داليا السواح: نجاح ملهم يُشعل بورصة النيل بفوزها بمنصب إدارة الشركات الصغيرة والمتوسطة

تزخر الساحة الاقتصادية المصرية بالعديد من قصص النجاح الملهمة، لكن قليلًا ما نجد قصة تتجسد فيها العزيمة، والإصرار، والقدرة على تحويل التحديات إلى فرص، مثل قصة داليا السواح.

نُسلط الضوء عليها اليوم بشكل خاص بعد فوزها بالتزكية في انتخابات مجلس إدارة البورصة المصرية للدورة الجديدة 2025-2029، عن مقعد ممثل الشركات المقيدة بسوق المشروعات الصغيرة والمتوسطة (بورصة النيل). هذا الفوز، الذي أُعلن أمس، ليس مجرد منصب، بل هو تتويج لمسيرة مهنية حافلة بالجهود والإنجازات التي أهّلتها لتكون صوتًا مؤثرًا لهذه الشركات الحيوية.

مسيرة مهنية حافلة بالإنجازات والتحولات

لم يكن مسار داليا السواح تقليديًا، فبعد سنوات قضتها كربة منزل متفرغة لأسرتها، جاءت لحظة التحول التي قادتها نحو عالم المال والأعمال. هذه اللحظة لم تكن مجرد رغبة شخصية، بل ضرورة اقتصادية فرضتها الظروف. ففي عام 2012، ومع الأزمة الاقتصادية التي أعقبت ثورة 25 يناير، واجهت شركة زوجها، المجموعة المتكاملة للأعمال الهندسية، تحديات كبيرة. هنا، برزت داليا بقدرتها على استغلال خبراتها المتراكمة من شغفها بالقراءة في مجالات القانون والحسابات وميزانيات الشركات.

أخذت داليا على عاتقها مسؤولية إدارة الشركة، وبدأت بوضع خطة استراتيجية للخروج من الأزمة، ونجحت في هيكلة الشركة وزيادة رأسمالها، مما عكس قدرتها الفائقة على التحليل والتخطيط والتنفيذ.

لم تتوقف طموحاتها عند هذا الحد، بل كانت الخطوة الأهم هي إدراج الشركة في البورصة المصرية، وهو ما تحقق بالفعل بفضل جهودها الحثيثة. هذا الإنجاز لم يكن مجرد إضافة مالية، بل كان بمثابة تأكيد على رؤيتها وقدرتها على تحقيق الأهداف الكبرى.

تعزيز الخبرة الأكاديمية والقيادية

إيمانًا منها بأهمية العلم في دعم المسيرة المهنية، لم تتردد داليا السواح في استكمال دراستها الأكاديمية. التحقت بأكاديمية السادات للعلوم الإدارية حيث حصلت على دبلومة في الحسابات، وتبع ذلك حصولها على درجة الماجستير بامتياز في إدارة الأعمال والحوكمة من الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا، وهذه الدرجات العلمية لم تكن مجرد شهادات، بل كانت بمثابة صقل لخبراتها العملية وتعزيز لمكانتها القيادية.

صوت المشروعات الصغيرة والمتوسطة في قلب البورصة

بفضل خبرتها العملية والأكاديمية، انضمت داليا السواح إلى جمعية رجال الأعمال المصريين، وتدرجت لتصبح نائب رئيس لجنة المشروعات الصغيرة والمتوسطة، لتكون بذلك أصغر من يشغل هذا المنصب. هذا الدور أتاح لها فرصة التعبير عن هموم وتطلعات قطاع المشروعات الصغيرة والمتوسطة، الذي يمثل نسبة كبيرة من الناتج المحلي الإجمالي لمصر.

توجت مسيرتها المهنية بانتخابها لعضوية مجلس إدارة البورصة المصرية. هذا الفوز، الذي جاء بالتزكية أمس، يؤكد على الثقة الكبيرة في كفاءتها وقدرتها على تمثيل قطاع المشروعات الصغيرة والمتوسطة بفاعلية.

وهي تهدف من خلال منصبها الجديد إلى تحقيق نهضة شاملة لهذا القطاع الحيوي، عبر مقترحات طموحة مثل إنشاء وزارة خاصة أو مجلس أعلى للمشروعات الصغيرة والمتوسطة، وتفعيل المنصات الإلكترونية للترويج لمنتجاتها محليًا ودوليًا، بالإضافة إلى سعيها لتعديل قانون المشروعات الصغيرة والمتوسطة لزيادة الحد الأقصى لمبيعاتها.