راغب علامة يتألق في مهرجان موازين ويثير الجدل بسبب “الحلم العربي”

يعود راغب علامة، النجم اللبناني، ليتصدر العناوين مجددًا، وهذه المرة من بوابة مهرجان “موازين – إيقاعات العالم” في المغرب، حيث أحيا حفلًا أسطوريا أمام جمهور تجاوز 150 ألف متفرج، مقدمًا واحدة من أقوى حفلات المهرجان هذا العام.
ولكن التألق الفني لم يكن هو الحدث الوحيد؛ إذ أطلق علامة تصريحًا مثيرًا للجدل حول أوبريت “الحلم العربي”، فتح عليه باب النقد من كبار صناع الأغنية العربية.
راغب علامة يشعل مسرح النهضة.. إقبال جماهيري غير مسبوق
شهدت العاصمة المغربية الرباط ليلة استثنائية مع نجم الأغنية اللبنانية راغب علامة، الذي أحيا حفله ضمن فعاليات مهرجان “موازين – إيقاعات العالم” على مسرح النهضة، وسط حضور جماهيري ضخم وصفه المنظمون بأنه الأكبر منذ انطلاق الدورة الحالية للمهرجان.
ووفقًا لما أعلنته إدارة المهرجان، فقد تجاوز عدد الحضور 150 ألف متفرج، في رقم قياسي لم يسبق تسجيله في الفعاليات السابقة، ما يعكس الشعبية الكبيرة التي يتمتع بها علامة في أوساط الجمهور المغربي والعربي عمومًا.
تفاعل كبير مع أشهر أغاني راغب علامة
افتتح راغب علامة حفله بأغنيته الشهيرة “نسيني الدنيا” التي ردّدها معه الجمهور بصوت واحد، لتكون مقدمة لحفلة صاخبة امتدت لساعات.
كما قدم باقة من أبرز أعماله القديمة والجديدة مثل “مغرم يا ليل”، و”أنا اسمي حبيبك”، و”اللي باعنا”، بالإضافة إلى أحدث أغانيه “ترقيص”، والتي أشعلت الحماس بين الجمهور.
تميز أداء علامة بالحيوية وخفة الظل، حيث تفاعل مع الجمهور بشكل مباشر، وصعد عدد من معجبيه إلى المسرح لالتقاط صور تذكارية، ما أضفى على الحفل طابعًا إنسانيًا قريبًا من القلوب.
تكريم راغب علامة في السفارة اللبنانية بالمغرب
لم يقتصر نجاح راغب علامة على الحفل وحده، بل امتد ليشمل تكريمًا رسميًا في السفارة اللبنانية بالمغرب، حيث استقبله السفير زياد عطا الله، وأشاد بدوره في تمثيل الأغنية اللبنانية والهوية الثقافية للبنان في المحافل الدولية.
وأكد السفير أن علامة لا يمثل فقط فنانًا ناجحًا، بل سفيرًا حقيقيًا للثقافة اللبنانية، مشيدًا بتاريخه الطويل والمشرف في صناعة الموسيقى.
راغب علامة يفتح النار على أوبريت “الحلم العربي”
وسط زخم النجاح الفني، فجّر راغب علامة جدلًا واسعًا خلال مقابلة صحفية، حين وصف أوبريت “الحلم العربي” بأنه “عمل تجاري”، ما أثار موجة انتقادات حادة من الوسط الفني، وعلى رأسهم السيناريست مدحت العدل، مؤلف كلمات الأوبريت الشهير.
وأكد علامة في تصريحاته أن الأوبريت رغم مشاركته عددًا كبيرًا من نجوم العالم العربي، فإنه لم يلامس مشاعره ولم يجد فيه العمق الفني الكافي، معتبرًا أنه “مُصنّع بعقلية تجارية”.
مدحت العدل يرد على راغب علامة: “هذا عمل من قلب عربي”
لم يتأخر رد مدحت العدل، إذ عبّر عن استيائه من تصريحات راغب علامة، مؤكدًا أن كلمات “الحلم العربي” خرجت من قلبه، وتجسّد وجدان الأمة العربية تجاه القضية الفلسطينية.
وأوضح العدل أن الأوبريت ليس تجاريًا بمعناه السلبي، بل يحمل رسالة أدبية وفنية وإنسانية عميقة.
وأضاف العدل: “كتبت هذا العمل وأنا مؤمن بالقضية، مؤمن بوحدة الصف العربي، وقد شارك فيه كبار الفنانين من كل الدول العربية، فهل يمكن وصفه بالسطحية؟”
تصريحات العدل فتحت بابًا واسعًا من التضامن على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث دافع كثيرون عن الأوبريت، معتبرين أنه شكل جزءًا من ذاكرة الجيل العربي في مطلع الألفية.
تفاعل واسع على مواقع التواصل.. جمهور راغب علامة ينقسم
ما إن انتشرت تصريحات راغب علامة حول “الحلم العربي” حتى ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بالتعليقات.
البعض دافع عن حقه في إبداء رأيه الفني، بينما اعتبر آخرون أن توقيت التصريح لم يكن مناسبًا، خاصة وأن المنطقة العربية تمر بظروف سياسية وإنسانية تتطلب التكاتف، لا التشكيك في رموز التضامن الفني.
ورغم الجدل، لم ينكر كثيرون أن علامة يتمتع بجماهيرية كاسحة، وقدرة فريدة على إثارة التفاعل، سواء على المسرح أو في الإعلام، وهو ما يُحسب له كفنان استطاع الحفاظ على مكانته لعدة عقود.
راغب علامة.. مسيرة فنية ممتدة ومليئة بالنجاحات
بدأت مسيرة راغب علامة الفنية في ثمانينيات القرن الماضي، وحقق خلالها نجاحات متتالية جعلته من أبرز نجوم الغناء العربي.
ومن أشهر محطاته الغنائية: “قلبي عشقها”، و”سهروني الليل”، و”طب ليه”، بالإضافة إلى مشاركته كعضو لجنة تحكيم في برامج اكتشاف المواهب مثل “Arab Idol” و”The X Factor”.
وعلى مدار مسيرته، حصد راغب علامة عشرات الجوائز، وشارك في أهم المهرجانات العربية والعالمية، وما يزال يحافظ على بريقه وتواصله مع الأجيال الجديدة عبر الأغاني الشبابية والتفاعل الرقمي.
راغب علامة في قلب المشهد الفني
لا شك أن راغب علامة يبقى اسمًا راسخًا في المشهد الفني العربي، يجيد الجمع بين التألق الفني والإثارة الإعلامية.
حفله الأخير في المغرب، وتصريحاته الجريئة حول الأوبريت، أعادته بقوة إلى واجهة الأحداث، مؤكدًا أن اسمه لا يزال قادرًا على تصدّر التريند واحتلال صدارة محركات البحث.