أوهام إبليس: الأمل الإسرائيلي في الدعم الأمريكي المتذبذب لتدمير “فوردو” يتحول إلى واقع بفيديو الذكاء الاصطناعي

أوهام إبليس: الأمل الإسرائيلي في الدعم الأمريكي المتذبذب لتدمير “فوردو” يتحول إلى واقع بفيديو الذكاء الاصطناعي

كتبت: أسماء محمود

في ظل التصعيد المستمر في الحرب الإيرانية الإسرائيلية ومع دخول المواجهة بين إسرائيل وإيران يومها السادس، وسط توقعات إسرائيلية بأن تمتد أيامًا، تعكف تل أبيب على حث واشنطن بكل الطرق للانضمام للحرب ضد إيران للقضاء على برنامجها النووي، وقصف منشأة فوردو، وفق ما كشف مسؤولون إسرائيليين.

تدمير نووي

إسرائيل تسترجي الحصول على دعم ترامب لتدمير فوردو

ومن أجل هدف تدمير مفاعل فوردو الذي يعتبر توقيع بنهاية الحرب لصالح إسرائيل، تقوم إسرائيل بالكثير من الإجراءات والحيل من أجل جر الولايات المتحدة لدعمها ومساعدتها في تدمير مفاعل فوردو القوي وتقوم ببث فيديوهات تخيلية بتقنية الذكاء الاصطناعي من أجل بث الحماس للرئيس الأمريكي ترامب ورفع الروح المعنوية للشعب الإسرائيلي للتعايش مع فرحة الانتصار السريع وتدمير مفاعل فوردو  ومن أجل إقناع المعارضين لهذا القرار بأهمية حسم عملية تدميره.

مفاعل فوردو
مفاعل فوردو

تخبط في حسم القرار الأمريكي

وفي ظل تردد أمريكي وعدم وجود موقف واضح للرئيس الأمريكي دونالد ترامب خاصة مع وجود عدد كبير من المعارضين بين أعضاء الكونجرس الأمريكي لقرار التدخل، وفي ظل تحذيرات دولية من خطر التدخل المباشر في الحرب وإنذارات الرئيس الروسي بلاديمير بوتين من خطر التدخل المباشر للولايات المتحدة وكذلك تحذيرات خبراء الطاقة النووية من خطر التسرب الناتج عن ضرب منشأة فوردو النووية على المنطقة والتهديدات من حلفاء إيران من ضرب المصالح والقواعد الأمريكية أدى ذلك إلى تخبط القرار الأمريكي في حسم التدخل المباشر مع تردد واضح في حسم الولايات المتحدة لقرار ضرب مفاعل فوردو الإيراني.

تدمير نووي
تدمير نووي

إسرائيل تطلب رسميًا دعم الولايات المتحدة

وطالبت إسرائيل رسميًا الولايات المتحدة الأمريكية، أن تدعمها في الهجوم على إيران، لتدمير منشأة “فوردو” النووية التي تقع في عمق الجبال، وفقًا لما نقلته هيئة البث الإسرائيلية.

وقال السفير الإسرائيلي لدى الولايات المتحدة، يحيئيل لايتر، إن الولايات المتحدة هي الدولة الوحيدة في العالم التي تمتلك نوع القنبلة القادرة على تدمير منشأة “فوردو” النووية الإيرانية.

وأضاف لايتر، خلال مقابلة مع قناة “ميريت”، أن “الدولة الوحيدة التي تمتلك قنبلة جوية قادرة على تدمير فوردو هي الولايات المتحدة، وهذا قرار يتعين على واشنطن أن تتخذه، سواء اختارت أن تسلك هذا الطريق أم لا”.

مفاعل فوردو
مفاعل فوردو

ترامب يدرس الأمر

فيما صرح مسؤول إسرائيلي، بأن ترامب يدرس الأمر، لا سيما أن مهاجمة إيران مباشرة، حتى لو اقتصر التدخل الأميركي على قصف موقع واحد، من شأنه أن يجر الولايات المتحدة مباشرة إلى الحرب، حسب ما نقل موقع “أكسيوس”.

وأوضح المسؤول، أن الولايات المتحدة قد تنضم إلى العملية الحربية ضد إيران، لافتاً إلى أن ترامب أشار خلال محادثة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى أنه سيفعل ذلك إذا لزم الأمر.

