وزيرة البيئة تستعرض آخر تطورات إدارة النفايات خلال جلسة برلمانية

شاركت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة، في جلسة لجنة الإدارة المحلية بمجلس النواب، اليوم الأربعاء، برئاسة المهندس أحمد السجيني، وبحضور الدكتورة منال عوض وزيرة التنمية المحلية، والسيد أحمد كجوك وزير المالية، والمهندس جابر الدسوقي ممثل وزير الكهرباء، وبمشاركة ياسر عبد الله رئيس جهاز تنظيم إدارة المخلفات، وعدد من قيادات وزارة البيئة والتنمية المحلية والوزارات المعنية، لمناقشة آخر مستجدات تنفيذ منظومة ادارة المخلفات والتحديات التي تواجهها وكيفية التغلب عليها.
وزيرة البيئة: الحكومة والبرلمان يحاربون من أجل مصلحة الوطن
وأكدت الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة، في بداية كلمتها، أن ملف إدارة المخلفات كان الجميع من حكومة وبرلمان ومختلف الأطراف الفاعلة شركاء فيه، يحاربون من أجل مصلحة الوطن، مستعرضة التقدم المحقق في هذا الملف استنادًا للأرقام، ففي بداية المنظومة كان المبدأ المتبع “جمع أكثر تدوير أكثر دفن أقل” وبالتالي الحد من ظاهرة تراكم المخلفات التي كانت تؤرق الدولة والمواطن، ومع بداية العمل على قانون إدارة المخلفات في ٢٠١٨ كانت نسب تدوير المخلفات ١٠٪ وصلت في نهاية ٢٠٢٤ إلى ٣٧٪، ونهدف إلى أن تصل ٦٠٪ في ٢٠٢٧، لتوفير الاحتياجات من السماد العضوي والوقود البديل.
وأوضحت فؤاد، أن قانون إدارة المخلفات لم يكن هدفه الوحيد تعزيز الاقتصاد الدائري بتحويل المخلف إلى منتج يمكن الاستفادة منه، لافتة إلى أن إشراك القطاع الخاص في إدارة البنية التحتية للمنظومة، وبعد أن كان لدينا في بداية المنظومة عقدين للقطاع الخاص في مجال التدوير أصبح لدينا ٣٦ عقدًا للقطاع الخاص في مجالات الجمع والنقل والمعالجة والتدوير، خاصة مع قرار القيادة السياسية بالعمل في المنظومة في مختلف المحافظات المصرية في ذات الوقت.
وأشارت وزيرة البيئة، إلى دخول القطاع الخاص ليس فقط في التدوير المعتاد ولكن أيضا في مجال تحويل المخلفات لطاقة، والتي تضم تحويل غازات المدافن والحمأة والمخلفات لطاقة، حيث كانت من بشائره أن تسفر مشاورات الحكومة عن صدور قرار تعريفة تحويل الحمأة وغازات المدافن إلى طاقة، بالاتفاق مع وزارات الإسكان والكهرباء والتنمية المحلية وموافقة أعضاء المجلس، بما سيعزز استثمارات القطاع الخاص في هذا المجال والتوسع فيها.
ولفتت فؤاد، إلى أن تنفيذ مشروعات تحويل الحمأة وغازات المدافن لطاقة جاء بعد مشاورات مع القطاع الخاص حوّل جدواها، ومنها مشروع تحويل غازات مدفن السلام لطاقة بعد تحويله لحديقة، وأيضاً تحويل الحمأة لمحطة الصرف الصحي بأبو رواش لطاقة.
وفيما يخص سد الفجوة التمويلية لمنظومة إدارة المخلفات، قالت إن تفعيل مواد الرسوم بقانون ادارة المخلفات، ومنها استكمال موارد تمويل المنظومة المتكاملة للمخلفات المنصوص عليها في القانون ستساعد على توفير الموارد المالية اللازمة لاستكمال واستدامة المنظومة، ومنها النسب المستحقة من الضريبة العقارية، وكذلك استغلال فائض صندوق الخدمات والتنمية المحلية بالمحافظات، والمسؤولية الممتدة للمنتج.
وأشارت الوزيرة، إلى صدور قرار مجلس الوزراء بشأن تطبيق المسئولية الممتدة للمنتج على الأكياس البلاستيكية احادية الاستخدام في فبراير الماضي، وسيتم العمل على تطبيقها في المجالات الاخرى مثل مواد التغليف والمعادن، وذلك انطلاقا من مبدأ ان مواد المخلف يدفع ثمن الادارة المتكاملة له بما يصب مرة أخرى في تمويل المنظومة، ومن المتوقع أن توفر مصادر تمويل سنوية للمنظومة بعد تطبيقها على الأكياس البلاستيكية أحادية الاستخدام.
كما لفتت وزيرة البيئة، إلى نجاح تجربة الوزارة من خلال جهاز تنظيم إدارة المخلفات بعد تطبيق اللائحة التنفيذية لقانون إدارة المخلفات وتحويله لهيئة اقتصادية، في تحوله إلى تحقيق فائض يصل إلى ٤٥ مليون جنيه، مما يعكس القيمة المضافة للأثر التشريعي.
واستعرضت الوزيرة، خلال الجلسة، رحلة بناء منظومة الإدارة المتكاملة للمخلفات، وما تم تنفيذه من العقود المبرمة فيما يخص التشغيل لخدمات الجمع والنقل والتدوير بالمحافظات المختلفة، ومصادر التمويل الرئيسية للمنظومة وفق قانون إدارة المخلفات رقم ٢٠٢ لسنة ٢٠٢٢، والاحتياجات العاجلة لدعم المنظومة بمحافظتي الجيزة والقليوبية.
وتقدمت الوزيرة، بالشكر لكل من ساهم في دعم منظومة إدارة المخلفات من مختلف الشركاء من أعضاء الحكومة السابقين والحاليين والسادة النواب والقطاع الخاص وفريق عمل وزارة البيئة.
ومن جانبه، قدم المهندس أحمد السجيني، التهنئة نيابة عن نواب اللجنة للدكتورة ياسمين فؤاد على المنصب الدولي المشرف الذي تم اختيارها له، متمنيًا لها التوفيق في مهمتها الجديدة والتي ستفيد من خلالها العالم بخبرتها وكفاءتها في ملف بيئي مهم وتمثل مصر تمثيلا مشرفا، معربا عن اعتزازه بالعمل معها على مدار سنوات في مواجهة التحديات البيئية الوطنية وعلى رأسها ملف المخلفات.
وأكد السجيني، على أهمية ملف إدارة المخلفات وحرص لجنة الإدارة المحلية على أن تكون طرفًا أصيلًا في مختلف أبعاده، لكونه ملفا يهم كل مواطن مصري وكان البرلمان أحد شركاء النجاح فيه منذ العمل عليه من ٢٠١٥ بمتابعة حثيثة من القيادة السياسية التي كانت حريصة على مواجهة هذا التحدي من أجل رفاهية المواطن المصري والحفاظ على المظهر الحضاري للدولة، ومع إصدار أول قانون لإدارة المخلفات في مصر في ٢٠٢٠، بعد مناقشات عديدة وصعبة بين مختلف الأطراف تم تقديم المصلحة العامة فيها، وتطور الخبرات والكفاءات خلال الرحلة على مستوى البرلمان والحكومة، مما يتطلب التكاتف لاستمرار ما تم نسجه من جهود والبناء عليها للحفاظ على استدامة المنظومة وتطويرها ومواجهة التحديات التي تواجهها.