حكم صيام شهر المحرم: ما هو فضل الصيام فيه وهل يُسمح بصيامه بالكامل؟

حكم صيام شهر المحرم: ما هو فضل الصيام فيه وهل يُسمح بصيامه بالكامل؟

يُعد شهر المحرم من أعظم شهور السنة الهجرية، فهو أولها وأحد الأشهر الحُرم التي عظّمها الله في كتابه، كما ورد فيه فضل خاص للصيام جعله في مرتبة متميزة بعد صيام رمضان. وتوضح دار الإفتاء المصرية وجمهور العلماء حكم صيام هذا الشهر ودرجات فضله.

حكم الصيام في شهر المحرم

فضل شهر المحرم في الإسلام

شهر المحرم أحد الأشهر الأربعة الحُرم التي نهى الله فيها عن القتال وحث فيها على الطاعة، وهي: ذو القعدة، وذو الحجة، ومحرم، ورجب. وقد جاء في قوله تعالى:

«إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا… مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ» [التوبة: 36]

ويعتبر شهر المحرم أفضل الأشهر الحُرم من حيث الأجر في الصيام، وهو ما أكده النبي ﷺ في الحديث الصحيح.

حديث النبي عن فضل صيام المحرم

روى الإمام مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله ﷺ قال: «أفضلُ الصيامِ بعد رمضانَ شهرُ اللهِ المُحرَّمُ»

ويُستفاد من هذا الحديث أن صيام المحرم كله مستحب ومندوب، لما فيه من زيادة في الأجر والثواب، وهو صيام تطوع لا فريضة، إلا ما يُخصص منه كصيام يوم عاشوراء.

شهر المحرم
دار الإفتاء المصرية

دار الإفتاء المصرية توضح حكم صيام شهر المحرم كاملًا

أوضحت دار الإفتاء المصرية أن من أراد صيام شهر المحرم كله، فلا حرج عليه شرعًا، بل يُثاب على ذلك، لأن الصيام فيه مندوب ومحبب، بل هو أفضل الصيام بعد رمضان، كما ورد في الحديث.

وجاء في فتوى رسمية لدار الإفتاء: “من أراد صيام شهر المحرم كاملًا فلا حرج عليه؛ لأن الصيام فيه مندوب، وكذا بقية الأشهر الحرم، وأفضلها المحرم؛ لقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «أفضلُ الصِّيَامِ بعدَ شهرِ رمضانَ شهرُ اللهِ المُحرَّمُ» أخرجه مسلم.”

وبذلك فإن صيام أيام شهر المحرم  كلها أو بعضها  من السنن المحببة التي يُثاب عليها المسلم، ولا يُكره فيها الصيام مطلقًا، بل يُحث عليه.

هل الأفضل صيامه كاملًا أم بعضه فقط؟

بحسب جمهور العلماء، فإن صيام المحرم كاملًا جائز ومستحب، لكن الأفضل من حيث الثواب والتركيز النبوي هو يوم عاشوراء (10 محرم)، والذي يُستحب صيامه مع يوم قبله (تاسوعاء  9 محرم)، أو يوم بعده (11 محرم).

لكن الحديث الوارد عن فضل صيام المحرم يُشير إلى الشهر كله، لذلك من صامه كاملًا أو أكثره ينال أجرًا عظيمًا، وهو ما أشار إليه ابن رجب الحنبلي وغيره من علماء السلف.

اقرأ أيضا: هل يجوز للمرأة أداء الحج دون محرم؟.. أحد علماء الأزهر يوضح لـ«الحرية»