تدمير منشأة فوردو هو هدف إسرائيل

وقال مسؤولون إسرائيليون، إنه إذا ظلت منشأة فوردو عاملة بعد انتهاء الضربات الإسرائيلية والمواجهة بين البلدين، فستكون تل أبيب قد فشلت في تحقيق هدفها المتمثل في “القضاء” على البرنامج النووي الإيراني.

افتقار إسرائيل إلى القنابل الخارقة للتحصينات

وفي ظل افتقار إسرائيل إلى القنابل الخارقة للتحصينات والطائرات القاذفة الكبيرة اللازمة لتدمير موقع فوردو الإيراني لتخصيب اليورانيوم، المبني في جبل وفي أعماق الأرض، تقوم إسرائيل بالكثير من الإجراءات لجر الولايات المتحدة لدعمها وضرب منشأة فوردو.

ويظل مفاعل فوردو في إيران هو الهدف الأصعب بالنسبة لإسرائيل، في ظل بنائه في منطقة وعرة وعلى عمق كبير من الأرض، ومع تردد الولايات المتحدة في التدخل واستخدام أسلحتها الخارقة للتحصينات لتدمير المنشأة تزداد احتمالات إرسال إسرائيل قوة كوماندوز لتحقيق هذا الغرض.

وبحسب ما نشرته صحيفة “واشنطن بوست” يُعتقد على نطاق واسع أن سلاح الجو الأميركي، بطائرات B-2 وقنابله الخاصة التي تخترق الأرض بوزن 30 ألف رطل، قادر على إلحاق ضرر أكبر بكثير بمنشأة فوردو.

وذكرت الصحيفة، أن النقاش لا يزال مطروحًا في الولايات المتحدة بين متشددين يرون تدخل واشنطن فرصة لتحييد خصم للولايات المتحدة، وتعزيز الردع، في مقابل فريق يرى الانخراط في الحرب ضد إيران إهدار للذخائر الثمينة وتوريط في أزمات الشرق الأوسط.

القدرات النووية والأهمية التشغيلية

وتُعتبر فوردو ثاني أبرز المواقع النووية في إيران، إذ تضم أكثر من ألف جهاز طرد مركزي متطور لتخصيب سادس فلوريد اليورانيوم.

وتقع منشأة فوردو على بُعد 95 كيلومتراً جنوب غرب طهران، و32 كيلو متراً شمال شرق مدينة قُم، داخل مجمع أنفاق محفور في عمق الجبال على عمق يُقدّر بـ80-90 متراً تحت سطح الأرض، ضمن قاعدة عسكرية تابعة للحرس الثوري الإيراني.

وكشفت صور الأقمار الصناعية الحديثة، بحسب شبكة “سي إن إن” الأمريكية، عن “خمسة أنفاق تخترق مجموعة من الجبال، وهيكل دعم ضخم، ومحيط أمني واسع”.

وتؤكد صحيفة “فايننشال تايمز” أن المنشأة “مخبأة تحت صخور صلبة ومغطاة بخرسانة مسلحة تجعلها بعيدة عن مرمى نيران أي من الأسلحة الإسرائيلية المعروفة للعامة”.

“منشأة فوردو” جبل الهلاك

يُشبّه مخططون عسكريون إسرائيليون منشأة “فوردو” النووية في إيران بجبل “الهلاك”؛ فهي منشأة تخصيب نووي محصنة بشدة، مدفونة على عمق نصف كيلو متر تحت جبل، ومحاطة بأنظمة دفاع جوي، وتقع بشكل رمزي بالقرب من مدينة قُم الدينية القديمة.

أما طهران، فترى في منشأة “فوردو” رمزاً لرغبتها في حماية برنامجها النووي، الذي صُمم ليصمد أمام هجوم مباشر شامل، مع الحفاظ على عدد كافٍ من أجهزة الطرد المركزي واليورانيوم عالي التخصيب بما يسمح لها بإنتاج سلاح نووي محتمل، أو تنفيذ ما يُعرف بـ”الاختراق النووي”، بحسب صحيفة “فاينانشيال تايمز” البريطانية.

الولايات المتحدة لم تحسم القرار

ولا يزال النقاش مطروحًا في الولايات المتحدة بين متشددين يرون تدخل واشنطن فرصة لتحييد خصم للولايات المتحدة، وتعزيز الردع، في مقابل فريق يرى الانخراط في الحرب ضد إيران إهدار للذخائر الثمينة وتوريط في أزمات الشرق الأوسط.