ياسر جلال يعود بقوة إلى الساحة الدرامية في رمضان 2026 من خلال مسلسل “وجه آخر للعدالة”
في خطوة تُعد من أبرز التحركات الفنية استعدادًا لموسم رمضان 2026، بدأ الفنان ياسر جلال تصوير مشاهده الأولى في مسلسل “للعدالة وجه آخر”، بعد فترة من التأجيلات الفنية والإنتاجية.
ويعد هذا العمل بمثابة عودة قوية للنجم المصري صاحب الأداء الثقيل والبصمة الخاصة، الذي استطاع خلال السنوات الماضية أن يثبت حضوره في ساحة الدراما الرمضانية بأعمال حفرت مكانها في وجدان المشاهد العربي.
تفاصيل مسلسل للعدالة وجه آخر: توليفة درامية جديدة لرمضان
المسلسل الجديد “للعدالة وجه آخر” يتكون من 15 حلقة فقط، وهو من تأليف السيناريست عمرو الدالي، وإخراج محمد يحيى مورو، ويشارك في بطولته إلى جانب ياسر جلال كل من أروى جودة، التي تجسد دور زوجته، والفنان محمد علاء “جامايكا” في دور ضابط شرطة، إضافة إلى نوران ماجد، وعدد من النجوم الشباب والوجوه الصاعدة.
يُجسد ياسر جلال في هذا العمل شخصية مذيع تليفزيوني يُعاني من صراعات داخلية وضغوط مهنية واجتماعية تقوده إلى كشف شبكة فساد كبرى، بينما تتقاطع خيوط الحبكة بين حياته الشخصية، التي تشهد اضطرابات حادة مع زوجته، وحياته المهنية المتشابكة مع قضايا رأي عام تثير جدلًا واسعًا.
التأجيل وظروف الإنتاج: جودر 2 السبب الرئيسي
رغم أن المسلسل كان من المفترض أن يُعرض في رمضان الماضي (2024)، إلا أن انشغال ياسر جلال بمسلسله الآخر “جودر 2” حال دون تنفيذ المشروع في موعده، ما اضطر الشركة المنتجة إلى تأجيله للعام التالي.
ويُعتبر هذا التأجيل فرصة لزيادة تحضير المسلسل على مستوى النص والإنتاج، ما قد ينعكس إيجابًا على مستوى الجودة النهائية.
تعاون جديد متجدد بين ياسر جلال وعمرو الدالي
يشكّل مسلسل “للعدالة وجه آخر” ثاني تعاون درامي بين ياسر جلال والسيناريست عمرو الدالي، بعد النجاح الملحوظ الذي حققه الثنائي في مسلسل “علاقة مشروعة”، الذي عُرض في رمضان 2023.
العمل السابق، رغم قصر حلقاته، نال إشادة جماهيرية لافتة نظرًا لحبكته المحكمة وتناوله قضايا أسرية واجتماعية معاصرة، كما أظهر قدرة ياسر جلال على التماهي مع الأدوار المركّبة والمعقّدة.
هذا التعاون الثاني يؤكد انسجامًا إبداعيًا بين النجم والكاتب، خصوصًا في تقديم نوعية من الدراما الاجتماعية ذات الطابع الواقعي، مع مسحة من التشويق والغموض، التي باتت السمة الأبرز في أعمال ياسر جلال الأخيرة.
“جودر 2”: محطة درامية أسطورية في مسيرة ياسر جلال
يأتي المسلسل الجديد بعد النجاح اللافت الذي حققه مسلسل “جودر 2” في رمضان الماضي، وهو عمل مستوحى من حكايات “ألف ليلة وليلة”، ويُعد من أنجح تجارب الدراما الفانتازية المصرية خلال السنوات الأخيرة.
المسلسل روى مغامرات الشاب المصري “جودر”، في رحلة مملوءة بالسحر والغرائب، ضمن أجواء بصريّة استثنائية، جمعت بين الحكايات التراثية والدراما الحديثة.
شارك ياسر جلال في بطولة “جودر 2” بجانب نخبة من النجوم مثل نور اللبنانية، ياسمين رئيس، تارا عماد، وفاء عامر، وأيتن عامر، في عمل ضخم من تأليف أنور عبد المغيث وإخراج إسلام خيري.
وأظهر جلال في هذا العمل مرونة كبيرة في تجسيد الشخصية الأسطورية، مما أضفى على المسلسل طابعًا دراميًا حالمًا جذب قطاعًا كبيرًا من الجمهور، لا سيّما فئة الشباب.
مسلسل “للعدالة وجه آخر” في سياق التطور الدرامي للفنان ياسر جلال
لطالما حرص ياسر جلال في السنوات الأخيرة على تقديم أعمال تحمل قيمة إنسانية ورسائل اجتماعية ضمن حبكات مشوقة، بعيدًا عن الميلودراما التقليدية.
فمن “رحيم” إلى “ظل الرئيس”، ثم “الفتوة” و”علاقة مشروعة”، تدرج الفنان في تقديم نماذج متنوعة تعكس تطورًا ملحوظًا في اختياراته الفنية.
ومع مسلسل “للعدالة وجه آخر”، يبدو أن ياسر جلال يتجه نحو ترسيخ مكانته كممثل قادر على قيادة أعمال قصيرة الحلقات، وهو اتجاه درامي يلقى رواجًا واسعًا حاليًا في السوق العربي والعالمي على حد سواء، خصوصًا في ظل المنافسة المحتدمة بين المنصات الإلكترونية.
أروى جودة: الحضور الأنثوي القوي في وجه العاصفة
تلعب أروى جودة دورًا محوريًا في المسلسل بصفتها زوجة البطل، وهي شخصية مركبة تمر بتحولات نفسية عميقة نتيجة ما تتعرض له من ضغوط زوجية ومهنية.
ويعد هذا الدور من أبرز تحديات أروى الفنية، لا سيما في ظل طغيان الطابع الذكوري على الدراما الرمضانية في السنوات الأخيرة.
ختامًا: لماذا يظل اسم ياسر جلال حاضرًا في المشهد الدرامي؟
ياسر جلال لم يعد فقط ذلك الوجه الهادئ صاحب الصوت الرزين والملامح الجادة، بل أصبح رمزًا لنوع جديد من الدراما المصرية، التي توازن بين الترفيه والمضمون، بين الحكاية والبُعد الإنساني.
ومع انطلاق تصوير “للعدالة وجه آخر”، يُراهن الجمهور على عمل يحمل بصمة خاصة، في وقت باتت المنافسة فيه شرسة والإبداع ضرورة، لا ترفًا.
ويبقى السؤال مفتوحًا: هل يواصل ياسر جلال مسيرته التصاعدية على عرش دراما رمضان؟ الأيام القادمة كفيلة بالإجابة، ولكن كل المؤشرات تُشير إلى أن النجم المصري يسير بخطى واثقة نحو تثبيت مكانته بين كبار الدراما العربية.