الساعات الأخيرة قبل يوم عاشوراء 2025: استعد للصيام واغتنام الأجر العظيم

مع حلول اليوم العاشر من شهر محرم يتوجه ملايين المسلمين حول العالم إلى صيام يوم عاشوراء، اقتداءً بسنة النبي محمد ﷺ، وإحياءً لذكرى نجاة النبي موسى عليه السلام من بطش فرعون، في حدث يجمع بين البعد الروحي والتاريخي.
صيام يوم عاشوراء يكفر ذنوب سنة ماضية
يوم عاشوراء يحمل دلالة خاصة في الوجدان الإسلامي، إذ يروى في الحديث الصحيح أن النبي ﷺ، لما قدم إلى المدينة، وجد اليهود يصومونه فقال: “ما هذا؟”، فقالوا: “هذا يوم صالح، هذا يوم نجى الله بني إسرائيل من عدوهم فصامه موسى”. فقال: “فأنا أحق بموسى منكم”، فصامه وأمر بصيامه.
ويؤكد علماء الشريعة أن صيام هذا اليوم يكفّر ذنوب سنةٍ ماضية، استنادًا إلى قول النبي ﷺ: “صيام يوم عاشوراء أحتسب على الله أن يُكفّر السنة التي قبله”، مما يعكس ما لهذا اليوم من فضلٍ عظيمٍ وأجرٍ كبير في ميزان العمل الصالح.
وبالرغم من أنه لا يُعد فرضا إلا أن الترغيب في صيامه ورد بأحاديث عدة خصوصًا عندما يقرن بصيام يوم قبله أو بعده أي تاسوعاء أو الحادي عشر من محرم، مخالفةً لليهود في صيامهم، كما ورد عن ابن عباس رضي الله عنهما.
في كل عام، يثير يوم عاشوراء اهتمام المسلمين بمختلف أطيافهم، لما يجسّده من قيم دينية وتاريخية وإنسانية، تتجدد معها الدعوة للتأمل في معاني النجاة، والصبر، والشكر، والتوحيد.
طقوس يوم عاشوراء في المجتمعات الإسلامية
وتتباين طقوس عاشوراء بين المجتمعات الإسلامية، فبينما يقبل كثيرون على الصيام والذكر والعبادة تحيي بعض الطوائف هذا اليوم بمظاهر تختلف في مضمونها ما يجعل عاشوراء مناسبة ذات أبعاد فقهية وتاريخية تستدعي فهما دقيقًا للسنة النبوية ومقاصد الشريعة.
وفي ظل الأوضاع الراهنة التي يمر بها العالم الإسلامي، يبرز صيام عاشوراء كتجسيد لقيم التوحيد، والثبات على الحق، والرجاء في رحمة الله، كما أنه يربط المسلم بسير الأنبياء، و يستحضر لحظات الانتصار الإلهي التي غيرت مجرى التاريخ.
ويؤكد دعاة وعلماء أن إحياء هذه السنة النبوية لا يقتصر على الامتناع عن الطعام والشراب بل يشمل استحضار معاني الشكر لله والمراجعة الذاتية والسعي للإصلاح في يومٍ فضله الله على كثير من الأيام، وجعل فيه النجاة لمن سار على درب الأنبياء.