ترامب يزيد من توتره مع إيلون ماسك.. تهديدات بترحيل ماسك في ظل نزاع حول “قانون الميزانية الكبرى”
تفاقم الخلاف العلني بين الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب والملياردير إيلون ماسك، مؤسس شركتي تسلا وسبيس إكس، بعد انتقادات لاذعة وجهها الأخير لمشروع قانون مالي ضخم أيده ترامب، ما دفع الأخير إلى إطلاق سلسلة من التصريحات التصعيدية تضمنت التهديد بإلغاء الدعم الحكومي لشركات ماسك، وحتى التلميح ساخرًا إلى “ترحيله”.
واندلعت الأزمة عقب تصريحات لماسك وصف فيها مشروع “القانون الكبير والجميل” الذي يناقشه الكونغرس بأنه “كارثة اقتصادية” تؤدي إلى “تضخم هائل”، مطالبًا بتشكيل حزب سياسي جديد يعارض السياسات الاقتصادية الحالية، وألمح إلى تسمية الحزب الجديد بـ”حزب أمريكا”.
ورد ترامب بشدة خلال تصريحات إعلامية وعلى منصته “Truth Social”، مهاجمًا ماسك ومشككًا في ولائه السياسي، مشيرًا إلى أن شركاته استفادت تاريخيًا من دعم حكومي واسع النطاق. وكتب ترامب: “إيلون موسك ليس أكثر من مستفيد من أموال دافعي الضرائب… ربما حان الوقت لننظر في وضعه كمواطن أيضًا”، في تهديد ضمني وصفه مراقبون بأنه يحمل نبرة “ترحيل رمزي”.
كما ألمح ترامب إلى تحريك “وزارة كفاءة الحكومة” (DOGE)، التي أسسها في عهده لتقليص الهدر في الإنفاق الحكومي، لمراجعة عقود الشركات التابعة لماسك، وعلى رأسها سبيس إكس، التي تعد من أكبر المتلقين للعقود الفيدرالية في مجالي الفضاء والدفاع.
ورد ماسك عبر منصة “إكس” (تويتر سابقًا) قائلًا: “من المغري التصعيد… مغرٍ جدًا… لكنني سأمتنع الآن”، مشيرًا إلى استعداده للرد في حال استمرار التصعيد السياسي ضده.
وقد انعكس الخلاف سريعًا على أسواق المال، إذ تراجعت أسهم شركة تسلا بنسبة 6% صباح الاثنين، في ظل مخاوف المستثمرين من تأثير سياسي مباشر على مستقبل العقود والدعم الفيدرالي.
ويأتي هذا التوتر في وقت حساس، إذ يستعد ترامب لخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة، فيما يتزايد ظهور ماسك كلاعب سياسي محتمل ذي نفوذ واسع، خاصة في أوساط الجمهوريين والشباب التقنيين.
ويخشى مراقبون من أن يتحول الخلاف إلى سابقة سياسية توظف فيها سلطة الدولة للضغط على رجال الأعمال المعارضين للخط الاقتصادي السائد، ما قد يخلق بيئة سياسية واقتصادية مشحونة بشدة مع اقتراب موسم الانتخابات.