مجلس النواب يعتمد نظام البكالوريا.. والتعليم يواجه أزمات مستمرة بلا حلول

كتبت ـ هايدي عماد الدين
أقر مجلس النواب، أمس، 7 يوليو 2025، برئاسة المستشار الدكتور حنفي الجبالي، تعديلات لقانون التعليم«رقم 139 لسنة 1981»، ليصبح نظام البكالوريا اختيارياً ومجانيا بجانب الثانوية العامة الحالية.
وأوضح في البيان الرسمي أن النظام يتكون من 3 سنوات دراسية، تعتمد على امتحانات سنوية في دورتين لكل مادة، ورسوم محددة لإعادة الأمتحانات تتراوح بين 200 و 400 جنية، والأعتماد آيضا على التصحيح الإلكتروني عبر«البابل شيت»، وشدد رئيس المجلس أن هذا النظام لا يلغي نظام الثانوية العامة التقليدي، بل يمنحهم حرية الأختيار للطلاب و أولياء الأمور.
ووصف وزير التربية والتعليم«محمد عبد اللطيف»، أن هذا التعديل بأنه«خطوة فارقة في تاريخ التعليم المصري»، موضحاً أن هذا النظام يهدف إلى تخفيف الضغط الأكاديمي والمادي، وزيادة الفرص للطلاب.
العقبات والمشاكل الأساسية في التعليم المصري
أولا: نقص المعلمين
يعد نقص المعلمين من أبرز المشاكل التي تواجه التعليم في مصر، يشتكي كثير من المدارس من نقص المعلمين فيها، خاصة في بعض التخصصات، وتعد هذه المشكله بسبب تقاعد عدد كبير من المعلمين، وعدم وجود تعيينات كافية لسد هذا النقص.
ثانياً: الكثافة الطلابية
تعاني الكثير من المدارس بسبب مشكلة كثافة الطلاب في الفصول، حيث يفوق عدد الطلاب الفصول المتاحة، مما يؤثر سلباً على التعليم وفهم الطلاب.
ثالثاً: ضعف ميزانية التعليم والانفاق العام
تعتبر ميزانية التعليم في مصر، غير كافية لتلبية احتياجات المنظومة، ولا تتناسب مع حجم الطلاب ومراحلهم التعليمية.
رابعاً: ضعف البنية التحتية
في كثير من الأحيان ضعف وصعوبة توافر بيئة تعليمية مناسبة.
خامساً: تحديات المناهج وطرق التدريس
يري كثير من الناس أن التعليم في مصر، يحتاج إلى تحديث وتطوير لتلبية احتياجات سوق العمل، وطرق التدريس التقليدية التي لا تتناسب مع التطورات الحديثة في أساليب التعليم.
جدلا واسعة حول تطبيق نظام البكالوريا في مصر على مواقع التواصل الاجتماعي
رغم ما أعلنته وزارة التربية والتعليم من مزايا للنظام الجديد، إلا أنه يواجه جدلا كبيرا على مواقع التواصل الاجتماعي من الطلاب وأولياء الأمور حتي المعلمين، عبر عن استياء واضح من توقيت التطبيق، ومن طبيعة النظام.
وكتب أحد أولياء الأمور على الفيسبوك: «هو إحنا خلصنا مشاكل الثانوية العامة؟ مدارس متهالكة، وكثافة فوق 70 طالب، ومدرسين رواتبهم لاتكفي.. وجايين تطبقوا نظام عالمي؟!».
وعلق أحد الطلاب: «كل سنه نظام جديد! الثانوية العامة، بعدها التابلت، وبعدها open book، ودلوقتي البكالوريا.. احنا فئران تجارب ولا إيه؟!».
وأيضاً رأى آخر «البكالوريا مش وحش، بس ينفع نطبقها واحنا عندنا مدارس من غير مراوح؟ منين نجيب تعليم متطور في بيئة مش مؤهلة؟».
وقال معلم أيضا: « أنا ضد البكالوريا بالشكل اللي يتقال عليه، إحنا عندنا فجوة أصلا في التعليم الأساسي، فإزاي نطبق نظام معتمد على التفكير النقدي والبحث الحر في بيئة مازالت بتعتمد على الحفظ؟ النتيجة هتكون ظلم للطلاب».
وأضاف طالب: «أنا شايف إنه نظام بيزود الأعباء علينا أكتر، يعني بدل ما نركز في امتحاناتنا بنضطر نعمل مشاريع وبحوث ومهام طول السنة، وده بيستهلك وقت وجهد كبير من غير تدريب كافي».
وأيضاً : «البكالوريا الدولية مكلفة جداً، ولو اتطبقت بشكل غير مدروس هتعمق التفرقة بين المدارس الحكومية والخاصة، الأول نرفع مستوي كل المدارس وبعدها نفكر في تطوير المناهج على نمط البكالوريا».
ولم يتوقف الجدل عند الطلاب و أولياء الأمور فقط، بل المعلمون وخبراء في التربية والتعليم، وحذر بعضهم من أن القرار قد ينتج فجوة جديدة بين الطلاب والمدارس، وضعف البنية التحتية، وغياب التأهيل الفعلي للمعلمين، وأكد البعض أن تطبيق أي نظام جديد يتطلب أولا معالجة الأزمات القديمة، مثل ارتفاع الكثافة داخل الفصول، وتدني أجور المعلمين، وسوء تجهيزات المدارس.
نظام البكالوريا:
هو نظام بديل للثانوية العامة التقليدية، يطبق بشكل اختياري بجانب النظام القديم، ويتكون من سنه تمهيدية«الصف الاول الثانوي»، وسنتين رئيسيتين« الصف الثاني والثالث الثانوي».
ويتكون من عده مسارات متخصصة:
مسار الطب وعلوم الحياة يدرس بها «رياضيات أو فيزياء»
مسار الهندسة وعلوم الحاسب يدرس بها «كيمياء أو برمجة»
مسار الأعمال يدرس بها «محاسبة أو إدارة أعمال»
مسار الآداب والفنون يدرس بها «جغرافيا مستوي رفيع أو إحصاء»