قبل انتخابات التجديد النصفي لنقابة الأطباء: كيف أسس علي باشا إبراهيم أقدم منظمة طبية في الشرق؟

تستعد نقابة الأطباء لإجراء انتخابات التجديد النصفي لعام 2025، والتي تشمل اختيار أعضاء جدد لمجلس النقابة العامة على المستوى القومي، بالإضافة إلى تجديد التمثيل في المجالس الفرعية بمختلف المحافظات والمناطق الجغرافية.
تاريخ نقابة الأطباء
وعلى مدار أكثر من 8 عقود، لعبت نقابة أطباء مصر دورًا محوريًا في صياغة السياسات الصحية، والدفاع عن حقوق الأطباء، ورفع مستوى المهنة علميًا ومهنيًا وأخلاقيًا.
ولا تزال النقابة حتى اليوم تمثل صوت الأطباء، وتعمل على التصدي للتحديات التي تواجههم، من ضعف الإمكانيات إلى الأزمات الصحية الكبرى، مثل جائحة كورونا.
محطات في تاريخ النقابة
تعود أولى المحاولات لإنشاء نقابة للأطباء إلى عام 1918، حيث اجتمع عدد من الأطباء بدار الجامعة المصرية القديمة من أجل بحث الفكرة، وباءت هذه المحاولة الأولى بالفشل نتيجة عدم التوافق بين الأطباء المصريين والأجانب آنذاك، وهو ما أدى إلى تأجيل المشروع لسنوات.
في يناير 1930، دعا الدكتور علي باشا إبراهيم عددًا من زملائه الأطباء إلى اجتماع أسفر عن تأسيس الجمعية الطبية المصرية، والتي أُنشئت كمقدمة تنظيمية ومهنية مهدت الطريق لإنشاء النقابة لاحقًا.
وأصدرت الجمعية مجلة علمية عُرفت بـ”المجلة الطبية المصرية”، وكانت أول لسان حال للأطباء المصريين في قضايا المهنة والعلم والبحث.
وفي عام 1940، تحقق الحلم أخيرًا بتأسيس نقابة أطباء مصر رسميًا، وكان المؤسس الأول والنقيب الأول لها هو الدكتور علي باشا إبراهيم.
وقال الدكتور علي باشا إبراهيم في كلمته خلال تدشين النقابة: “من الآن نحن في مكان حقيق بالإعظام والتقديس، خُلق لخدمة العلم والإنسانية والوطن”.
وكان فكر علي باشا إبراهيم في تأسيس النقابة يتجه اتجاه الدفاع عن فكرة التضامن المهني بين الأطباء، معتبرًا أن العمل الفردي لا يصنع إنجازًا مؤسسيًا حقيقيًا، كما دعا إلى المساواة بين الأطباء.
وأكد أن النقابة يجب أن تبتعد عن أي تمييز جنسي أو ديني أو سياسي، مشددًا على أن المحافظة على شرف المهنة هي أسمى ما يمكن أن يجتمع عليه الأطباء، وأن أي إخلال فردي يسيء للمجتمع المهني بأكمله.
أبرز إنجازات النقابة منذ تأسيسها
استطاعت النقابة تنظيم العمل المهني والطبي في مصر، ووضع معايير مزاولة المهنة، كما عملت على الدفاع عن حقوق الأطباء، ومساندتهم في القضايا القانونية والإدارية.
وعملت النقابة على تطوير التعليم الطبي المستمر، عبر عقد الندوات والدورات وورش العمل، والمشاركة في صياغة السياسات الصحية في الدولة، والرقابة على جودة الخدمة، فضلًا عن الإغاثة والمشاركة في الأزمات، كما في حالات الكوارث الصحية أو الجوائح مثل كورونا.
اقرأ أيضًا: نقابة الأطباء على أعتاب انتخابات التجديد النصفي.. كيف يشكل مجلسها ومن هم الأعضاء الحاليين؟