يوم عاشوراء في القرآن: إنقاذ موسى وهلاك فرعون

مع بداية العام الهجري و تحديدا في العاشر من شهر الله المحرم تجدد في قلوب المسلمين ذكرى عظيمة تتجاوز حدود الزمان والمكان إنها ذكرى يوم عاشوراء.
يوم ليس كغيره من الأيام، حيث يحمل في طياته نجاة وكرامة لنبي من أولي العزم موسى عليه السلام وقومه من قبضة أعتى طاغية عرفه التاريخ فرعون مصر.
ورغم أن اسم “عاشوراء” لم يرد لفظا في القرآن الكريم، فإن قصته و وقائعه وردت بأبلغ تصوير وأعمق دلالة في العديد من السور لتكون شاهدة على قدرة الله ونصره لعباده المؤمنين و هزيمته للظالمين مهما بلغت قوتهم.
فيما يلي يستعرض لكم موقع الحرية في السطور التالية البعد القرآني ليوم عاشوراء ويكشف كيف خلدت آيات الله لحظة فارقة في مسار الرسالات السماوية.
عاشوراء في القرآن الكريم
لم يذكر اسم “عاشوراء” صراحة في القرآن الكريم لكنه ارتبط بأحد أعظم المشاهد القرآنية التي تجلت فيها قدرة الله تعالى وعدله، حين أنجى نبيه موسى عليه السلام ومن آمن معه من ظلم فرعون ، وقد خلد القرآن هذا الحدث في مواضع متعددة، أبرزها قوله تعالى:”فأوحينا إلى موسى أن اضرب بعصاك البحر فانفلق فكان كل فرقٍ كالطود العظيم” (سورة الشعراء، الآية 63)
وفي آيات أخرى، تتكرر الإشارة إلى فرعون وتجبره، وإلى معجزة شق البحر التي وقعت في هذا اليوم:“وإذ فرقنا بكم البحر فأنجيناكم و أغرقنا آل فرعون وأنتم تنظرون” (سورة البقرة، الآية 50)
هذه الآيات تظهر مدى عظمة ما وقع في هذا اليوم وهو يوم من أيام الله التي يذكر بها عباده بسننه في الكون ونصره لعباده المؤمنين.
عاشوراء في السنة النبوية
عندما قدم النبي محمد ﷺ المدينة وجد اليهود يصومون يوم عاشوراء، فقال:“ما هذا؟” فقالوا: “هذا يوم صالح، هذا يوم نجّى الله بني إسرائيل من عدوهم، فصامه موسى” فقال النبي ﷺ: “فأنا أحق بموسى منكم“، فصامه وأمر بصيامه. (رواه البخاري ومسلم)
وهذا يدل على عمق الارتباط بين الرسالات السماوية في تجديد ذكرى النصر الإلهي، وعلى أهمية الشكر لله بصيام هذا اليوم.
يوم عاشوراء عبرة لكل زمان
يمثل يوم عاشوراء درسا خالدا في أن الظلم لا يدوم وأن الله ناصر لعباده الصالحين مهما اشتد الطغيان، كما يبعث في النفوس الأمل في الفرج بعد الشدة، ويحفز المسلمين على مراجعة أنفسهم والتمسك بالصبر والحق.
و رغم أن القرآن لم يذكر اسم “عاشوراء” بشكل صريح، إلا أن أحداثه خُلدت فيه كعلامة فارقة في تاريخ الأنبياء، وكمثال حيّ على رحمة الله ونصره.