إبراهيم الدراوي للحرية: الصراع بين إيران وإسرائيل حرب استنزاف قد تستمر لأسابيع أو حتى سنوات.

حذّر إبراهيم الدراوي، الكاتب والباحث المتخصص في الشؤون الإقليمية، من خطورة استمرار الحرب بين إسرائيل وإيران، مؤكدًا أن ما يجري على الأرض يندرج ضمن إطار حرب استنزاف قد تطول لأسابيع أو حتى لسنوات، وتُظهر المؤشرات الحالية أن إسرائيل هي الطرف الأكثر تضررًا.
إبراهيم الدرواي: إيران ستتفوق في المعركة
وأكد الدراوي في تصرحات خاصة لـ”الحرية” أن إيران، رغم الخسائر التي لحقت بها، بما في ذلك عمليات الاغتيال والتفجيرات داخل أراضيها، لا تُبدي ضعفًا استراتيجياً، بل على العكس، تعتمد على مبدأ “البدائل الجاهزة”، حتى في حال المساس بقيادتها العليا.
وأضاف أن طهران أثبتت أنها مستعدة لتحمُّل الضربات، دون أن يُضعف ذلك من قدرتها على الرد، في حين أن الداخل الإسرائيلي، وخاصة تل أبيب، يشهد حالة من التدهور والانهيار المعنوي بفعل صواريخ دقيقة التأثير.
ولفت الدراوي إلى أن هناك تعتيماً إعلامياً واسعاً على الخسائر العسكرية والمدنية في إسرائيل، معتبرًا أن الوضع “مزرٍ” في تل أبيب، حيث يعاني السكان من ضربات متواصلة وتداعيات نفسية واقتصادية خطيرة.
وقال إن ما كان يُتوقع أن يكون ضربة إسرائيلية سريعة ومحدودة، تحوّل إلى مأزق استراتيجي للحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو.
وأوضح الدراوي أن الكثير من المراقبين والمحللين ومن ضمنهم من كانوا يظنون أن إيران لن تردّ على الاعتداءات المتكررة في سوريا وداخل أراضيها، مثل مقتل قيادات بالحرس الثوري وتدمير مواقع استراتيجية، مشيرًا إلى أن الرد الإيراني الأخير غيّر المعادلة وأظهر قدرات غير متوقعة لطهران، ما أدّى إلى تصاعد الانقسام داخل إسرائيل وحتى داخل الولايات المتحدة.
الموقف الأمريكي من الحرب
وفي حديثه عن الموقف الأمريكي كشف الدراوي عن وجود انقسام واضح في واشنطن بشأن دعم الحرب، حيث رفضت القيادات الأمنية الأمريكية الدخول في مواجهة عسكرية مباشرة مع إيران، رغم الضغط من نتنياهو.
وأشار إلى أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب أعطى ضوءًا أخضر مبدئيًا للهجوم، لكنه عاد وتردد، مشيرًا إلى أن أمامه “أسبوعين لحسم قراره”، بحسب تعبير الدراوي.
أما في الخليج، فهناك رفض صريح من دول مثل السعودية، الإمارات، قطر، والكويت لأي مغامرة عسكرية قد تهدد أمن المنطقة بالكامل.
وأكد الدراوي أن القاهرة تلعب دورًا محوريًا في تشكيل تحالف عربي – إسلامي لمنع اندلاع حرب شاملة، مشيرًا إلى التحركات المصرية الدبلوماسية التي بدأت منذ الأيام الأولى للأزمة.
واعتبر الدراوي أن حديث إيران عن “النووي مقابل النووي” يحمل دلالات خطيرة، ويشير إلى أن برنامجها النووي لم يتأثر إلا بنسبة 15% رغم الضربات الإسرائيلية، ومعظم تلك الأضرار لحقت بالبنى التحتية فوق الأرض، بينما المنشآت الحقيقية المحصنة تحت الأرض بقيت سالمة.
كما حذر من أن ضرب أي منشأة نووية سواء في طهران أو مفاعل ديمونا في إسرائيل سيدفع الطرفين نحو استخدام أسلحة غير تقليدية، الأمر الذي ينذر بحرب نووية شاملة، لا مجرد مواجهة تقليدية.
الدراوي: إسرائيل تتجه نحو التفكك الداخلي
واختتم الدراوي تحليله بالإشارة إلى التدهور الحاصل في الداخل الإسرائيلي، من انقسامات حادة، احتجاجات شعبية متزايدة، وتدهور اقتصادي ملموس. وقال إن آلاف الإسرائيليين بدأوا فعليًا في محاولة مغادرة البلاد، مشيرًا إلى عرض 10,000 دولار للرأس الواحدة للهروب من إسرائيل إلى قبرص عن طريق البحر، في مؤشر خطير على حالة الذعر الجماعي.
اقرأ أيضًا: صاروخ إيراني جديد يرعب إسرائيل.. وجيش الاحتلال يحاول معرفة نوعه وقوته