استشاري نفسي تشرح لـ”الحرية” مخاطر الإفراط في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي على الصحة النفسية للمراهقين

أوضحت دكتور إيمان عبدالله، استشاري العلاج الأسري والنفسي، خطورة الإفراط في استخدام الهواتف المحمولة والتعرض للسوشيال ميديا على الصحة النفسية للمراهقين، مشيرة إلى أن هذه الظاهرة باتت تهدد التوازن النفسي والعلاقات الاجتماعية في سن حساس يتشكل فيه الوعي والهوية الذاتية.
الاستخدام المفرط ومخاطره على الصحة النفسية
أكدت دكتور إيمان عبد الله في تصريح خاص لـ”الحرية”، أن التعرض المفرط للشاشات ومواقع التواصل من قبل المراهقين يؤدي إلى اضطرابات نفسية مثل القلق، الاكتئاب، ضعف التركيز، قلة النوم، والعزلة الاجتماعية.
وأضافت أن كثيراً من المراهقين يتعرضون للتنمر الإلكتروني من خلال هذه الوسائل، وهو ما ينعكس سلباً على ثقتهم بأنفسهم وقد يؤدي إلى أفكار انتحارية في بعض الحالات.
السوشيال ميديا عالم افتراضي لا يمثل الواقع
أشارت عبد الله، إلى أهمية توعية المراهقين بأن السوشيال ميديا ليست واقعًا حقيقيًا، بل مجرد عالم افتراضي يعكس هوية رقمية لا تعبّر بالضرورة عن الحقيقة.
فالكثير من المحتوى المقدم على هذه المنصات يكون موجّهًا ومنتقى، وقد يعطي انطباعًا زائفًا عن حياة الآخرين، مما يسبب الإحباط والشعور بالنقص لدى من يقارِن نفسه بهم.
الحاجة لتحديد وقت الشاشة ومحتواها
وشددت دكتور عبد الله، على ضرورة وضع ضوابط لاستخدام الهواتف الذكية، خصوصًا في أوقات ما قبل النوم، حيث يُفضل التوقف عن استخدام الهاتف قبل ساعتين على الأقل من الخلود للنوم.
كما نصحت باختيار محتوى مفيد ومراقبة ما يتابعه المراهق، تجنبًا لأي تأثيرات نفسية أو فكرية سلبية.
بدائل إيجابية تعزز الصحة النفسية
طرحت الاستشارية النفسية عددًا من البدائل التي يمكن أن تحل محل إدمان السوشيال ميديا، مثل ممارسة الرياضة، والهوايات المختلفة، والانخراط في الأنشطة الجماعية التي تساعد على إفراز هرمونات السعادة بصورة طبيعية.
كما أوصت بضرورة الاشتراك في الدورات التدريبية والأنشطة المفيدة للمراهقين، لتقوية مهاراتهم الاجتماعية والنفسية.
دور الأسرة في الدعم والاحتواء
أوضحت دكتور إيمان أن المشكلة لا تكمن في وجود السوشيال ميديا نفسها، بل في “الاستخدام الخاطئ” لها.
لذلك دعت إلى تعزيز العلاقات الأسرية، والتواصل المستمر بين الأهل والمراهقين، وتشجيعهم على المشاركة في أنشطة واقعية خارج الشاشات. كما شددت على أهمية اللجوء إلى الطبيب النفسي عند ظهور مؤشرات اضطراب نفسي لدى الأبناء.
تشوهات الهوية والمقارنة السامة
لفتت الانتباه إلى أن معظم المراهقين يمرّون بتشوهات في هويتهم النفسية بسبب اعتمادهم على “التريندات” وتقليد النماذج المنتشرة على المنصات الاجتماعية، سواء كانت هذه النماذج مناسبة أو لا.
فالتركيز على الأشخاص والمظاهر بدلًا من الأفكار أو المحتوى، يؤدي إلى شعور بعدم الرضا، واغتراب الذات، وهشاشة في التكوين النفسي.
ختامًا، وجهت دكتور إيمان عبدالله رسالة واضحة: “السوشيال ميديا قد تكون أداة للبناء أو للهدم، وكل ذلك يتوقف على طريقة استخدامها”.
لذا فإن التوازن، والرقابة الواعية، والدعم الأسري، عوامل رئيسية لحماية المراهق من الانزلاق إلى دوامات نفسية خطيرة.
اقرأ أيضا: استشاري نفسي توضح لـ«الحرية» نصائح هامة لدعم طلاب الثانوية العامة 2025 قبل بدء الامتحانات