علامات الحمل في الشهر الثاني: دليل شامل لما يمكن توقعه في بداية رحلة الأمومة

علامات الحمل في الشهر الثاني: دليل شامل لما يمكن توقعه في بداية رحلة الأمومة

أعراض الحمل في الشهر الثاني قد تكون نقطة التحول الفعلية التي تشعر من خلالها المرأة بأن داخلها حياة تنمو وتتطور، حتى وإن لم تكن التغيّرات الخارجية ظاهرة بشكل واضح بعد.

ومع دخول الأسبوع الخامس وحتى نهاية الأسبوع الثامن من الحمل، تبدأ علامات الحمل بالوضوح تدريجيًا، جسديًا ونفسيًا، وهو ما يدفع كثيرًا من النساء للبحث عن تفسير لكل ما يمر بهن في تلك المرحلة المبكرة من الحمل.

أعراض الحمل في الشهر الثاني

في هذا التقرير، نستعرض أبرز أعراض الحمل في الشهر الثاني، ونوضح الأسباب الطبية وراءها، ونقدّم نصائح مهمة للتعامل معها، في محاولة لتوفير مرجع آمن وموثوق لكل حامل في هذه المرحلة الحساسة.

الغثيان والقيء.. العرض الأكثر شيوعًا 

يُعد الغثيان – أو ما يُعرف بغثيان الصباح – من أبرز أعراض الحمل في الشهر الثاني.

ورغم أن اسمه يوحي بأنه يحدث فقط صباحًا، إلا أن الحقيقة أن الغثيان قد يلاحق الحامل في أي وقت من اليوم.

يحدث هذا نتيجة ارتفاع مستويات هرمون الحمل (HCG)، وتكون أكثر النساء عرضة له بين الأسبوع السادس والثامن.

نصيحة طبية

تناولي وجبات خفيفة متكررة، وابتعدي عن الروائح القوية أو الأطعمة الدسمة، واحتفظي ببعض المقرمشات بجانب السرير لتناولها فور الاستيقاظ.

التعب والإرهاق.. جسمكِ يعمل لخلق حياة 

من الطبيعي جدًا أن تشعري بالتعب والإرهاق الشديد في الشهر الثاني من الحمل.

فالجسم يبذل مجهودًا ضخمًا لدعم نمو الجنين وتشكيل المشيمة، مع تغيرات هرمونية تؤثر على طاقتكِ.

ويوجد أعراض مرتبطة مثل النعاس الزائد، انخفاض ضغط الدم أحيانًا، والحاجة للنوم في أوقات غير معتادة.

نصيحة طبية: احرصي على الراحة، ونظّمي أوقات نومكِ، ولا تترددي في أخذ قيلولة عندما تشعرين بالحاجة لذلك.

كثرة التبول.. مؤشر صحي ولكن مزعج 

زيادة عدد مرات التبول تُعد من أعراض الحمل في الشهر الثاني، وتحدث بسبب زيادة حجم الدم في الجسم، ما يؤدي إلى عمل إضافي للكليتين، وبالتالي إنتاج بول أكثر. بالإضافة إلى أن الرحم يبدأ في النمو ويضغط على المثانة.

متى تستشيرين الطبيب؟ إذا شعرتِ بحرقة أثناء التبول أو لاحظتِ وجود رائحة غير طبيعية، فقد يشير ذلك إلى عدوى بولية.

تغيرات في الثديين.. استعداد مبكر للرضاعة 

تلاحظ الحامل في الشهر الثاني أن الثديين يصبحان أكبر حجمًا، أكثر حساسية، وربما تظهر بعض الأوردة الزرقاء، كذلك تبدأ الهالة المحيطة بالحلمة في الاسمرار تدريجيًا.

هذه التغيرات نتيجة لارتفاع هرموني الإستروجين والبروجسترون، وهي استعداد طبيعي للجسم لمرحلة الرضاعة لاحقًا.

تقلبات المزاج.. نتيجة الهورمونات لا الشخصية 

تعاني معظم الحوامل في هذه المرحلة من تقلبات مفاجئة في المزاج، تتراوح بين الفرح المفاجئ والحزن أو القلق بدون سبب واضح.

وتُعد هذه من أعراض الحمل في الشهر الثاني الشائعة، بسبب التغيرات الهرمونية الحادة.

نصيحة صحفية: حاولي ألا تُشعري نفسكِ بالذنب تجاه هذه المشاعر، واطلبي الدعم العاطفي من الشريك أو الأصدقاء المقربين.

الإفرازات المهبلية وتشنجات الحوض.. ما الطبيعي منها؟ 

تُعد الإفرازات المهبلية البيضاء أو الشفافة طبيعية تمامًا في بداية الحمل، طالما لم تكن ذات رائحة كريهة أو مصحوبة بحكة.

أما عن آلام الحوض الخفيفة أو التشنجات، فهي غالبًا نتيجة لتمدد الأربطة المحيطة بالرحم.

ولكن في حال كانت الآلام شديدة أو مصحوبة بنزيف، يجب مراجعة الطبيب فورًا.

مشكلات الجهاز الهضمي.. من حرقة المعدة إلى الإمساك 

تعاني بعض النساء من حرقة المعدة بسبب ارتخاء عضلات المعدة والمريء بفعل هرمون البروجسترون، ما يؤدي إلى عودة الأحماض للمريء. كذلك قد تصاب الحامل بالإمساك نتيجة بطء حركة الأمعاء.

نصيحة طبية: زيدي من شرب المياه، وتناولي الألياف والخضروات، وقللي من الأطعمة الدهنية أو الحارة.

الوحام.. بين شغف الطعام والنفور منه 

رغبة ملحة في تناول المانجو؟ أو نفور غير مبرر من رائحة القهوة؟ هذا هو الوحام الذي يبدأ في الظهور غالبًا خلال الشهر الثاني من الحمل.

هذه الحالة قد ترتبط بالاحتياجات الغذائية أو الهرمونات، وتختلف من سيدة لأخرى.

ضيق التنفس وتشنجات الساق.. هل هي خطيرة؟ 

في بعض الحالات، تبدأ الحامل بالشعور بضيق طفيف في التنفس، خصوصًا أثناء النوم.

ويُعزى ذلك لارتفاع هرمون البروجسترون الذي يؤثر على الجهاز التنفسي.

أما تشنجات الساق، فهي عرض معروف، خصوصًا أثناء الليل، وقد تكون بسبب نقص في الكالسيوم أو البوتاسيوم.

متى يجب القلق؟ 

رغم أن معظم أعراض الحمل في الشهر الثاني طبيعية، إلا أن هناك إشارات تستدعي استشارة فورية لطبيب النساء، مثل:

نزيف مهبلي ولو كان بسيطًا.

آلام حادة في البطن أو الحوض.

غثيان مستمر يعيق تناول الطعام أو السوائل.

حمى أو قشعريرة.

كلمة أخيرة.. خذي الأمر ببساطة فأنتِ تصنعين الحياة 

الشهر الثاني من الحمل هو البداية الحقيقية لمشوار طويل ومليء بالتغيرات. بعض الأعراض ستكون مزعجة، والبعض الآخر سيكون دافعًا للبهجة، لكن الأهم هو أن تستمعي لجسدك، وتتابعي مع طبيبك بانتظام، وتحافظي على صحتك الجسدية والنفسية.

تذكري أن كل حمل فريد، وأن تجربة كل امرأة مختلفة. فلا تقارني نفسكِ بالأخريات، وركزي فقط على ما يجعل رحلتك أكثر أمانًا وطمأنينة.