محلل سياسي للحرية: وقف إطلاق النار لا يعني انتهاء التصعيد، وإسرائيل أخفقت في القضاء على البرنامج النووي الإيراني.

محلل سياسي للحرية: وقف إطلاق النار لا يعني انتهاء التصعيد، وإسرائيل أخفقت في القضاء على البرنامج النووي الإيراني.

قال الدكتور علاء السعيد، المحلل السياسي والخبير في الشؤون الإيرانية، إن وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل لا يمكن اعتباره نهاية فعلية للتصعيد، بل هو أقرب إلى هدنة تكتيكية مفروضة بواقع الإنهاك الميداني وتوازن الردع، لا نتيجة لإرادة سياسية حقيقية لحل الصراع.

تحليل وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل

وأشار السعيد في تحليله إلى أن إسرائيل فشلت في تدمير البرنامج النووي الإيراني رغم كثافة الضربات الجوية، بينما نجحت طهران في إثبات قدرتها على ضرب العمق الإسرائيلي والخليجي دون أن تفقد السيطرة على الداخل، ما يُعيد تعريف قواعد الاشتباك ويحوّل المواجهة إلى صراع طويل الأمد مؤجل، لا إلى تسوية دائمة.

إيران لاعب استراتيجي لا يمكن تجاوزه

وأوضح السعيد أن ما بعد الهدنة كشف مجددًا أن إيران ليست خصمًا هامشيًا في معادلة الشرق الأوسط، بل فاعل استراتيجي ممتد النفوذ من صنعاء إلى الضاحية الجنوبية، ومن بغداد إلى الجولان.

وأضاف أن استهداف قاعدة العديد الأميركية في قطر يمثل رسالة مباشرة لدول الخليج بأن مسرح العمليات يشملهم أيضًا، وأنهم باتوا طرفًا فاعلًا لا متفرجًا في المعادلة الإقليمية.

وأكد أن الفراغ العربي في المشهد الإقليمي، نتيجة تراجع دور الجامعة العربية، ملأته الطائرات المسيّرة والميليشيات، ما قد يدفع الدول العربية، ولو متأخرًا، إلى إعادة النظر في مقارباتها الأمنية، وبناء تنسيق إقليمي لا ينحاز إلى إيران أو إسرائيل، بل يضمن استقلال القرار العربي.

ما مستقبل برنامج إيران النووي في ضوء وقف المواجهات؟

وفيما يتعلق بالبرنامج النووي الإيراني، أوضح السعيد أن الضربات لم تنجح في تدميره، بل أصابته بـ”جرح تقني” محدود، في حين خرج سياسيًا أكثر صلابة، حيث ستسعى طهران لاستثمار الهجوم في تبرير العودة إلى التخصيب بنسب أعلى، وربما التهديد بالخروج من معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية.

واعتبر أن منشأة “فوردو”، التي استهدفتها إسرائيل، ستتحول إلى عنوان جديد للمواجهة التفاوضية، إذ باتت تمثل رمزًا لصمود المشروع النووي أمام الضربات، ورسالة مفادها أن إيران لن تتنازل عن البرنامج لا بالحرب ولا بالوعود.

هل تعود المفاوضات بين إيران وواشنطن؟

وفي سياق احتمالات عودة المفاوضات بين إيران وواشنطن، خاصة في ظل عودة دونالد ترامب إلى الرئاسة، يرى السعيد أن المفاوضات قادمة، ولكن ليست بالشروط الأميركية القديمة، بل على قواعد جديدة تُقرّ بدور إيران كقوة إقليمية نووية محتملة.

وأشار إلى أن ترامب لن يمانع في فتح قنوات تفاوض طالما أنها تضمن أمن إسرائيل واستقرار سوق النفط وحماية المصالح الأميركية، مشددًا على أن ما سيدور خلف الأبواب المغلقة سيكون تفاوضًا على موقع إيران في النظام الإقليمي الجديد، لا فقط على تخصيب اليورانيوم.

اقرأ أيضًا: “المستقلين الجدد”: وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل خطوة نحو استقرار المنطقة.. وموقف مصر يعكس رؤية متزنة وثابتة