حسام بدراوي يكتب لـ«الحرية»: طموح الإطاحة بالنظام.. إسرائيل تعتمد على “السماء” في مواجهة إيران على اليابسة وتحتها

حسام بدراوي يكتب لـ«الحرية»: طموح الإطاحة بالنظام.. إسرائيل تعتمد على “السماء” في مواجهة إيران على اليابسة وتحتها

نشهد تصعيداً غير مسبوق مع شن إسرائيل حملة جوية واسعة النطاق ضد أهداف إيرانية، في محاولة لوقف تقدم البرنامج النووي الإيراني واعلان هدفها بإسقاط النظام الحاكم في طهران. غير أن التجارب التاريخية تطرح تساؤلات جدية حول مدى فعالية هذا النهج المعتمد على القوة الجوية وحدها.

حققت إسرائيل بالفعل بعض النجاحات التكتيكية، حيث استهدفت قيادات بارزة في الحرس الثوري الإيراني وحزب الله، وضربت منشآت دفاع جوي واتصالات ومنشآت اقتصادية. كما لحقت أضرار ببعض البنية التحتية للبرنامج النووي. لكن رغم هذه الإنجازات، يواجه الجيش الإسرائيلي معضلة استراتيجية معقدة.

البرنامج النووي الإيراني محصّن بعمق تحت الأرض، خاصة في منشأتي فوردو ونطنز. وبغياب القدرة على استخدام قنابل خارقة للأعماق الثقيلة — التي لا تملكها إسرائيل حالياً — يصعب القضاء نهائياً على منشآت التخصيب المدفونة. حتى في حال تدخل الولايات المتحدة عسكرياً، ستبقى هناك شكوك دائمة حول قدرة إيران على إعادة بناء البرنامج بسرية بعد الضربات.

أما الرهان على إسقاط النظام من خلال القصف الجوي فهو مغامرة محفوفة بالمخاطر. إذ تُظهر أكثر من 40 تجربة تاريخية أن القصف الاستراتيجي، حتى مع الأسلحة الدقيقة الحديثة، لم ينجح في دفع الشعوب للثورة على أنظمتها. بل على العكس، عادةً ما يؤدي العدوان الخارجي إلى تعزيز النزعة الوطنية وتماسك النظام الحاكم في مواجهة العدو الخارجي، كما حدث في العراق وأفغانستان وقطاع غزة.

بالتالي، يواجه قادة إسرائيل ما يسميه بعض المحللين “فخ القنبلة الذكية” — حيث تمنح التكنولوجيا المتطورة إحساساً زائفاً بالقدرة على تحقيق أهداف استراتيجية كبرى دون الحاجة إلى حرب برية أو دعم سياسي خارجي واسع النطاق.

في غياب تدخل عسكري أميركي حاسم، قد تجد إسرائيل نفسها في مواجهة إيران أكثر خطورة من أي وقت مضى، وربما تقترب سراً من العتبة النووية في ظل تراجع قدرة المجتمع الدولي على مراقبة البرنامج الإيراني بعد تعرض منشآته للضربات.

ويبقى السؤال الكبير: إلى أين يقود هذا التصعيد؟ وهل القوة الجوية وحدها قادرة على رسم ملامح النظام الإقليمي الجديد؟ أم أن المشهد مرشح لمزيد من التعقيد والانزلاق نحو مواجهة طويلة الأمد

والأهم من ذلك ، وبالرغم من ان رد ايران العسكري ليس بالدقة الكافية إلا ان الرد اصاب الهيبة العسكرية الاسرائيلية في مقتل. الصورة التي عملت عليها إسرائيل التي ترعب جيرانها بالتفوق الشامل وتقنع العالم في نفس الوقت بأنها تدافع عن نفسها قد انهار.

وانتقلت إسرائيل الي استراتيچيه اعلاميه جديده انها بما تفعله من تدمير تدافع عن الحضارة الغربية بل وتحمي الولايات المتحده نفسها.

بتحليل الواقع ، فإن هناك واقعا جديدا قد نشأ وتتكون تفاصيله ويمكن لتركيا والسعوديه ومصر إذا احسنت اللعب بأوراقها ان يكونوا طرفا فيه.