خطبة الجمعة بتاريخ 4 يوليو 2025: «السلام كنهج الإسلام» تهيمن على منابر المساجد في مصر

خطبة الجمعة بتاريخ 4 يوليو 2025: «السلام كنهج الإسلام» تهيمن على منابر المساجد في مصر

حملت خطبة الجمعة اليوم، الموافق 4 يوليو 2025، رسالة سامية من وزارة الأوقاف المصرية إلى جموع المسلمين، تحت عنوان: “السلام رسالة الإسلام”، مؤكدة أن نشر قيم التسامح والمحبة والتعايش بين البشر، هو جوهر الرسالة المحمدية، وغاية من غايات الخطاب الديني المعاصر.

خطبة الجمعة اليوم

وشددت الوزارة في بيانها الأسبوعي على أن خطبة الجمعة اليوم تهدف إلى تذكير المصلين بأهمية السلام كقيمة عليا في الإسلام، تبدأ من النفس وتمتد إلى الأسرة والمجتمع، وتتسع لتشمل العلاقات الدولية، مشيرة إلى أن الخطبة الثانية ستتناول معاني الكرم والجود، وإنكار الذات، والعمل في صمت.

السلام.. عنوان الإسلام وجوهره 

تناولت خطبة الجمعة اليوم في مضمونها، المعنى اللغوي والشرعي لكلمة “السلام”، باعتباره أساس الدين، ومقصده في التشريع والسلوك، حيث جاء في نص الخطبة:

“الإسلام جاء برسالة سمحاء، وشريعة غراء، ود ومحبة، إلف ورحمة، سخاء بالأخلاق، ونشر للخير، ومنع للشر، حياة آمنة مستقرة”.

وأشارت الخطبة إلى أن اسم الإسلام ذاته يحمل في طياته معنى “السلام”، فهو دين يدعو إلى السلم لا الحرب، وإلى الأمان لا الخوف، ويحث على التعايش لا التصارع، مؤكدة على أهمية تحية الإسلام: “السلام عليكم”، التي يطلقها المسلم حتى على من لا يعرفه، كرسالة واضحة بأن السلام هو بداية التواصل بين الناس.

واستندت الخطبة إلى عدد من الآيات القرآنية التي تؤكد على هذا المعنى، من بينها قوله تعالى:

{يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين}.

رسول السلام.. قدوة في التسامح والرحمة 

استعرضت خطبة الجمعة اليوم مواقف النبي محمد ﷺ في تعامله مع غير المسلمين، والمخالفين، وحتى أعدائه، مشيرة إلى أنه صلى الله عليه وسلم كان يُلقب بـ”رسول السلام”، لا لشعارات يرفعها، بل لواقع جسّده في أقواله وأفعاله، إذ نشر دعوته دون عنف، وأمر أصحابه بعدم الاعتداء، وقال:

«لا ضرر ولا ضرار».

وأضافت الخطبة أن الإسلام يوصي أتباعه بالإحسان إلى الجيران، والتسامح مع المختلفين، وصيانة الحقوق والدماء، وأنه دين يعترف بتنوع البشر، ويؤمن بالتعددية كحكمة ربانية.

خطبة الجمعة اليوم تدعو إلى السلام في السلوك لا في الشعارات 

أوضحت وزارة الأوقاف أن خطبة الجمعة اليوم لا تستهدف مجرد توجيه نظري، بل تُعد دعوة صريحة للمسلمين إلى التحلي بأخلاق السلام في واقعهم اليومي؛ في الشارع، وفي الأسرة، وفي العمل، وفي المعاملة مع الغير.

وجاء في نص الخطبة:

“لا تهور ولا فوضى، ولكن بالسلام تسدى الحقوق، وتوفى الاستحقاقات”.

كما أكدت على أن السلام لا يتناقض مع القوة، بل يُعد أقوى سلاح لبناء المجتمعات وتماسكها، وأنه جوهر الدولة الوطنية، وأساس تقدمها، وعنوان أمنها واستقرارها.

خطبة الجمعة الثانية.. الكرم والجود والعمل في صمت 

في سياق متصل، تناولت خطبة الجمعة اليوم في شقها الثاني مجموعة من القيم النبيلة التي دعا إليها الإسلام، وفي مقدمتها: الكرم، الجود، الشهامة، إنكار الذات، والعمل في صمت، ووصفتها بأنها “قيمة التضحية” التي تسمو بصاحبها إلى درجات الأتقياء والصالحين.

وقالت الخطبة:

“إن التضحية اختبار صعب، يكلّف الإنسان ماله وجهده ووقته، لكنه طريق إلى المجد والخلود”.

واستشهدت الخطبة بحوادث واقعية من المجتمع المصري، مثل تضحية الطيارين في حادث طائرة رأس البر، وسائق العاشر من رمضان الذي أنقذ أرواح الأبرياء، مؤكدة أن مصر لا تزال زاخرة بالنماذج المشرفة التي تقدم حياتها فداءً للوطن دون مقابل.

خطبة الجمعة اليوم تسلط الضوء على دور الأسرة في ترسيخ القيم

لفتت الخطبة إلى أهمية دور الأسرة في ترسيخ هذه المبادئ في نفوس الأبناء، مشيرة إلى ضرورة تعليم الأطفال معنى التضحية، والعمل الجماعي، والبذل من أجل الآخرين، دون انتظار مقابل.

وأضافت:

“علّم أولادك أن التضحية مقام الأصفياء، وفعل الأولياء، وأن الأمم تباد حين تغيب هذه القيم، وتتخلف الشعوب حين يسود الأنا”.

كما نبهت الخطبة إلى أن العمل في صمت، وإنكار الذات، من أعظم العبادات التي يغفل عنها كثير من الناس، مؤكدة أن الله عز وجل وحده من يرى الجهد ويجزي عليه، حتى وإن لم يره الناس أو يشكروه.

خلاصة خطبة الجمعة اليوم: الإسلام دين بناء لا هدم، تسامح لا تعصب، تعايش لا عنف 

اختتمت وزارة الأوقاف خطبة الجمعة اليوم بدعاء بأن يحفظ الله مصر وأهلها، ويجعلها بلد سلام وأمان، وأن ينشر الخير بين الناس، ويبارك في المصلحين، ويدفع عنها كل شر.

وجاء الختام بالدعاء:

“اللهم اجعلنا فداءً للأوطان، واحفظ بلادنا من كل سوء، وانشر السلام في أرضك وبين عبادك، واجعلنا من الداعين إلى الخير والعاملين به”.