فلسطيني الهوية وعالمي النظرة.. زهران ممداني يسعى لتحقيق طموحاته في قيادة نيويورك

كتبت: إيمان صبري
في سابقة سياسية لم تعرفها نيويورك من قبل، صعد اسم النائب التقدمي «زهران ممداني» ليتصدر المشهد، بعد فوزه المفاجئ بترشيح الحزب الديمقراطي لمنصب عمدة المدينة الأقوى في الولايات المتحدة، «نيويورك»، شاب مسلم من أصول فلسطينية وهندية، يواجه اللوبيات السياسية الكبرى بلا خوف، فهل تكتب نيويورك التاريخ وتمنح عاصمتها الاقتصادية وجهًا جديدًا من الهامش إلى قلب السلطة؟ وهل يصبح زهران أول عمدة فلسطيني الهوى في تاريخ المدينة متعددة الثقافات؟
ويرصد موقع الحرية في التقرير التالي أبرز المعلومات عنه..
نشأة زهران ممداني
وُلد في كامبالا، ويبلغ من العمر 33 عاماً، من أصول هندية ويعتنق الإسلام، وهو حالياً نائب في ولاية نيويورك عن منطقة كوينز، تلقّى تعليمه في Bronx High School of Science.
حصل على شهادة في الدراسات الإفريقية من Bowdoin College عام 2014، حيث أسّس أول فرع لحركة «طلاب من أجل عدالة فلسطين».
بداياته السياسية والمسيرة العملية
عمل كمستشار لمكافحة الإخلاء في كوينز، وأدى ذلك إلى انخراطه في السياسة بعد أن رأى أثر السياسات على المجتمعات الضعيفة، عمل ناشطاً في سياسة العدالة الاشتراكية الديمقراطية منذ عام 2017، وانتُخب لأول مرة في مجلس ولاية نيويورك عام 2020 عن الدائرة 36 في كوينز، ونفّذ إضرابًا عن الطعام بهدف إنقاذ سائقي سيارات الأجرة من الديون الثقيلة، وأسهمت الحملة في تحصيل تمويل حكومي يقارب 450 مليون دولار لمشكلتهم.
إنجازاته في المجلس التشريعي
دعم مشاريع تمويل دامجة كرفع الحد الأدنى للأجور إلى 30 دولارًا بحلول 2030، وإنشاء وكالة للإسكان الاجتماعي لبناء وحدات بأسعار مدعومة، ورفع الضرائب على الأغنياء لتمويل خدمات عامة «رعاية أطفال، مواصلات، تعليم عالي مجاني».
يصف إسرائيل بـ«التي تمارس إبادة جماعية» حيال غزة، ويدعم حركة BDS، وكذلك استخدم شعارًا مثيرًا للجدل: «globalize the intifada»، ما أثار موجات انتقاد من شخصيات مثل براد، لاندر، وأندرو، كوومو، ووسط الجاليات اليهودية، وفي المقابل: يشدد على أن الشعار غير داعم للعنف، بل رمز لمطالبة الفلسطينيين بحقوقهم وكرامتهم، لكنه لم يقدم نصيًا يرفض بشكل واضح أي عنف.
فوزه المفاجئ بترشيح الحزب الديمقراطي
أعلن فوزه في ليلة 24 يونيو 2025، بعد انسحاب أندرو كووومو واعترافه بالهزيمة، ما زال عد الأصوات وإعادة توزيع الأصوات بنظام «التصويت الترتيبي» جارياً، لكن الوضع يؤكد تقدمه وجديته كمرشح رئيسي.
برنامج ممداني السياسي
يركّز على دعم الطبقات العاملة والفئات الشابة، ويقدم: تجميد الإيجارات في الوحدات الثابتة السقف، نقل عام مجاني «باصات المدينة»، شبكة سوبرماركت مملوكة للمدينة في كل منطقة، رفع الضرائب على الأثرياء لتمويل الخدمات العامة «رعاية الأطفال، مستوصفات، الخ».
سابقة في تاريخ نيويورك
بفوزه، يقترب ممداني من أن يصبح أول مسلم وأول فلسطيني الأصل يُرشّحَ ديمقراطياً لمنصب عمدة نيويورك.
رغم أن الجنسية الفلسطينية ليست رسمية، إلا أن جذوره العائلية تُصنّفه ضمن فلسطينيي المهجر، ولا يزال النصر في المسار العام أمام مرشحي الحزب وآخرين غير ديمقراطيين مثل إريك آدامز أو كورتيس سليوا، لكنه قطع خطوة تاريخية تمهّد لتغيّر جذري في السياسة المحلية.
زهران ممداني صعد بسرعة بفعل منصة تقدّمية جريئة، وجذبه غضب وإحباط الطبقة الشابة ضد الطبقة السياسية التقليدية، يتمتع أيضاً برمزيات قوية وأنه أول مسلم، أول فلسطيني هندي الأصل، وأصغر مرشح رئاسي في بلدية ضخمة كمدينة نيويورك؛ لكن في مقابل ذلك، يواجه تحديًا برهانيًا لإقناع الناخبين بقدرته على الحكم الفعلية والنزاهة السياسية، وسط رياح معارضة قوية.
وبين طموح التغيير الجذري وسقف التحديات المتشابكة، يقف زهران ممداني عند مفترق تاريخي، إنه ليس مجرد مرشح شاب يحمل برنامجًا تقدمياً، بل قصة صعود لتيار بأكمله يطمح لكسر القوالب التقليدية للسلطة، من المؤكد أن زهران لم يعد مجرد اسم، بل من المرجح أن يكون عنوان للمره القادمة.
التقييم (0 تصنيفات)