خبير اقتصادي لـ«الحرية»: خطة ترامب في «قمة الناتو» قد تؤثر سلبًا على ميزانيات التعليم والصحة.. والاتحاد الأوروبي يعمل على تحويل التحدي إلى فرصة

خبير اقتصادي لـ«الحرية»: خطة ترامب في «قمة الناتو» قد تؤثر سلبًا على ميزانيات التعليم والصحة.. والاتحاد الأوروبي يعمل على تحويل التحدي إلى فرصة

في تطور لافت أثار جدلاً واسعًا في الأوساط الاقتصادية والسياسية، دعا الرئيس الأميركي دونالد ترامب، خلال مشاركته في قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) اليوم، الدول الأعضاء إلى رفع إنفاقها الدفاعي إلى 5% من الناتج المحلي الإجمالي، في خطوة وصفها مراقبون بأنها ستُحدث تحولات كبيرة في هيكل الموازنات العامة داخل دول الحلف.

وعلّق الخبير الاقتصادي عبد النبي عبد المغني، على هذه الدعوة في تصريحات خاصة لـ”الحرية”، مؤكدًا أن تنفيذ هذه التوصية سيشكل عبئًا مباشرًا على مخصصات التعليم والصحة والخدمات الاجتماعية، في ظل استمرار الضغوط الاقتصادية العالمية وارتفاع مستويات الدين العام في العديد من الدول الأوروبية.

ارتفاع مخصصات الدفاع يهدد الإنفاق الاجتماعي

وأوضح عبد المغني، أن مطالبة دول أوروبا بتعديل أولويات موازناتها لرفع الإنفاق الدفاعي بهذا الشكل الحاد قد يؤثر سلبًا على الإنفاق التنموي، مشيرًا إلى أن بعض الحكومات الأوروبية قد تواجه صعوبات سياسية واقتصادية في تمرير مثل هذه التعديلات داخليًا.

تخفيف قواعد الموازنة لتحفيز الاستثمار الدفاعي

وفي المقابل، كشف عبد المغني، أن رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين اقترحت خطة أوروبية لتخفيف قواعد الموازنة، بما يتيح للدول الراغبة في زيادة إنفاقها الدفاعي مساحة أكبر للتحرك دون خرق الالتزامات المالية.

وأضاف: “إذا قامت دول الاتحاد الأوروبي برفع إنفاقها الدفاعي بنسبة 1.5% فقط من الناتج المحلي، فقد يخلق ذلك حيزًا ماليًا بنحو 650 مليار يورو على مدار 4 سنوات، ما يُمكن توجيهه إلى صناعات دفاعية واستثمارات استراتيجية جديدة”.

موازنة دقيقة بين الأمن والنمو

وفي ختام تصريحاته، شدد عبد المغني، على ضرورة الموازنة الدقيقة بين متطلبات الأمن القومي واحتياجات النمو الاقتصادي والاجتماعي، مؤكدًا أن القرارات المتعلقة برفع الإنفاق العسكري لا يجب أن تكون على حساب العدالة الاجتماعية أو التنمية البشرية، بل يجب أن تُبنى على رؤية استراتيجية شاملة تتضمن تحفيز الصناعات، وزيادة الإنتاجية، وتقليل الاعتماد على الاستيراد الدفاعي.