هجوم إرهابي يستهدف كنيسة مار إلياس في دمشق: مقتل 20 شخصًا و52 جريحًا

هجوم إرهابي يستهدف كنيسة مار إلياس في دمشق: مقتل 20 شخصًا و52 جريحًا

أعاد حادث إرهابي مروع إلى الأذهان مشاهد العنف الدامي التي عصفت بـ سوريا في سنوات الحرب، حيث شهدت كنيسة مار إلياس في حي الدويلعة بالعاصمة السورية دمشق، مساء اليوم الأحد، تفجيرًا انتحاريًا دمويًا أودى 20 شخصا وإصابة 52 آخرين، معظمهم من المصلين الذين كانوا يؤدون الشعائر الدينية داخل الكنيسة.

كنيسة مار إلياس

ووفقًا لتقارير أولية نقلتها وسائل إعلام سورية، فقد أسفر التفجير عن مقتل وإصابة ما لا يقل عن 35 شخصًا، بينما لا تزال الحصيلة قابلة للارتفاع في ظل عمليات الإنقاذ المتواصلة والبحث عن ناجين بين الأنقاض.

تفاصيل الهجوم الإرهابي على كنيسة مار إلياس 

شهدت كنيسة مار إلياس في حي الدويلعة بالعاصمة السورية انفجارًا هائلًا، قالت المصادر إنه نجم عن قيام انتحاري بتفجير نفسه داخل الكنيسة أثناء أداء عدد من المصلين للصلوات، مما أحدث فوضى عارمة داخل المكان، وتسبب في انهيار جزئي لجدران الكنيسة وسقوط عدد من الضحايا في صفوف المدنيين.

وبحسب بيان رسمي مقتضب صادر عن الدفاع المدني السوري، فقد تم رصد انفجار مجهول السبب وقع في الكنيسة، قبل أن يتم تأكيد أن الحادث ناتج عن تفجير إرهابي استهدف التجمع المدني داخل الكنيسة.

وأكد البيان أن فرق الدفاع المدني السوري هرعت إلى موقع التفجير فور وقوعه، حيث باشرت أعمال الإسعاف والإجلاء والبحث عن المصابين، وسط مشهد مأساوي يختلط فيه الدخان بصرخات المصابين والدمار المنتشر داخل أروقة الكنيسة.

مشاهد مؤلمة داخل كنيسة مار إلياس

نشر المرصد الديموقراطي السوري أول مقطع فيديو من داخل كنيسة مار إلياس عقب التفجير، ويُظهر الفيديو دمارًا واسعًا في مقاعد الكنيسة وسقوط السقف في بعض الأجزاء، بالإضافة إلى بقع دماء تغطي الأرضية، في مشهد يعكس عنف التفجير وفظاعته.

كما أظهرت اللقطات فرق الإنقاذ وهي تعمل تحت ضغط هائل، في محاولة لإجلاء الجرحى وانتشال الضحايا، في ظل أجواء من الصدمة والرعب التي خيمت على المكان.

حي الدويلعة.. من الأمن إلى الدم

يُعد حي الدويلعة من المناطق ذات الأغلبية المسيحية في دمشق، وكان يتمتع بهدوء نسبي خلال السنوات الماضية مقارنة بمناطق أخرى في سوريا شهدت مواجهات عنيفة.

إلا أن تفجير كنيسة مار إلياس يمثل خرقًا واضحًا لهذا الاستقرار النسبي، ويؤشر إلى عودة خلايا الإرهاب لاستهداف المدنيين في الأماكن الدينية والمقدسة.

إدانات محلية ودولية للتفجير 

توالت ردود الفعل المنددة بهذا العمل الإرهابي الذي استهدف المصلين داخل كنيسة مار إلياس، حيث أصدرت شخصيات دينية وسياسية سورية بيانات إدانة شديدة اللهجة، مؤكدين أن استهداف دور العبادة يُعد انتهاكًا صارخًا للقيم الإنسانية والدينية.

كما أعربت مجالس كنائس الشرق الأوسط عن تضامنها الكامل مع أهالي الضحايا، مطالبة بتقديم الجناة إلى العدالة، ومنع تكرار مثل هذه الجرائم البشعة.

ومن جانبها، شددت الكنيسة الأرثوذكسية في سوريا في بيان رسمي على ضرورة تعزيز حماية الكنائس، ودعت السلطات الأمنية إلى كشف ملابسات الحادث، مؤكدة أن الدم السوري غالٍ، سواء كان مسيحيًا أو مسلمًا.

كنيسة مار إلياس.. معلم ديني في قلب دمشق 

تقع كنيسة مار إلياس في حي الدويلعة، وهي إحدى أهم الكنائس المسيحية في دمشق، وتحمل اسم النبي “إلياس”، الذي يُعتبر من الشخصيات المقدسة في الأديان الإبراهيمية الثلاثة.

وتُعرف الكنيسة بأهميتها الدينية والتاريخية، وتعد مركزًا روحيًا يجتمع فيه المسيحيون في العاصمة للصلاة والاحتفال بالمناسبات الدينية. ويشكل استهدافها اليوم ضربة موجعة ليس فقط للمسيحيين في سوريا، بل للنسيج الوطني بأكمله.

ردود فعل على مواقع التواصل الاجتماعي

تفاعل السوريون والعرب عبر مواقع التواصل الاجتماعي مع نبأ تفجير كنيسة مار إلياس، حيث امتلأت المنصات بتعليقات التعزية والدعاء للضحايا، بالإضافة إلى مطالبات شعبية بتكثيف الإجراءات الأمنية حول دور العبادة.

وعبّر كثيرون عن صدمتهم من عودة مثل هذه الهجمات إلى العاصمة السورية، خاصة في أماكن يُفترض أنها تحظى بقدر عالٍ من الحماية.

من المسؤول؟.. غموض يلف هوية المنفذ

حتى لحظة كتابة هذا التقرير، لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن التفجير، كما لم تُصدر وزارة الداخلية السورية بيانًا رسميًا يكشف ملابسات التحقيق أو طبيعة المتفجرات المستخدمة.

ويرى مراقبون أن بصمات هذا التفجير تشير إلى عناصر متطرفة ربما أعادت تنظيم صفوفها في الخفاء، مستغلة الوضع الإقليمي المتوتر، وعودة بعض الخلايا النائمة إلى العمل الإرهابي.