الطريق الإقليمي في المنوفية: مسار قاتل مستمر مع سقوط العديد من الضحايا والمسؤولين في عطلة

منذ افتتاحه قبل سنوات، لم يتحول الطريق الإقليمي بالمنوفية، إلى شريان حياة كما خطط له، بل صار معروفا لدى الأهالي بـ”طريق الموت”، نتيجة سلسلة مستمرة من الحوادث الدامية التي حصدت أرواح عشرات المواطنين، كان آخرها صباح الجمعة 27 يونيو 2025، حيث لقي 19 شخصا مصرعهم في تصادم مروع بين سيارة نقل وميكروباص.
مشروع طموح تحول إلى خطر دائم
افتتحت الحكومة الطريق الإقليمي ضمن مشروع قومي ضخم عام 2018 ليربط بين المحافظات، ويخفف الزحام عن الطرق الداخلية، وخاصة الطريق الزراعي، ويمر جزء منه عبر محافظة المنوفية، خاصة في نطاق مركز أشمون.
ورغم أهمية المشروع من الناحية المرورية، إلا أن البنية التحتية غير الكافية، وغياب الرقابة المرورية، وانعدام الإنارة والإرشادات الواضحة، حولته إلى مسرح دائم للحوادث.
أرقام سوداء على الأسفلت
منذ تشغيله، سجلت عشرات الحوادث الكبرى على الطريق الإقليمي بالمنوفية، منها «حادث في 2020 أودى بحياة 14 عاملًا في تصادم مع سيارة نقل.
كما شهد الطريق تصادما مأساويا في 2022 أسفر عن وفاة 9 طلاب جامعيين أثناء عودتهم من الكلية.
ليستيقظ اليوم أهالي مركز أشمون على الحادث الأفظع حتى الآن، والذي وصل عدد ضحاياه إلى 19 قتيلا بينهم أطفال وعمالة يومية.
صوت الأهالي لا يصل المسؤولين.. ووعود بلا تنفيذ
رغم تكرار الكوارث، طالب الأهالي مرارا عبر وسائل الإعلام وصفحات التواصل بتركيب مطبات تهدئة، وتشغيل كاميرات رادارية، وتكثيف الدوريات المرورية، وإضاءة الطريق لكن على الأرض لم تتغير الصورة كثيرا.
وفي استغاثة لأحد الأهالي عبر وسائل التواصل الاجتماعي قال: “هذا الطريق لا يرحم، ونحن لا نملك غير الدعاء كلما خرج أولادنا عليه”.
ورفع العشرات من الأهالي مطالب عاجلة للحكومة عبر المحافظة وغيرها من المؤسسات، شملت المطالبة بنشر رادارات للسرعة الفورية، وتركيب إنارة بطول الطريق، وتثبيت لوحات تحذيرية، ورقابة مرورية على مدار الساعة، وتحديد مسارات آمنة لعبور المشاة أو العربات البطيئة.
فلم يعد الطريق الإقليمي مجرد بنية تحتية ناقصة، بل قضية حياة أو موت، ولكن إلى متى يبقى الطريق القاتل مفتوحا بلا حلول، والأرواح تحصد بصمت؟.