بداية الصيف الفلكي في 2025: غدًا تصل الشمس أعلى زواياها ويشهد النهار أقصى طوله

تشهد مصر وعدد من دول العالم الواقعة في النصف الشمالي من الكرة الأرضية ظاهرة الانقلاب الصيفي التي تعد علامة فارقة في حركة الشمس الظاهرية، ويترتب عليها أطول نهار وأقصر ليل خلال السنة.
وتحدث لحظة الانقلاب الصيفي غدا السبت في تمام الساعة 5:43 صباحا بتوقيت القاهرة وفقًا لما أعلنه المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، وهي اللحظة التي تصل فيها الشمس إلى أعلى نقطة لها في السماء، متعامدة تمامًا على مدار السرطان (23.5 درجة شمالًا).
بداية فصل الصيف فلكيا
قال الدكتور ياسر عبد الهادي، رئيس معمل أبحاث الشمس والفضاء، إن هذا اليوم يمثل بداية الصيف فلكيا ويستمر الفصل لمدة 92 يومًا تقريبًا حتى موعد الاعتدال الخريفي في أواخر سبتمبر.
ويعد هذا التحول نتيجة مباشرة لميل محور الأرض أثناء دورانها حول الشمس بزاوية 23.5 درجة، وهي الظاهرة التي ينتج عنها تعاقب الفصول الأربعة.
الانقلاب الصيفي
خلال يوم الانقلاب الصيفي، تسجل الشمس أعلى ارتفاع لها في السماء، ما يؤدي إلى تقصير الظلال عند الظهيرة إلى أقصر ما يمكن خلال العام، وهي ظاهرة يمكن ملاحظتها بسهولة في الأماكن المفتوحة.
كما تكون زاوية سقوط الأشعة الشمسية شبه عمودية، مما يزيد من شدتها وتأثيرها الحراري، لا سيما في المناطق الصحراوية.
أطول ساعات للنهار
في هذا اليوم، يستمتع سكان النصف الشمالي من الأرض بأطول نهار، حيث تمتد ساعات الإضاءة لأقصى حد، قبل أن تبدأ في التناقص تدريجيًا مع تحرك الشمس الظاهري نحو الجنوب.
بالمقابل، يكون الليل هو الأقصر، وهي حالة معكوسة تمامًا في نصف الكرة الجنوبي، حيث يبدأ فصل الشتاء.
ظواهر فلكية نادرة في مناطق معينة
من أبرز الظواهر المرتبطة بهذا الحدث، “شمس منتصف الليل”، التي تحدث في المناطق الواقعة داخل الدائرة القطبية الشمالية، حيث لا تغرب الشمس مطلقًا خلال هذا الوقت، وتبقى السماء مضاءة طوال اليوم.
كما تظهر “الليالي البيضاء” في مناطق شمال أوروبا وروسيا، حيث لا يحل الظلام تمامًا طوال الليل.
علاقة الانقلاب الصيفي بدرجات الحرارة المرتفعة
رغم شدة أشعة الشمس في يوم الانقلاب الصيفي، يؤكد الخبراء أن ارتفاع درجات الحرارة لا يرتبط مباشرة بهذه الظاهرة بل يتأثر بعوامل مناخية معقدة، تشمل الرياح والرطوبة وخصائص سطح الأرض.
فذروة حرارة الصيف غالبا ما تحدث بعد أسابيع من الانقلاب نتيجة لتراكم الإشعاع الشمسي.
الانقلاب الصيفي وحركة الأرض حول الشمس
تعد ظاهرة الانقلاب الصيفي من أبرز الأدلة على الدقة المتناهية في حركة الأرض حول الشمس، وعلى التناسق الكوني الذي يحكم توقيت الفصول.
وهي مناسبة علمية مهمة حيث تتيح للمهتمين بالفلك فرصة لفهم تأثيرات ميل محور الأرض، والاستمتاع بظواهر نادرة تتكرر مرة واحدة فقط في العام.