خبير في الشؤون الإسرائيلية يشرح لـ”الحرية” كيفية نجاح إيران في اختراق نظام القبة الحديدية.

كتبت: أسماء محمود
رغم نجاح نظام «القبة الحديدية» في إسرائيل في صد هجمات حماس والحوثيين، طرحت الصواريخ الإيرانية تحدياً أصعب بكثير بعد أن نفذت إسرائيل تهديداتها القائمة منذ سنوات واستهدفت منشآت إيران النووية فعلاً، وجاء رد إيران؛ ليثبت للعالم أن منظومة الدفاع الجوي بالكيان الصهيوني مجرد وهم أمام صواريخها.، فكيف نجحت طهران في أن تكشف زيف القوة العسكرية التي لا تقهر؟
إيران طورت من قدراتها الصاروخية
يقول الدكتور حاتم الجوهري، الخبير في الشأن الإسرائيلي، في تصريح خاص لـ “الحرية”، إن العقيدة العسكرية الإيرانية تعتمد على طبيعتها الثورية الإسلامية والسردية الشيعية الثورية، وعكفت على تطوير نفسها بعد الحرب العراقية الإيرانية.
وأضاف أنه بعد قيام الولايات المتحدة باستدراج صدام حسين من أجل احتلال العراق وما نتج عن ذلك من تفكك لدولة العراق وسقوط البوابة الشرقية للعالم العربي، منذ ذلك الوقت صممت إيران على تطوير قوتها بالتعاون مع محور الشرق القديم، وهو روسيا والصين وكوريا الشمالية تحديدا.
القبة الحديدية نظام دفاعي جوي متحرك
وأوضح أن نظام «القبة الحديدية» يعتبر الحل المنشود في بلد يتعرض لاستهداف متكرر بالصواريخ، وتبلغ قيمته 210 ملايين دولار، وهو عبارة عن نظام دفاعي جوي متحرك طوّرته الشركة الإسرائيلية «رافاييل لأنظمة الدفاع المتقدمة» مع تمويل إضافي من الولايات المتحدة، وقد صُمّم هذا النظام لاعتراض وتدمير الصواريخ القصيرة المدى والقذائف المدفعية التي يتم إطلاقها من مسافات تقع على بُعد يصل إلى 70 كم.
إيران تطور قدراتها الصاروخية
وأضاف الجوهري في تصريحاته الخاصة لـ “الحرية” أنه رغم العقوبات التي أقرتها أمريكا على إيران إلا أنها استمرت في تطوير قدراتها الصاروخية، وركزت على بناء قدرات صاروخية متطورة ودفاع بحري وساحلي قوي؛ وذلك تحسبا لأي هجمات أو تدخل للأساطيل الأمريكية ضدها؛ لأنها كانت تضع في حساباتها خطر العدو الأمريكي والعدو الصهيوني في الأراضي الفلسطينية العربية المحتلة، إضافة إلى رغبتها في تقوية التنظيمات الشيعية في البلدان العربية التي تؤمن بالسردية الشيعية الجديدة في صورتها الثورية، على حساب تراجع السردية السنية التاريخية في تناقضات القرن العشرين وسردياته.
القبة الحديدية الإسرائيلية
اختراق إيران للقبة الحديدية
وتابع أنه وفقا لهذه العقيدة العسكرية السابقة ندرك أن اختراق إيران للدفاعات الجوية الإسرائيلية بما فيها القبة الحديدية ليس مفاجأة على الإطلاق، بل هو نتيجة جهد وعمل على مدار أكثر من ثلاثين عاما، أدي إلى تطور في تكنولوجيا الصورايخ، تحديدا فيما عرف مؤخرا بالصواريخ ذات السرعات الـ “فرط صوتية”، والصواريخ متعددة الرؤوس الحربية، والصورايخ التي تستطيع المناورة أثناء الطيران، والمسيرات الهجومية الأقل تكلفة، والحرب السيبرانية.
تعاون استخباراتي
واختتم بأن التعاون الاستخباراتي بين إيران والفلسطينيين، وتحديدا مع فصائل المقاومة الفلسطينية و”حماس”، من العوامل التي أتاحت لإيران كمية كبيرة من البيانات والمعلومات الميدانية التي ساعدتها في هذا الاختراق، كما تناقلت وكالات الأنباء حصول إيران على وثائق إسرائيلية، تتعلق بالأرشيف النووي قبيل الحرب الواسعة والضربة الإسرائيلية المفاجئة.