الكركم في واجهة الأحداث خلال فترة حرجة.. نقاشات بين السخرية والفكاهة وسط التوترات العسكرية

الكركم في واجهة الأحداث خلال فترة حرجة.. نقاشات بين السخرية والفكاهة وسط التوترات العسكرية

في الوقت الذي يعيش فيه العالم لحظات من الترقب والقلق بسبب التوترات المتصاعدة بين أمريكا وإيران، والتي وصلت إلى حد التهديد بغلق مضيق هرمز، ظهر تريند الكركم على منصات التواصل الاجتماعي وكأنه من كوكب آخر.

وانتشرت المقاطع المصورة بشكل واسع، وتفاعل معها الكثير من المواطنين، ما بين مؤيد للفكرة باعتبارها وسيلة للترفيه وكسر التوتر، وبين من رأى أنها نوع من الانفصال عن الواقع في لحظة مصيرية.

وبينما تتسارع الأخبار العاجلة حول الضربات الجوية والتحذيرات الدولية، يظهر على الشاشة فيديو آخر تمامًا، وهو عبارة عن كوب زجاجي وضوء خافت وملعقة كركم تتساقط ببطء في المياه لتصنع مشهدًا بصريًا يوصف بـ”الساحر”.

تريند الكركم

بدأ تريند الكركم بفكرة بسيطة تعتمد على كوب من الماء وملعقة صغيرة من الكركم، مع مصدر ضوء مباشر، لإنتاج مشهد بصري يشبه لقطة من فيلم هادئ.

وسرعان ما تحول هذا التحدي إلى موجة منتشرة عبر التيك توك وريلز الإنستجرام، وشارك فيه العديد من المستخدمين وحتى بعض المشاهير، مع موسيقى هادئة أو أصوات الطبيعة، ما جعله يحقق ملايين المشاهدات.

الغريب في التوقيت، هو أن هذا الترند جاء بالتزامن مع تصعيدات سياسية وأمنية في الشرق الأوسط، ما جعل البعض يطرح سؤالًا مباشرًا: “هو ده وقته؟!”.

تريند الكركم

البعض يرى تريند الكركم تهريج طبيعي وسط الضغط

رغم الانتقادات التي طالت المشاركين في الترند، دافع كثيرون عن الظاهرة، معتبرين أن الناس تحتاج إلى مساحة للهدوء والتنفيس وسط الأخبار الثقيلة والمتكررة عن الحروب والدمار وارتفاع الأسعار. وعلق أحد المستخدمين على فيسبوك: أيه المشكلة؟ كل واحد بيتعامل بطريقته.. في ناس بتتابع السياسة، وفي ناس بتحاول تهدّي أعصابها بأي شكل، حتى لو بكوب كركم مضيء”.

في المقابل، هاجم كثير من المواطنين تريند الكركم، ووصفوه بـ”الهروب من الحقيقة”، خصوصًا مع الحديث الجاد عن إغلاق مضيق هرمز، وتأثير ذلك على حركة النفط العالمية، وتهديد سلاسل الإمداد. قال أحد المستخدمين على فيسبوك: “كل البلاد بتتكلم عن الحرب واحتمالية قصف مفاعل ديمونة، والمصريين عاملين تريند كركم وكأننا في كوكب تاني!”.

وأضاف آخر: “ياخي المصريين دول لما بيصدقوا يمسكوا في تريند”، بينما قال آخر: “دا العالم كله ف حتة وهما ف حتة تانية خالص”.

تريند الكركم
تعليقات المواطنين
تريند الكركم
تعليقات المواطنين
تريند الكركم
تعليقات المواطنين

الآراء المتباينة جعلت من التريند مادة للنقاش أكثر من كونه مجرد محتوى ترفيهي، خاصة أن انتشار الظاهرة جاء وسط سياق سياسي متوتر قد يؤثر على حياة الجميع، وليس فقط على وسائل التواصل.

هل يخفي تريند الكركم ما هو أعمق؟

رغم بساطته، فإن انتشار تريند الكركم بهذا الشكل، وفي هذا التوقيت تحديدًا، ربما يشير إلى حالة من الإنهاك النفسي الجماعي، فالناس لم تعد تحتمل الأخبار المتكررة عن القتل والدمار وارتفاع الأسعار وخفض الفوائد وتهديد مصادر الطاقة.

في هذا السياق، يصبح الترند ليس فقط لعبة ضوء وكركم، بل وسيلة للتعبير عن الحاجة إلى البساطة والهدوء، حتى لو على شكل فيديو مدته 15 ثانية.

منصات التواصل بين الترفيه والهروب

تعكس الحالة العامة على منصات التواصل أن كثيرًا من المستخدمين قد لا يكونوا على تواصل يومي جاد مع تطورات الحرب أو السياسة، بل يتابعونها كخبر ضمن سيل من المحتوى.