أستاذ قانون دولي لـ«الحرية»: إسرائيل لم تحقق أهدافها العسكرية وإيران أظهرت قدراتها في الردع الاستراتيجي.

أستاذ قانون دولي لـ«الحرية»: إسرائيل لم تحقق أهدافها العسكرية وإيران أظهرت قدراتها في الردع الاستراتيجي.

أكد الدكتور محمد محمود مهران، أستاذ القانون الدولي، أن إسرائيل لم تحقق مكاسب عسكريه قوية بعد أسبوع من المواجهات العسكرية بينها وبين إيران، مشيرا إلى أن إيران أظهر قدرات ردع استراتيجية غير متوقعة، مع تأكيده على أهمية الموقف المصري القوي في مجلس الأمن.

وقال مهران خلال تصريحات خاصة لـ«الحرية»: «من منظور عسكري، لم تنجح إسرائيل في تحقيق أهدافها المباشرة بتدمير البرنامج النووي رغم استهداف العديد من المنشآت النووية في محاولات لتعطيل برنامج التخصيب الإيراني، لكنها ارتكبت انتهاكات صريحة للقانون الدولي باستهداف تلك المنشآت».

وأشار الخبير الدولي إلى أن الرد الإيراني كان أكثر فاعلية مما توقع الكثيرون، حيث نجحت طهران في اختراق منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية وأشعلت النيران في مواقع استراتيجية داخل الأراضي المحتلة، مستهدفة منشآت عسكرية وقواعد استخباراتية، مما أظهر قدرات ردعية متطورة لم تكن في حسابات المخططين الإسرائيليين.

وأوضح أستاذ القانون الدولي أن المادتين 55، 56 من البروتوكول الإضافي الأول لاتفاقيات جنيف تحظران بشكل واضح استهداف المنشآت التي تحتوي على قوى خطرة حتى لو كانت أهدافاً عسكرية، كما أن قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 42/38C يدين صراحة الهجمات على المنشآت النووية.

وسلط الدكتور مهران الضوء على الموقف المصري القوي في مجلس الأمن، قائلاً: «شكلت كلمة المندوب المصري أمام مجلس الأمن نقطة تحول في الخطاب الدبلوماسي الدولي، حيث طرحت مصر رؤية جريئة لإصلاح نظام الفيتو الذي يعطل قرارات المجلس ويكرس ازدواجية المعايير، محذرة من أن استمرار الوضع الحالي سيقوض مصداقية النظام الدولي بأكمله ويعزز حالة الإفلات من العقاب التي نشهدها في العديد من مناطق الصراع».

وأضاف أن التهديد الإيراني بمواصلة الرد على أي اعتداء إسرائيلي جديد، يعكس تحولا في المشهد الاستراتيجي الإقليمي قد يغير من قواعد الاشتباك التقليدية في المنطقة.

وفيما يتعلق باحتمالية التدخل الأمريكي المباشر في الصراع، حذر الخبير الدولي من أن أي تدخل عسكري أمريكي مباشر سيواجه تحديات عسكرية تتمثل في استهداف المصالح الأمريكية في المنطقة، وأيضا سيواجه تحديات قانونية جسيمة بموجب المادة (42) من ميثاق الأمم المتحدة التي تحظر استخدام القوة في العلاقات الدولية، ما لم يكن هناك تفويض من مجلس الأمن أو دفاع شرعي عن النفس.

وأكد أنه من الناحية الاستراتيجية تدرك الولايات المتحدة أن التورط في حرب مباشرة مع إيران قد يؤدي إلى استنزاف موارد عسكرية هائلة وتداعيات جيوسياسية معقدة، خاصة في ظل تحديات النظام العالمي متعدد الأقطاب.

وفيما يخص الموقف المصري العام، أشاد الدكتور مهران بالتوازن والحكمة الدبلوماسية التي أظهرتها القاهرة، مشيرا إلي أن مصر أكدت على رفض الانتهاكات الإسرائيلية لسيادة ايران وساهمت في إصدار بيان لأكثر من عشرون دولة يؤكد علي ذلك، ودعت الأطراف إلى ضبط النفس، بما يتوافق مع التزاماتها بموجب ميثاق الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية، مع تقديمها رؤية واضحة لإصلاح نظام الأمن الجماعي الدولي، وهو ما يعكس وعيا عميقا بالمصالح الاستراتيجية المصرية والعربية.

ورأى أستاذ القانون الدولي أن مصر استنادا لمكانتها الإقليمية وخبرتها في الوساطة يمكنها أن تلعب دورا محوريا في التوصل لتسوية دبلوماسية للأزمة، خاصة في ظل علاقاتها المتوازنة مع الأطراف المعنية والقوى الدولية الفاعلة.

وشدد على أن الحل الأمثل للأزمة الراهنة يكمن في الالتزام بالمسارات الدبلوماسية والقانونية المنصوص عليها في ميثاق الأمم المتحدة، وتفعيل دور مجلس الأمن في الحفاظ على السلم والأمن الدوليين، مع ضرورة تبني مقترحات الإصلاح التي تقدمت بها مصر لضمان العدالة وعدم الانحياز.