أسعار الحديد والأسمنت في مصر اليوم 20 يونيو: ارتفاع التذبذب بسبب تقلب واردات وتكاليف الإنتاج

سعر الحديد والأسمنت في مصر اليوم 20 يونيو سجل حالة من التذبذب بين الارتفاع والانخفاض، بالتزامن مع اضطرابات في عمليات التوريد وارتفاع تكاليف الشحن العالمية، وهو ما انعكس بوضوح على السوق المحلية.
فقد شهد سعر طن الحديد الاستثماري ارتفاعًا ملحوظًا، بينما تراجع سعر الأسمنت الرمادي، في مفارقة تؤكد حجم التأثيرات المتناقضة التي تمر بها قطاعات التشييد والبناء في مصر.
سعر الحديد والأسمنت في مصر اليوم 20 يونيو
ووفقًا لبيانات بوابة الأسعار المحلية التابعة لـ مجلس الوزراء، شهد متوسط سعر طن الحديد الاستثماري ارتفاعًا ليصل إلى نحو 38,300 جنيه، بزيادة قاربت 470 جنيهًا عن أسعار يوم الخميس.
أما حديد عز الذي يعتبر المؤشر الأبرز في السوق فسجل 39,933 جنيهًا، بزيادة بلغت 212 جنيهًا في اليوم الواحد، ما يعكس نشاطًا في الطلب أو تقلصًا في المعروض.
أسعار شركات الحديد الأخرى تفاوتت أيضًا، فحديد المراكبي استقر عند 37,500 جنيه، بينما سجل حديد بشاي نحو 38,500 جنيه، أما حديد العشري فسجل 36,200 جنيه، وحديد المصريين بلغ 38,000 جنيه للطن، وهو ما يدل على تباين واضح في مستويات التسعير بين الشركات، حتى مع التغيرات المحدودة في السوق العالمية.
نرشح لك: سعر طن الحديد اليوم حديد عز .. استقرار مفاجئ في الأسواق وأسعار مواد البناء تترقب
أما على جانب الأسمنت، فقد انخفض متوسط سعر طن الأسمنت الرمادي ليصل إلى 3,817 جنيهًا، منخفضًا بنحو 210 جنيهات دفعة واحدة مقارنة بأمس، في هبوط اعتبره البعض مفاجئًا، أسمنت السويدي بلغ 3,650 جنيهًا، وحلوان 3,470 جنيهًا، وأسمنت السويس 3,450 جنيهًا، في حين سجل أسمنت الفهد 3,350 جنيهًا.
العوامل المؤثرة في الأسعار
تشير مصادر السوق إلى أن التذبذب الحالي في أسعار الحديد والأسمنت مرتبط بعدة متغيرات متشابكة، أولها يعود إلى اضطرابات سلاسل الإمداد، خصوصًا مع تأخر بعض الشحنات القادمة من الخارج، مما أدى إلى انخفاض المعروض، لا سيما من خامات الحديد، وارتفاع تكلفة النقل البحري.
أما ثاني الأسباب فيعود إلى تغيرات أسعار الطاقة عالميًا، حيث شهدت أسعار النفط والغاز ارتفاعًا طفيفًا، ما انعكس بدوره على تكاليف التشغيل في مصانع الحديد والإسمنت، خاصة تلك التي تعتمد على الطاقة المكثفة في عملياتها الإنتاجية.
السبب الثالث يتعلق بحالة الترقب في السوق العقارية، في ظل الظروف الاقتصادية العالمية والإقليمية، مما يدفع بعض الشركات إلى تعديل الأسعار بناءً على توقعات الطلب في الأسابيع المقبلة، وليس بالضرورة استجابة فورية لتحركات السوق.
تأثير الأسعار على قطاع البناء
الزيادة المسجلة في سعر الحديد تعني مباشرة زيادة في تكلفة المشاريع، سواء السكنية أو التجارية أو الحكومية، وهو ما قد يدفع بعض المطورين العقاريين إلى إعادة النظر في جداول التنفيذ أو حتى أسعار البيع النهائية للمستهلكين.
أما تراجع أسعار الأسمنت فقد يمنح بعض الراحة المؤقتة، لكنه يظل محدود التأثير، نظرًا لأن الأسمنت غالبًا ما يشكل نسبة أقل من تكلفة الهيكل الإنشائي مقارنة بالحديد، ومع ذلك فإن استمرار التراجع قد يشجع بعض المشروعات المؤجلة على الانطلاق، خاصة تلك التي كانت تنتظر انخفاضًا في تكلفة المواد الأساسية.
هل يستمر التذبذب في الأسعار؟
يتفق عدد من المحللين أن التذبذب الحالي في أسعار الحديد والأسمنت مرشح للاستمرار خلال الفترة المقبلة، خاصة مع استمرار الحرب في الشرق الأوسط، والتي أثرت بشكل غير مباشر على طرق الشحن والتأمين البحري.
كذلك، فإن السياسة النقدية في مصر وأسعار الدولار مقابل الجنيه ستظل تلعب دورًا أساسيًا في تحديد تكلفة الواردات ومدخلات الإنتاج.
ومن المتوقع أن تستمر الشركات في تغيير أسعارها بصورة شبه يومية، استجابة لتغيرات السوق العالمية أو تغيرات في معدلات الطلب المحلي.