لا تفكروا أنها مشكلة بعيدة عنا.. عمرو الشوبكي: آثار الحرب الإيرانية الإسرائيلية ستتجاوز تأثيرها على البلدين

قال الدكتور عمرو الشوبكي، الباحث السياسي، إن المؤشرات الثلاثية للحرب الإيرانية الإسرائيلية، تدور حول أنه أولا الضربة الإسرائيلية لإيران ليست مثل سابقتها لأنها لم تكن مجرد ضربة عسكرية إنما اختراق استخباراتي وتفوق تكنولوجي كبير راح ضحيته رئيس أركان الجيش وقائد الحرس الثوري، وأكثر من 20 قائد عسكري ونحو 10 علماء نوويين.

وأضاف الشوبكي خلال تدوينة له عبر صفحته على فيسبوك: «وهو الفرق الذي ظل حاضرا بين الجانبين على مدار أسبوع من المواجهات، صمدت فيه إيران وردت بقوة، وتقدمت إسرائيل بالطيران والاختراق الأمني والاستخباراتي».

وتابع الشوبكي: «أما المؤشر الثاني فيتعلق بإمكانية تدخل الولايات المتحدة في الحرب وإعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن شرط وقفها هو استسلام إيران، وهو أمر غير وارد أن تقبله، مما عزز من إمكانيه تدخل أمريكا في المواجهات الحالية واستهداف المفاعل النووي الأكبر والأكثر تحصينا في فوردو، وهو أمر سيكون تداعياته كارثية على الجميع».

وأكمل الباحث السياسي: «أما المؤشر الثالث فهو يتعلق بأننا لأول مرة أمام حرب بالأصالة عن إيران وليس بالوكالة كما كان يحدث من قبل مع أذرع إيران وخاصة حزب الله وإسرائيل، فلقد حاولت إيران عقب نجاح ثورتها في 1979 وترسيخ نموذجها السياسي تصدير ثورتها إلى دول المنطقة وفشلت».

وأوضح: «ثم انتقلت إلى توظيف أذرعها في أكثر من بلد عربي، وتباهي بها قادة طهران حتى سقطت تباعا وغابت أذرع إيران الخارجية وعادت كدولة طبيعية تعتمد أساسا على قدرتها الداخلية وتحالفاتها الخارجية، حتى لو كان حلفائها حتى اللحظة يتفرجون عليها باكستان وروسيا والصين ويدعمونها فقط بالكلام».

واختتم الشوبكي: «حصيلة هذه المؤشرات تقول إن هناك تفوقا إسرائيليا غير حاسم، وهناك أوراق قوة لازالت تمتلكها إيران تجعلها قادرة على الرد والصمود، ولكنها أصبحت حرب مباشرة بين قوتين كبيرتين أي ايران وإسرائيل، وأن نتائج ذلك كما يحدث عادة في حروب الدول الكبرى لن يكون تأثيره على الدولتين فقط إنما على المنطقة كلها، فلا تتصوروا أنها حرب بعيدة عنا».