محلل سياسي لـ”الحرية”: إسرائيل تسعى لإشراك واشنطن في صراع مباشر مع إيران

أكد المحلل السياسي أحمد التايب أن التصعيد العسكري بين إسرائيل وإيران لا يزال في مراحله الأولى، موضحًا أن ها قد يترك نافذة متاحة للعودة إلى المسار الدبلوماسي، وإن كانت محفوفة بالمخاطر.
نتنياهو يصر على دفع الولايات المتحدة لمواجهة عسكرية مع طهران
وأوضح التايب في تصريح خاص لـ “الحرية” أن ما يعرقل هذا المسار هو إصرار تل أبيب، وتحديدًا رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، على دفع الولايات المتحدة إلى مواجهة عسكرية مباشرة مع طهران، من أجل تنفيذ أهداف استراتيجية بعيدة المدى.
وأشار التايب إلى أن نتنياهو لا يكتفي بالسعي لضرب المنشآت النووية الإيرانية، وعلى رأسها مفاعل فوردو، بل يطمح إلى إنهاء ملفي البرنامج النووي والصاروخي الإيرانيين بالكامل، بل ذهب إلى ما هو أبعد من ذلك، عندما ألمح في أكثر من مناسبة إلى رغبته في إسقاط النظام الإيراني نفسه.
أمريكا تنتهج سياسة الغموض الاستراتيجي
وفيما يخص الموقف الأمريكي، أشار التايب إلى أن الرئيس دونالد ترامب ينتهج سياسة الغموض الاستراتيجي، حيث يستخدم أدوات المناورة والتأجيل، ومن بينها إعلانه عن “مهلة الأسبوعين” لحسم الموقف، موضحًا أنهذا مجرد تكتيك يهدف إلى كسب الوقت لاستكمال التحضيرات العسكرية الأمريكية في المنطقة.
وأضاف أن هذا التردد الأمريكي يعكس في جوهره محاولة لفرض الشروط الإسرائيلية والأمريكية على إيران عبر الضغط العسكري والنفسي، مع استمرار الخطاب المتعلق بـ”الاستسلام الإيراني” كحل وحيد لتجنب الحرب.
مصر تحاول احتواء التصعيد
أما عن الموقف المصري، فأشاد التايب بالدور الذي تلعبه القاهرة في محاولة احتواء التصعيد، مؤكدًا أن مصر تتحرك بثقلها السياسي والاستراتيجي لمنع انفجار الموقف في المنطقة، وتكرر التحذير من أن استمرار التوتر قد يفضي إلى حرب إقليمية شاملة، لن يكون أي طرف بمنأى عن تداعياتها الكارثية.
وبيّن التايب أن الجهود الدبلوماسية المصرية، والتي تمثلت مؤخرًا في إصدار بيان مشترك مع عشرين دولة يدين العدوان الإسرائيلي ويدعو للحوار والاستقرار، تعكس قراءة مصرية واعية لطبيعة الصراع وتطوراته المحتملة، في ظل عالم يعيش حالة من التنافس الحاد بين القوى العظمى وتنامي الصراعات الإقليمية.
وأكد أن تحركات القاهرة تنبع من إدراكها أن الحرب، إذا اندلعت، لن تقف عند حدود إيران وإسرائيل، بل ستمتد آثارها إلى المنطقة بأسرها، وربما إلى النظام الدولي ككل، ما يتطلب تضافرًا دوليًا حقيقيًا لتجنب السيناريو الأسوأ.
اقرأ أيضًا: رئيس أركان جيش الاحتلال: إيران تمتلك 2500 صاروخ ويسعى لامتلاك 8000.. ومستعدون لحرب طويلة