خلال الأشهر القليلة الماضية، مدعيةً أنها تتيح للمستخدمين الربح من الإنترنت مقابل أداء مهام بسيطة مثل مشاهدة الإعلانات.
لكن سرعان ما تحولت هذه المنصة إلى كابوس حقيقي، بعدما اكتشف آلاف المستخدمين أنهم وقعوا في فخ عملية نصب محكمة، أعادت للأذهان سيناريوهات نصب شركات الفوركس الوهمية والمنصات الهرمية.
كيف بدأت قصة منصة VSA؟
بحسب مصادر صحفية ومقاطع فيديو توثّق شهادات الضحايا، فإن منصة VSA بدأت عملها في مصر عبر تطبيق إلكتروني يسمح للمشتركين بجني أرباح تبدأ من 40 جنيهًا يوميًا في المستويات الدنيا، وتصل إلى 8000 جنيه في المستويات العليا، بشرط الاشتراك المالي المسبق.
ما أغرى الكثيرين هو أن المنصة كانت تعتمد على نظام هرمي واضح، يمنح مكافآت مالية ضخمة لمن يجلب عملاء جدد، وهذا ما جعل عشرات الآلاف من المستخدمين يُقبلون على دفع مبالغ مالية طائلة طمعًا في “الربح السريع”.
تدرج المستويات داخل المنصة.. خدعة نفسية متقنة
اعتمدت منصة VSA على هيكلية تدرجية للمشتركين، تبدأ من:
المستوى V1: يعطي 40 جنيهًا يوميًا مقابل مشاهدة 5 إعلانات.
المستوى V3: يعطي 1368 جنيهًا مع مكافآت لجلب مستخدمين جدد.
المستوى V6: أرباح يومية تصل إلى 8000 جنيه.
تبدو هذه الأرقام مغرية، خاصة في ظل الأوضاع الاقتصادية التي تدفع الكثيرين للبحث عن مصادر دخل إضافية.
لكن الخدعة تكمن في ضرورة دفع اشتراكات باهظة للوصول إلى المستويات العليا، دون ضمان حقيقي للعائد.
وعود كاذبة ومقرات وهمية
ضمن الخطة المحكمة للإيقاع بالضحايا، زعم القائمون على منصة VSA وجود مقرات رسمية في مختلف المحافظات، وأن المنصة مرخصة قانونيًا.
كما أوهموا المستخدمين بوجود “مشرفين” لكل منطقة، ما أعطاهم شعورًا بالأمان والجدية.
لكن المفاجأة الصادمة كانت في إغلاق المنصة بشكل مفاجئ، دون سداد الأرباح المستحقة، بعد أن تم جمع ما يقرب من 3 مليارات جنيه من المواطنين، بحسب تقديرات بلاغات رسمية.
ما الفرق بين منصة VSA ومنصة FBC؟
رغم اختلاف الآليات قليلًا، إلا أن التشابه في الأسلوب والتوقيت والنتائج يضع منصة VSA في نفس القائمة السوداء مع منصة FBC التي سبق وأثارت جدلًا واسعًا بعد أن جمع القائمون عليها ملايين الجنيهات من المصريين قبل أن يتم القبض عليهم.
الفرق الوحيد أن منصة VSA استهدفت الشريحة الأوسع من الجمهور البسيط، من خلال آلية يسهل تصديقها مثل مشاهدة إعلانات، عكس FBC التي اعتمدت على التداول في العملات الرقمية.
الإجراءات القانونية: أين وصلت التحقيقات في قضية منصة VSA؟
حتى الآن تشير التقارير إلى أن مئات البلاغات تم تقديمها إلى الجهات المختصة، متضمنة تفاصيل تحويل الأموال، وأسماء المشرفين، ووسائل الدفع التي استخدمتها المنصة (مثل المحافظ الإلكترونية والبنوك).
وبدأت النيابة العامة التحقيق في البلاغات، تمهيدًا لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة وضبط المتهمين، وسط دعوات من خبراء قانونيين بسرعة التحرك قبل تهريب الأموال للخارج.
تحذيرات من تكرار السيناريو: لا تستثمر في سراب
خبراء الاقتصاد والأمن السيبراني حذروا من تكرار الوقوع في شراك المنصات المشبوهة، داعين المستخدمين إلى:
عدم تحويل أي أموال دون التحقق من الجهة المتلقية.
عدم الثقة في العروض التي تَعِد بأرباح مضمونة دون عمل فعلي.
الرجوع إلى الجهات الرقابية المعتمدة مثل البنك المركزي وهيئة الرقابة المالية قبل التعامل مع أي منصة مالية.
خلاصة التقرير: منصة VSA درس جديد في توخي الحذر
قضية منصة VSA تكشف عن خلل متكرر في الوعي المالي لدى قطاعات واسعة من المواطنين، فضلًا عن الحاجة لتشديد الرقابة على التطبيقات الإلكترونية التي تُمارس نشاطًا ماليًا دون تصريح.
وفي النهاية، فإن الأمل معقود على سرعة تدخل السلطات لحماية الضحايا، واسترداد الأموال، وتقديم الجناة إلى العدالة، مع تعزيز الوعي الرقمي بمخاطر الاستثمار في المنصات الوهمية.