صمت الشارع المصري قبل انتخابات البرلمان.. ومواطنون يقولون لـ«الحرية»: «أصواتنا لا تُحدث فرقاً، والنواب يعملون لمصالحهم الشخصية»

رغم أن ماراثون انتخابات البرلمان 2025 لم يبدأ بعد، إلا أن حالة من الفتور الشعبي تخيم على المشهد العام، وسط مؤشرات متزايدة على عزوف محتمل من قطاعات واسعة من المواطنين عن المشاركة في هذا الاستحقاق الدستوري، الذي يُفترض أنه يُعبّر عن الإرادة الشعبية ويُجدد الدماء التشريعية للدولة المصرية.
صمت في الشارع المصري قبل انتخابات البرلمان 2025
ففي الشوارع، والمقاهي، وكذلك على منصات التواصل الاجتماعي، وحتى بين المثقفين، يسود صمت لا يناسب الجو المعتاد قبل أي انتخابات برلمانية سابقة، ويُعتقد أن الصناديق هذه المرة قد لا تواجه فقط سؤال: “من سيفوز؟” بل قد تواجه سؤالًا آخر وهو”هل سيذهب الناس للتصويت؟”.
وفي هذا التحقيق، يرصد موقع “الحرية” مبكرًا صمت الشارع وأصوات الناخبين، ونبحث عن الأسباب التي جعلت الكثيرين أعلنوا صراحة أنهم عازفين عن الانتخابات هذه الدورة.
في أحد شوارع محافظة سوهاج، وبداخل قهوة شعبية مزدحمة، دار هذا الحوار البسيط بين شابين، إذ قال أحدهما: “سمعت إن فيه انتخابات برلمان قريب؟”، ليرد الآخر: “أيوة سمعت بس ودة هيفرقلي في إيه”،هذه الجمل العابرة لخصت المزاج السائد لدى شريحة واسعة من المواطنين قبل أشهر قليلة من انطلاق انتخابات البرلمان 2025.
مواطن مصري: النواب ضيوف انتخابات
يقول عادل. أ أحد سكان محافظة سوهاج في حديثه لـ “الحرية” “أنا بشتغل في الحكومة بقالى 35 سنة، وانتخبت في كل دورة من أيام ما كان فيه طوابير طويلة والناس متحمسة، لكن مع الوقت، حسيت إن كل اللي كنا بنصدقه طلع وهم، والنائب اللي كنا بنعلق عليه آمالنا بيمشي أول ما يكسب، ويفضل ساكت 5 سنين”.
وتابع: “بنعاني من نفس المشاكل في الخدمات والمرافق والأسعار والرعاية الصحية بقالنا أكنرمن 20 سنة،ومفيش حاجة اتغيرت، والثابت الوحيد أن النواب فيكل مرة بيكونو ضيوف انتخابات، بيختفو وبيرجعو بعد 5 سنين”.
وأكمل: “الناس مش هتتحرك غير لما تشوف الفعل قبل الكلام، كفاية شعارات. إحنا محتاجين نائب من الشارع، مش من الصور والبنرات، ولو الانتخابات الجاية شبه اللي فاتت، يبقى مافيش داعي أضيع وقتي”.
مواطن: النواب بيشتغلوا على مصالحهم الخاصة
ويقول محمد. ع أحد سكان منطقة المعادي في حديثه لـ”الحرية: “أنا بصراحة مش مهتم بالانتخابات خالص، دايمًا بيكون فيه وعود كتيرة قبل الانتخابات وبعدها كل حاجة بتتوقف، أنا عندي محل صغير وبعاني من مشاكل كتير في التصاريح والضرائب، بس مفيش حد يسمعني”.
وأضاف: “المسؤولين مش بيركزوا على مشاكل الناس العادية والنواب بيشتغلوا لمصالحهم الخاصة أو مصالح الناس الكبار، ولو النواب فعلاً بيشتغلوا من أجل الناس، كان زمان شفنا حاجة مختلفة، لكن للأسف، الواقع غير كده، وده بيخلي الناس تبعد عن الانتخابات وتفقد الأمل في التغيير”.
ربة منزل: الوعود بتفضل في الهواء
وتقول منى ع من الشرقية في حديثها لـ “الحرية””أنا مش مهتمة بالانتخابات أصلًا، لأنه مفيش حد بيسمع لينا، ودايمًا بنشوف نفس الوجوه، والوعود بتفضل في الهواء”.
وأضافت:”بالنسبة لي، الانتخابات حاجة معقدة ومش مفهومة، ومش عارفة هتغير إيه في حياتنا اليومية، أنا عندي أطفال ومسؤوليات، ومعنديش وقت أضيعه في حاجة ممكن ما تفيدنيش”.
مواطن: المواطن لازم يبقى واثق إن صوته هيوصل
ويقول محمد س من محافظة سوهاج في حديثه لـ “الحرية” “المشكلة مش في الانتخابات نفسها، المشكلة في اللي بيحكموا بعد كده، الناس دايمًا بتصوت وبعدين النتيجة بتكون زي ما كانت، مفيش تغيير حقيقي”.
وتابع:”البرلمان لازم يكون ليه دور واضح ويشتغل على تحسين مستوى الحياة مش بس حضور جلسات ومناقشات ما لهاش قيمة ملموسة”.
وأضاف: “أنا شايف إن المواطن لازم يبقى واثق إن صوته هيوصل لصناع القرار، وده مش حاصل دلوقتي، عشان كده الناس بتميل للابتعاد عن الانتخابات”.
ربة منزل: مش بحس إن الانتخابات دي هتغير حاجة
وتقول أشرقت م من محافظة المنوفية في حديثها مع “الحرية”: “مش بحس إن الانتخابات دي هتغير حاجة، لأن كل اللي بيطلعوا بيركزوا على الوعود الكبيرة اللي مش بينفذوها في النهاية”.
وأضافت: “كمان في ناس كتير حواليا مش فاهمة كويس نظام الانتخابات والمرشحين، وده بيخليهم يحجموا عن المشاركة، وأنا شايف إن لازم يكون في توعية أكتر للناس قبل الانتخابات، عشان يعرفوا أهمية صوتهم ويشاركوا بفعالية”.
اقرأ أيضًا: حزب المحافظين يناقش استعداداته لانتخابات البرلمان 2025 في اجتماع الهيئة التشريعية