مفاجأة امتحان اللغة العربية للثانوية العامة اليوم: وقت ضيق ونحو معقد وسؤال أثار حيرة الجميع

امتحان اللغة العربية للثانوية العامة اليوم لم يكن يُقاس بدرجة صعوبة الأسئلة فقط، بل بحالة الصدمة الجماعية التي سيطرت على وجوه الطلاب لحظة خروجهم من اللجان، سكون تام، دموع صامتة، وعيون مليئة بالحيرة والخذلان.
لم تكن الشكاوى من صعوبة النحو فقط، بل من الطول المبالغ فيه للامتحان، والوقت القصير، والأسئلة غير المتوقعة، وأبرزها: “ما جمع كلمة قهوة؟”
امتحان اللغة العربية للثانوية العامة اليوم
خرج الطلاب اليوم في مشهد متكرر كل عام، لكنه هذه المرة كان أكثر هدوءًا وأكثر وجعًا، وتقول إحدى رواد مواقع التواصل الاجتماعي: “العيال خارجة ساكتة جدًا، ونص العيال بتعيط، دفعة تجيب للواحد سكتة قلبية”.
ويضيف طالب آخر: “النحو صعب أوي وكبير جدًا، والوقت مش مكفي خالص، أنا على آخر خمس دقايق وكان فاضلي ٧ أسئلة واقفين معايا”.
وتحكي إحدى الطالبات: “أنا قعدت نص ساعة ببص في أسئلة النحو وبس، وبقول ليه؟ ليه والله ليه؟ كل مصادر الوزارة حالينها وباصين فيها، ليه تقفلونا من أول مادة؟”.
الشكوى كانت جماعية، والسبب مشترك: “النحو زي الزفت”، و”الوقت قصير جدًا”، و”استعجال رهيب”، وسط إحساس واضح بالإرهاق النفسي، وكأن الامتحان لم يكن لقياس الفهم، بل لاختبار قدرة التحمل.
قهوة.. الكلمة البسيطة التي صنعت ارتباكًا لغويًا جماعيًا
من بين كل الأسئلة التي جاءت في ورقة الامتحان، وقف الطلاب حائرين أمام سؤال لم يكن في الحسبان: ما جمع كلمة “قهوة”؟.
الكلمة اليومية التي نرددها جميعًا، وتربطنا بها مشاعر وذكريات، أصبحت اليوم “فخًا لغويًا” أربك الطلاب، وأثار سخرية البعض، ودهشة حتى بعض المعلمين.
نرشح لك: وليد هندي لبيوت الثانوية العامة: لا تحوّلوا منازلكم لثكنة عسكرية.. وابتعدوا عن المراجعة بعد الامتحان
ما هو جمع قهوة؟
الكثيرون ظنوا أن الجمع الطبيعي هو “قهوات” أو “قهويات”، وهو استخدام دارج في الحديث العامي، لكن المفاجأة أن الإجابة الصحيحة في اللغة العربية الفصحى هي “قَهْوٌ”، وهي صيغة جمع تكسير نادرة وغير مألوفة على الإطلاق.
هذا السؤال البسيط في ظاهره، كان كفيلًا بإثارة البلبلة، إذ كشف عن فجوة كبيرة في إدراك الطلاب لقواعد الجمع الدقيقة في اللغة العربية، وفتح بابًا للسخرية على مواقع التواصل.
لماذا هذا الجمع مُحير؟
اللغة العربية غنية بصيغ الجموع المختلفة، التي تتبع أوزانًا وقواعد دقيقة، وكلمة “قهوة” تحديدًا على وزن “فَعْلَة”، ويأتي جمعها “قَهْوٌ” وفق قاعدة لغوية لا تستخدم كثيرًا، لذا لم تكن الإجابة مألوفة، حتى لبعض المعلمين.
قد يرى البعض أن هذا السؤال غريب، وربما خارج عن المألوف، لكنه في الوقت نفسه قدّم درسًا غير مباشر في عمق اللغة العربية، وقدرتها على جمع أبسط الكلمات بطرق غير متوقعة، وهذا بحد ذاته يعكس جمالها.
أسئلة مشابهة أربكت دفعات سابقة
الارتباك بأسئلة اللغة العربية في الثانوية العامة ليس جديدًا، بل تكرر في سنوات سابقة، أبرزها:
جمع كلمة “وحي” (2013)
في امتحان 2013، جاء سؤال عن جمع “وحي”، وأثار وقتها جدلًا واسعًا وسخرية، لأن الإجابة الصحيحة “وُحي” لم تكن متوقعة، كتب البعض حينها إجابات مثل “وحاويح” و”وحيات”، مما زاد الموقف طرافة وغرابة.
جمع “زهرة”
في أحد الامتحانات، جاء سؤال عن جمع “زهرة”، والمفاجأة أن الاختيارات لم تكن تشمل الإجابات الشائعة مثل “أزهار” و”زهور”، ما تسبب في حيرة كبيرة، المعاجم تُقر بأن لها عدة صيغ: أزهار، زهور، أزاهير.
جمع “حليب”
ظهر هذا السؤال في النماذج الاسترشادية، وليس الامتحان الرسمي، ورغم أن “حليب” لا يُجمع عادة، إلا أنه يمكن جمعه في سياق الاختلاف النوعي على “أحلبة” أو “حُلبان”، وهو ما أربك الطلاب.
جمع “أخطبوط”
جاء أيضًا في النماذج التجريبية، وأثار سخرية واسعة، الكلمة غير عربية الأصل، لكن جمعها وفق القواعد هو “أخطبوطات”، كجمع مؤنث سالم لكلمات أجنبية مُعرّبة.
نهاية مشوار الثانوية العامة
امتحانات الثانوية العامة بنظامها الحديث تنتهي يوم الخميس 10 يوليو، حيث يؤدي طلاب شعبة الأدبي امتحان الإحصاء، وطلاب علمي أحياء يمتحنون مادة الأحياء، وطلاب رياضة ينهون بمادة الرياضيات التطبيقية.
أما النظام القديم، فينتهي بنفس التوقيت، مع اختلاف بسيط في المواد، حيث يختتم طلاب الأدبي امتحاناتهم بمادة الفلسفة والمنطق.