خبراء وسياسيون ينبهون: الاحتلال يقلق من التحركات المصرية أكثر من فصائل المقاومة، والمخططات الحالية تهدد بتغيير خريطة المنطقة.

خبراء وسياسيون ينبهون: الاحتلال يقلق من التحركات المصرية أكثر من فصائل المقاومة، والمخططات الحالية تهدد بتغيير خريطة المنطقة.

قال عدد من السفراء والخبراء خلال مشاركتهم في الصالون الشهري للجنة الشؤون العربية والخارجية بنقابة الصحفيين إن إسرائيل، رغم ما تملكه من قدرات عسكرية وتقنية، لا تُعد دولة قوية بالمعنى الاستراتيجي، بل تعيش على الدعم الخارجي، وتنفذ أجندات تخدم أطرافًا دولية وإقليمية.

جاء ذلك خلال الصالون الذي عُقد تحت عنوان: “تأثير الصراعات الإقليمية على مستقبل الشرق الأوسط”، ترأسه الكاتب الصحفي محمد السيد الشاذلي، وشهد نقاشًا واسعًا حول خريطة القوى المتصارعة في المنطقة، والدور المصري في مواجهة التهديدات الإقليمية المتزايدة.

وأكد السفير عاطف سالم، سفير مصر السابق لدى إسرائيل، خلال كلمته أن الاحتلال “دولة وظيفية”، تنفذ ما يُملى عليها، وتعتمد على مظلة الحماية والدعم الأمريكي، مشيرًا إلى أن الإدارة الأمريكية تملك القدرة على إيقاف الحرب في غزة متى شاءت.

اقرأ أيضًا: محمد السيد الشاذلي: فلسطين ستظل قضيتنا الأولى.. ولن نتوقف عن دعم أشقائنا

وحذر سالم من أن إسرائيل تواجه أزمات داخلية معقدة، منها تعطل الملاحة البحرية نتيجة تحركات الحوثيين، مما يشكل ضغطًا كبيرًا على قدراتها اللوجستية، إضافة إلى التدهور الحاد في قطاع السياحة، وتزايد معدلات الهجرة العكسية لمواطنيها.

أما السفير صلاح حليمة، نائب رئيس المجلس المصري للشؤون الإفريقية، فقد نبه إلى أن التوجهات الإسرائيلية باتت تخرج عن الإطار التقليدي، مستشهدًا بما أعلنه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في وقت سابق حول “خريطة جديدة للشرق الأوسط”، تتضمن توسعات إسرائيلية على حساب دول الجوار.

وقال حليمة إن هذه الخريطة ليست مجرد حلم سياسي بل تمثل تصورًا إسرائيليًا مدعومًا عسكريًا واقتصاديًا، مضيفًا أن الهدف الأساسي هو تصفية القضية الفلسطينية وليس التفاوض بشأنها.

وطالب حليمة باتخاذ خطوات عملية من قبل الدول العربية والمجتمع الدولي، لدعم حل الدولتين ووقف العدوان الإسرائيلي المستمر، محذرًا من خطط إسرائيلية قد تستهدف إيران أولًا، ثم تتجه لاحقًا إلى مصر ودول عربية أخرى، كما يحدث في السودان، معتبرًا ذلك تهديدًا مباشرًا للأمن القومي المصري.

من جانبه، قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، إن إسرائيل تمارس سياسة ممنهجة لتصدير القلق ونشر الفزع في الإقليم، عبر مؤسسات بحثية ومصادر إعلامية أجنبية تُعدّ امتدادًا لـ”عقل إسرائيل الاستراتيجي”.

وأشار فهمي إلى أن الأحزاب السياسية في إسرائيل لا وزن لها حقيقي، بل تُستخدم كأدوات لنشر رسائل مدفوعة سياسيًا، فيما تتولى مراكز الأبحاث صياغة السياسات والتحركات الفعلية.

وأضاف أن إسرائيل لا ترغب إلا في إشعال الحروب لتأمين بقائها في المنطقة، وأن هدفها هو ترسيخ وجودها كدولة مستقرة في الإقليم خلال الـ100 عام المقبلة.

كما شدد على أن إسرائيل رغم امتلاكها سلاحًا نوويًا وقوة عسكرية، إلا أنها تعاني من “عقم استراتيجي”، مشيرًا إلى أن الخوف الحقيقي لدى إسرائيل لا ينبع من إيران أو حماس، بل من التحركات المصرية الأخيرة.

وأكد فهمي أن التعزيزات العسكرية المصرية في سيناء أثارت قلقًا بالغًا داخل الأوساط الإسرائيلية، وأن رئيس الوزراء نتنياهو يُلام داخل إسرائيل على ما وصفوه بـ”استفزاز الجيش المصري ووصوله إلى عتبات إسرائيل”.