خالد فواز يكتب لـ«الحرية»: غسل الأموال.. الجانب الخفي للأموال غير القانونية وتأثيره على الاقتصاد

خالد فواز يكتب لـ«الحرية»: غسل الأموال.. الجانب الخفي للأموال غير القانونية وتأثيره على الاقتصاد

أناقش من خلال هذا المقال ظاهرة غسل الأموال المرتبطة بالأموال غير المشروعة مثل تجارة المخدرات والأسلحة، حيث تُستخدم أساليب متعددة لإضفاء صفة الشرعية على هذه الأموال عبر البنوك. تنقسم العملية إلى ثلاث مراحل: الإيداع، التغطية، والدمج، وتتم غالبًا في بنوك مشهورة بالسرية مثل البنوك السويسرية وجزر كايمان.

يرجع تاريخ غسل الأموال إلى عشرينيات القرن الماضي في أمريكا خلال فترة حظر الكحول، وبرزت خلالها شخصيات مثل آل كابوني. ورغم تطور القوانين، إلا أن غسل الأموال لا يزال قائمًا، وأكبر دليل على ذلك تحقيق BuzzFeed عام 2020 الذي كشف عن غسل ما يقارب 2 تريليون دولار.

تؤثر هذه العمليات سلبًا على الاقتصاد من خلال زيادة التضخم، ضعف الثقة في البنوك، وانخفاض قيمة العملة. حيث تؤدي إلى دخول أموال غير خاضعة للرقابة إلى السوق، مما يُخلّ بالتوازن النقدي، ويرفع الأسعار دون وجود إنتاج حقيقي مقابل هذه الأموال، ويؤدي ذلك إلى إضعاف الاقتصاد الرسمي، تقليل فرص الاستثمار، وزيادة الفساد والبطالة.

وللحد من هذه الظاهرة، يُقترح سن قوانين صارمة، تعزيز الرقابة على الحسابات البنكية، تدريب الموظفين، مراقبة الأنشطة ذات الدخل العالي، وتشجيع الشفافية المالية والتعاون الدولي.

مكافحة غسل الأموال مسؤولية مشتركة تتطلب يقظة قانونية ومصرفية، لأنها تهدد استقرار الدولة وتُضعف الثقة في الاقتصاد والمجتمع.