عباس شراقي: تصريحات آبي أحمد حول عدم وجود تهديد لسد النهضة “تندرج ضمن الأبعاد السياسية وتعتبر استفزازية”

كتبت: أسماء محمود
أكد عباس شراقي أستاذ الموارد المائية والري بجامعة القاهرة على أن تصريحات رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، أمام البرلمان في بلاده حول «اكتمال بناء سد النهضة»، وأن السد لايشكل تهديدًا، وأن السد العالى لم يُنقص لترًا واحدًا، والرغبة فى التعاون، ثم توجيه دعوة لمصر والسودان لحضور احتفال افتتاح السد هي تصريحات سياسية ولا تستند إلى الواقع الفني أو العلمي .
التصريحات موجهة للشعب الاثيوبي
واضاف أن تلك التصريحات موجهة بالدرجة الأولى للشعب الإثيوبى الذى طال انتظاره للإنتهاء من سد النهضة وجنى فوائده المزعومة، وكالعادة تتسم بالدبلوماسية والعبارت الرنانة من أن سد النهضة فرصة، ولايهدد أو يضر مصر، والرغبة فى التعاون.
المشروع لا يزال بعيدًا عن التشغيل الكامل
وقال شراقي في تصريحات عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، إن إعلان آبي أحمد عن اكتمال بناء السد «يتجاهل عمدًا أن المشروع لا يزال بعيدًا عن التشغيل الكامل»، موضحًا أن «السد لم يُركّب به حتى الآن سوى 6 توربينات من أصل 13، ولم يتم تشغيل سوى 3 فقط منها بصورة محدودة» حيث أوضحت الصور الفضائية خروج مياه من أحواض التهدئة للمياه المنصرفة من التوربينات على الجانبين، وبذلك يكون إجمالى عدد التوربينات التى تم تركيبها 6 توربينات من إجمالى 13 توربين بنسبة أقل من 50%.
مصر لم تعطل السد
وإنتقد “شراقي” التلميح بأن مصر تعمل على تعطيل السد وعمل الوصول إلى مرحلة الافتتاح غير حقيقى، صحيح أن مصر تعترض على كل خطوة يتم عملها من مراحل السد بدون توافق، وأشركت مجلس الأمن ثم الاتحاد الأفريقى، ولكنها لم تقم بأى عمل يعطل السد.
سد النهضة يشكل تهديد
إنتقد “شراقي “التصريح بأن “سد النهضة لا يشكل تهديدًا وأنه فرصة مشتركة” وذلك أمر غير صحيح أيضا حيث زادت سعة السد من 11.1 مليار م3 فى الدراسة الأمريكية الأصلية إلى 64 مليار م3 فى بيئة مليئة بالمشاكل الجيولوجية (فوالق وزلازل)، وفيضانات سنوية، مما جعله الآن يمثل قنبلة مائية قد تنفجر فى أى لحظة.
حجز ٦٠ مليار متر مكعب من المياة ضرر جسيم لمصر
وأضاف أن حجز 60 مليار م3 دون توافق على مدار 5 سنوات من الايراد المائى المصرى يشكل ضررًا جسيمًا مما حمل مصر أكثر من 500 مليار جنيه لاتخاذ تدابير لمنع وصول ضرر سد النهضة إلى المواطن، منها استخدام مياه الصرف الزرعى فى الرى، وتحديد مساحة الأرز، وتبطين الترع وغيرها، ولايمكن أن يكون فرصة بدون توافق.
الدعوة لمصر لحضور حفل الإفتتاح إستفزازي
وقال إن الدعوة لمصر والسودان لحضور الافتتاح تحمل معنى استفزازى، لأنه كيف لأطراف معترضة على كل خطوة اتخذتها إثيوبيا منفردة أن تحضر وتحتفل بتنفيذ ماعترضت عليه سابقا، والموقف كان يختلف لو توصلنا إلى اتفاق لكنا أول دولة تحضر وتبارك السد.
العودة للمفاوضات
وطالب “شراقي” بالعودة للمفاوضات فى أسرع وقت مؤكدا انه سوف يظل مطلب مصر لأن حال سد النهضة حاليًا ومستقبلًا يهدد السودان ومصر لأن صرف المياه سواء عن طريق التوريبينات أو بوابات المفيض ثم يعيد الماء فى موسم الأمطار، وكلها خطوات تحتاج إلى تنسيق دائم لتفادى الضرر المائى على مصر والسودان وتحقيق الفائدة إثيوبيا، ولكن يظل خطر الانهيار فى حالات اتمام التخزين يطارد السودان بالدرجة الأولى ثم مصر.