ذكرى عيد الجلاء في مصر: كيف تم إنهاء الاحتلال البريطاني وتحرير الوطن من الاستعمار؟

ذكرى عيد الجلاء في مصر: كيف تم إنهاء الاحتلال البريطاني وتحرير الوطن من الاستعمار؟

عيد الجلاء هو مناسبة وطنية يحتفل بها المصريون في 18 يونيو من كل عام، لإحياء ذكرى خروج آخر جندي بريطاني من الأراضي المصرية عام 1956، بعد احتلال دام أكثر من 74 عامًا.

ويُعد هذا اليوم بمثابة استعادة للكرامة الوطنية وتأكيد على الاستقلال والسيادة الكاملة.

خلفية تاريخية للاحتلال البريطاني

بدأ الوجود البريطاني في مصر عام 1882، بعد تدخل بريطانيا العسكري لقمع ثورة الزعيم أحمد عرابي.

ومنذ ذلك الحين، خضعت مصر لاحتلال مباشر وغير مباشر، عانت خلاله من سيطرة سياسية واقتصادية.

شهدت مصر خلال هذه السنوات مقاومة متواصلة، من أبرزها:

ثورة 1919 بقيادة سعد زغلول.

حركة الفدائيين في مدن القناة.

الضغط الشعبي والسياسي الذي سبق ثورة 23 يوليو 1952.

اتفاقية الجلاء

 ثورة يوليو واتفاقية الجلاء

أثمرت ثورة 23 يوليو عن تغييرات كبيرة، منها إسقاط النظام الملكي وبدء المفاوضات مع بريطانيا.

وفي أكتوبر 1954، تم توقيع اتفاقية الجلاء التي نصّت على انسحاب القوات البريطانية خلال مدة أقصاها 20 شهرًا.

وقد تم تنفيذ الاتفاق بالكامل بخروج آخر جندي يوم الاثنين 18 يونيو 1956.

 يوم 18 يونيو 1956.. لحظة تاريخية

رفع الرئيس جمال عبد الناصر العلم المصري على منطقة القناة، معلنًا إنهاء الوجود العسكري البريطاني.

شهدت مدن القناة (السويس – الإسماعيلية – بورسعيد) احتفالات ضخمة، حيث خرج المواطنون يهتفون فرحًا بالاستقلال الكامل.
أصبح هذا اليوم رمزًا وطنيًا لما يمثله من انتصار على الاحتلال واستعادة الكرامة المصرية.

 مظاهر الاحتفال بعيد الجلاء

رغم مرور عقود، لا تزال مصر تُحيي هذه الذكرى كل عام عبر:

فعاليات رمزية في مؤسسات الدولة والمدارس.

خطب رسمية تستعرض أهمية الجلاء في مسيرة الاستقلال.

عروض وطنية في بعض المحافظات، لا سيما مدن القناة.
وتمثل هذه الأنشطة فرصة لتذكير الأجيال الجديدة بتضحيات الآباء والأجداد.

عيد الجلاء
ذكرى عيد الجلاء

 تضحيات ومراحل نضال

لم يكن الجلاء وليد اتفاق سياسي فقط، بل نتيجة:

نضال شعبي طويل.

شهداء سقطوا في المقاومة ضد الاحتلال.

إرادة قوية من حركة الضباط الأحرار.

دور لافت للإعلام المصري في دعم الروح الوطنية.

ختاما، عيد الجلاء هو ذكرى مصرية خالصة للكرامة الوطنية، ترمز إلى أن الشعب المصري قادر على استرداد حقه مهما طال الزمن.
وفي 18 يونيو من كل عام، يستعيد المصريون ذكرى ملحمية كتبها الأجداد بالتضحيات والدم، ليبقى الوطن حرًا، صاحب قرار وسيادة مستقلة.