قمة الناتو 2025: زيادة غير مسبوقة في الإنفاق الدفاعي في ظل تفاقم التحديات العالمية

كتبت إيمان صبري:
شهدت مدينة لاهاي الهولندية، اليوم، انطلاق أعمال قمة حلف شمال الأطلسي «الناتو» بمشاركة قادة 32 دولة عضوًا، في توقيت بالغ الحساسية على الصعيدين الأوروبي والدولي، وسط تصاعد التوترات الأمنية في أوروبا، والشرق الأوسط، وآسيا.
رفع الإنفاق الدفاعي إلى 5%
وافق قادة الحلف على رفع نسبة الإنفاق الدفاعي إلى 5% من الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2035، في خطوة اعتُبرت تحولًا استراتيجيًا كبيرًا في هيكلة الأمن الجماعي.
وصف الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب القرار بأنه “انتصار كبير”، مؤكدًا أن رفع الإنفاق خطوة طالما دعا إليها منذ سنوات، وستُسهم في تحقيق “توازن عادل” بين أعباء الدول الأعضاء.
التزام بوحدة الحلف والدفاع المشترك
أكّد ترامب التزام بلاده بالمادة الخامسة من ميثاق الناتو، قائلًا: “نحن مع حلفائنا حتى النهاية”.
وشدّد على أن الضربة الأمريكية الأخيرة لإيران “كانت ضرورية لتفادي تهديد نووي وشيك”، مشيرًا إلى أن ما حدث “أوقف الحرب”، دون أن يقدّم تفاصيل إضافية.
ألقى الأمين العام الجديد لحلف الناتو، مارك روته، خطابًا وصف فيه قرار رفع الإنفاق الدفاعي بأنه “ضرورة استراتيجية”، مؤكدًا أن “العالم تغيّر، وتهديدات اليوم لا تُواجه بميزانيات الأمس”.
وأعلن استمرار دعم أوكرانيا بأكثر من 35 مليار يورو، رغم غياب الرئيس زيلينسكي عن الجلسة الرئيسية للقادة، مشددًا على أن “الدفاع عن كييف هو دفاع عن أوروبا”.
مواقف أكثر استقلالية
رأى فريدريك ميرز (ألمانيا) أن هدف 5% ليس إرضاءً لأحد بل استجابة لحاجة دفاعية ملحّة.
واعتبر ألكساندر ستابّ (فنلندا) أن الناتو يتحوّل إلى “حلف أكثر توازنًا ومسؤولية أوروبية”.
ودعا أندريه دودا (بولندا) إلى تعزيز الدفاع على الجبهة الشرقية، مشددًا على أن المادة الخامسة “لا نقاش فيها”.
تطورات البرنامج النووي الإيراني
أكد مارك روته أن الناتو “يتفهم الموقف الأمريكي تجاه إيران”، مضيفًا: “نحن نتابع التصعيد عن كثب، لكن هدفنا هو الردع، لا التصعيد”.
واعتبر أن قصف منشآت نووية إيرانية “جاء لمنع تطوير سلاح نووي”. كما لفت إلى أن “هناك مؤشرات إيجابية في ملف غزة”، دون أن يوضح تفاصيل.
أطلق رافائيل غروسي، مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، تحذيرات بشأن فقدان القدرة التقنية على متابعة برنامج إيران النووي.
وأشار إلى أن “المنشآت لم تعد تخضع للتفتيش الفعلي، وأن إيران أصبحت تملك المعرفة التكنولوجية والقدرات الصناعية، وهو ما يدفع نحو إعادة فتح الملف بالكامل”.